"عادل" من بائع "فريسكا" إلى جرس إنذار للركاب: "المترو واقف"

كتب: عبد الحميد جمعة

"عادل" من بائع "فريسكا" إلى جرس إنذار للركاب: "المترو واقف"

"عادل" من بائع "فريسكا" إلى جرس إنذار للركاب: "المترو واقف"

أثناء ذهابك إلى محطة مترو جامعة القاهرة، تشاهد شابًا لم يتعدَ عمره العشرين عامًا واقفًا وأمامه بعض الحلويات، مرددًا عبارات تنبيهية للمواطنين ليتقمص دور المذيع لإبلاغ الركاب بتعطل قطارات الخط الثاني.

"المترو واقف" كلمتان فقط، ظل يرددهما محمد عادل، بائع فريسكا، أعلى سلم كوبري المشاة بمحطة مترو جامعة القاهرة، طوال ثلاث ساعات، لإخطار المواطنين بتوقف مترو الأنفاق اتجاه "الجيزة- شبرا"، في محاولة منه لتقليل الازدحام والتكدس الذي شهدته المحطة.

فاترينة بسيطة مكونة من قطع خشب متهالكة وزجاج، تحوي في داخلها بعض الحلويات المختلفة، اعتاد "عادل" الذي يعمل منذ 4 سنوات بائعا أعلى كوبري المشاة، على حملها معه يوميًا عدا الجمعة، للحصول على لقمة العيش.

بعد رؤيته مشهد الازدحام على كوبري المشاة وداخل محطة المترو، تحول نداء "عادل" فجأة من "يالا الفريسكا" إلى "المترو واقف"، قائلا "حرام الناس تدخل المحطة وترجع وكدا الزحمة هتزيد، وأنا مش هخسر حاجة لما أبلغهم، دول زي إخواتي وأهلي".

50 جنيهًا يحصل عليها الشاب العشريني، في نهاية يومه في العمل بائع فريسكا، الذي يستمر نحو 10 ساعات متواصلة وتحديدًا من التاسعة صباحًا وحتى السابعة مساءً، ليذهب بعدها للعمل في إحدى الكافتيريات بمنطقة فيصل من الثامنة مساء وحتى الواحدة صباحًا.

"عادل"، ترك الدراسة بعد حصوله على الشهادة الإعدادية من إحدى مدارس الإسكندرية، منذ سنوات بحثًا عن لقمة العيش، بعد الظروف التي مر بها بعد وفاة والديه، ليستقر في منطقة الطالبية مع بعض زملائه قائلا: "أبويا اتوفى في حادث وبعدها أمي اتقهرت عليه وماتت، وأنا بصرف على إخواتي البنات وأخويا في 3 ابتدائي".


مواضيع متعلقة