بروفايل| ماجدة واصف.. سيدة المهرجان «المستقيلة»

07:16 م | الاثنين 27 نوفمبر 2017

لم تحاول طرد تلك الأفكار من رأسها وهى تضغط على لوحة المفاتيح بميكانيكية شديدة، هى فقط تستجيب لتعليمات عقلها، تتذكر أيامها الأولى هنا، فقد جاءت فى أصعب الأوقات وأحلكها، تتدافع الذكريات والصور محاولة إرجاءها لهذا القرار، بينما تواصل الكتابة، تتذكر الإشادات بقدرتها على خروج الفعاليات بشكل مشرّف رغم قلة الإمكانيات، فى مواجهة الانتقادات اللاذعة التى تتهمها بالإخفاق، لحظة واحدة تفصلها عن الضغط على زر «اطبع»، لتعلن خلالها بوضوح فوز عقلها فى حربه الأخيرة، تضع كلمة نهاية مشوارها مع المهرجان فى ظرف يحمل اسم «القاهرة السينمائى»، استقر على جانبه بوضوح اسم وزير الثقافة، يحمل بداخله استقالة الدكتورة ماجدة واصف من رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى بعد انتهاء فعاليات الدورة 39.

حالة جدل واسعة سببتها الاستقالة، حينما تم تداول الخبر بشكل واسع خلال فعاليات المهرجان، رغم أنها تقدمت بالاستقالة قبل انطلاق الدورة الجديدة بما يقرب من شهر، وأوضحت من قبل أن الدورة الحالية هى آخر دوراتها بالمهرجان، ولكن دون إبداء أى أسباب، مكتفية بجملة واحدة: «القرار لم يكن وليد اليوم»، مؤكدة أنها لن تترك المهرجان إلا بعد انتهاء الفعاليات بشكل رسمى.

لم تكن الشابة، التى حصلت على بكالوريوس تجارة تخصص إدارة الأعمال من جامعة القاهرة عام 1968، بعيدة عن السينما، بل كانت تسعى إليها، فالتحقت بجامعة السوربون فى باريس للحصول على دبلوم الدراسات الجامعية فى السينما، ثم حصلت على درجة الدكتوراه فى السينما من الـ«EHSS»، وخلال تلك الفترة عملت كناقدة سينمائية مسئولة عن صفحة السينما فى مجلة المستقبل الفرنسية، ولكن كانت الخطوة الأبرز فى تاريخها هى تعيينها مديراً لإدارة السينما بمعهد العالم العربى فى باريس، وعملت كمستشارة لمهرجان «كان» السينمائى منذ عام 2004، كما ترأست إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية فى الفترة من 2012 إلى 2014، مسيرة طويلة مع السينما أهّلت ماجدة واصف، عن جدارة، لتصبح أول سيدة تعتلى منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، على مدار 3 دورات متتالية.