الأمن يواصل "تمشيط" سيناء على 3 مراحل تنتهى بمداهمة «جبل الحلال»
واصلت قوات الجيش والشرطة بشمال سيناء تمشيطها لمدن الشيخ زويد والعريش ورفح، وداهمت عدداً من المنازل والشاليهات والفنادق والشقق المفروشة، ونجحت فى اعتقال عدد من الإرهابيين، بينهم فلسطينى، تم ضبطهم بفندق شعبى بالعريش، كما ضيّقت الخناق على منفذى عملية قتل جنود الأمن المركزى، بعد تحديد مكان اختبائهم، فيما تم اغتيال شيخ قبيلة فى ظروف غامضة برفح، وتعرض مبنى قسم شرطة الشيخ زويد، فجر أمس إلى إطلاق نار كثيف من قبل مجهولين، وتعرضت سيارة تخص مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، لهجوم مسلح من إرهابيين بحى المساعيد.
كانت الحملة التمشيطية للأجهزة الأمنية بشمال سيناء، قد نجحت فى اعتقال 3 إرهابيين بحوزتهم أسلحة خفيفة «طبنجات» وكميات من مادة «تى إن تى» تستخدم فى صناعة المتفجرات، داخل أحد الفنادق بمدينة العريش، من بينهم عنصر فلسطينى، تبين للقوات أنه قدم من غزة لداخل سيناء عبر الأنفاق منذ شهرين، وأن العناصر الثلاثة كانوا يتأهبون لزرع عبوة ناسفة أسفل سور مبنى المخابرات الحربية.
وقال مصدر أمنى، إن القبض على الإرهابيين الثلاثة جاء فى سياق حملة تمشيط موسعة على شاليهات العريش والفنادق السياحية والشعبية والمنازل التى يشتبه فى إقامة عناصر إرهابية بها، والشقق المفروشة، وذلك فى مدن شمال سيناء الثلاث، العريش ورفح والشيخ زويد.
ولفت إلى أن العناصر الإرهابية التى تم إلقاء القبض عليها ضُبطت داخل أحد الفنادق الشعبية جنوب العريش، مؤكداً أنه سيتم التحفظ عليهم، لحين نقلهم لجهاز الأمن الوطنى بالإسماعيلية قبل نقلهم للقاهرة.
وأكد المصدر أن الحملة التمشيطية سوف يتم تطويرها، وتقسيمها لـ3 مراحل، تتضمن كل مرحلة تمشيط كل مدينة من مدن العريش والشيخ زويد ورفح على حدة، وإغلاق حدود المدينة أثناء تمشيطها، وتشديد الرقابة عليها بشكل محكم، على أن تستعد قوات العمليات الخاصة والصاعقة للقيام بعملية عسكرية موسعة، لمداهمة «جبل الحلال» وسط سيناء بعد رصد معلومات تؤكد تسلل عناصر مسلحة من دول اليمن وفلسطين وليبيا والسودان وأفغانستان، وإعداد نفسها لمهاجمة الجيش والشرطة بشكل منظم، فى محاولة لتحويلها لسوريا جديدة.
وكشف المصدر أن محمود عزت، المرشد الجديد لجماعة الإخوان، هو الذى يقود العمليات الإرهابية داخل سيناء وكانت آخرها عملية قتل الجنود الـ25، يسانده فى ذلك أحمد نوفل القيادى بكتائب القسام والذى تمكن من الهرب من أحد السجون المصرية خلال ثورة يناير ويعتبر صديقه المقرب، والذى تم رصد مكانه فى غزة، ومعه عدد من قيادات الجماعة، بمنطقة «دير البلح»، حسب كلام المصدر.
كما كشف مصدر أمنى، أن الأجهزة تحاصر حالياً منفذى مذبحة الجنود فى مدينتى رفح والشيخ زويد، وأن عملية القبض عليهم اقتربت بصورة كبيرة، بعد تحديد مكان اختبائهم فى مدينتى رفح والشيخ زويد، وأن سقوطهم أصبح وشيكاً.
وقال إن القوات سوف تقوم بعملية التمشيط على 3 مراحل، تتضمن تمشيطاً دقيقا للمدن الثلاث سالفة الذكر، وتنتهى بعملية عسكرية موسعة على «جبل الحلال» ومداهمته، بعد حصول الأجهزة الاستخباراتية على معلومات مؤكدة بتسلل عناصر أجنبية من فلسطين واليمن وليبيا والسودان وأفغانستان والإقامة داخل الجبل.
فى نفس السياق، أكد أحد شهود العيان كان قريبا من مكان قتل الجنود المصريين أن عدد الجناة كان أكثر من 30 شخصاً، وأن عملية القتل خططت لها جماعة تكفيرية، فى منطقة بجوار قرية الماسورة برفح، من بداية شهر رمضان.
وقال إن المهمة نفذت هذه الأيام، وإن من بين قتلة الجنود الـ25 من خطفوا الجنود السبعة وقت النظام المعزول، وإن سبب قتل الجنود وعدم اختطافهم كان لعدم وجود من يتفاوضون معهم، وهما قيادى فى جماعة الإخوان، ورجل أعمال آخر من مدينة رفح، بعد عزل مرسى.
وأكد أحد المقربين من الجماعات الدينية فى سيناء، أن عدد المسلحين وصل إلى أكثر من 6000 شخص، وأن الذين ينفذون العمليات 300 فقط فى العريش والشيخ زويد ورفح، بدعم من كل أفراد الجماعة مع اختلاف أفكارهم الدينية.
وأضاف أن 3 قبائل بدوية متورطة فى العمليات مع فلسطينيين وسعوديين وعراقى قناص وصعايدة، جاءوا قبل عامين إلى سيناء، مع بعض أبناء المنوفية والشرقية والإسماعيلية، وعائدين من سوريا وأفغانستان.
وأفاد المصدر أن معظم المتورطين طلقاء، لم يتم القبض على أى منهم، وأن الذين ألقى القبض عليهم فى شمال سيناء، ليسوا متورطين بشكل مباشر، لكنهم على علم بتحركات ودعم الجماعات فى سيناء.
وأوضح أن هناك فتحةً فى الجدار العازل الذى أقامته إسرائيل، فى منطقة قبيلة «العزازمة» التى يعمل أغلب أبنائها فى الجيش الإسرائيلى، يدخل ويخرج منها بعض المسلحين.
فيما أكد مصدر سلفى قريب من الجماعة التى قصفت فى قرية «الثومة» أن من بين المصابين شابا يتاجر فى السلاح من قبيلة العزازمة، كان جالسا للاتفاق على صفقة سلاح مقبلة من إسرائيل.
من ناحية أخرى عثر أهالى مدينة رفح فى الساعات الأولى من صباح أمس، على جثة لرجل عجوز ملقى على وجهه بمنطقة باب سيدوت برفح، بجوار المنطقة التى شهدت مذبحة رفح الذى راح ضحيتها 25 مجنداً مصرياً.
على الفور أبلغ الأهالى الأجهزة الأمنية، والتى انتقلت لمكان الحادث، فتبين لهم أن الجثة لشيخ قبيلة الرميلات برفح ويدعى الشيخ إسماعيل أبوحامد 53 عاماً، عثر عليه والدماء تغرق وجهه، نتيجة لإصابته بطلق نارى فى الوجه نفذ من أذنه، فأودى بحياته، وتم نقل الجثة لمستشفى العريش العام، للعرض على الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة.
وقال مصدر أمنى، إنه من الواضح أن شيخ القبيلة تعرض للاغتيال وستتواصل جهود الأجهزة لكشف ظروف وملابسات الحادث.
وأكد شهود عيان من مدينة العريش تعرض سيارة تخص مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء بالأمس، لهجوم مسلح من إرهابيين بحى المساعيد، وتمكن من كانوا بداخلها من الفرار، بعد وصول قوات من الجيش للمكان، وتبادلها إطلاق النيران مع المسلحين فى محيط المكان.
وكشف أهالى من رفح، أنهم سمعوا دوى انفجار بالأمس، هز المدينة بأكملها، وتبين حسب روايتهم، أنه ناجم عن حريق شب بخزان وقود بقرية الوفاق برفح، مما أسفر عن انفجاره واشتعال النيران فيه.
وكشف شهود عيان عن إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية، مساء أمس، أثناء مرورهم بسيارة على كمين مدخل الشيخ زويد، ورفض سائقها التوقف، مما اضطر القوات لإطلاق النار، وتم نقلهم للمستشفى للعلاج.
وقال مصدر أمنى إن مجموعة إرهابية مسلحة شنت هجوماً على قسم شرطة الشيخ زويد، وتبادلت إطلاق نار مع قوات القسم لم تسفر عن أى إصابات، كما أطلقت قوات الجيش نيراناً تحذيرية من كمين مدخل المدينة ومعسكر الزهور وكمين أبوطويلة.
وتمكنت الشرطة المصرية من ضبط 9 عناصر مطلوبة لدى الأجهزة الأمنية ومتهمة فى حوادث الاعتداء على قوات الجيش والشرطة وعلى المقرات الأمنية فى الأحداث الأخيرة.
كما تم أيضاً القبض على 4 مصريين من العريش والشيخ زويد وقريتى الجورة والشلاق داخل شقة يديرون فيها أعمالهم الإرهابية.
وأفاد شهود عيان، من الأهالى، أن مبنى قسم شرطة الشيخ زويد، تعرض فجر أمس إلى إطلاق نار كثيف من قبل مجهولين مسلحين يقتادون سيارات ملاكى.
وأكدوا أنهم شاهدوا 3 سيارات ملاكى بها مسلحون، فروا باتجاه الشمال، بعد أن استهدفوا مبنى قسم شرطة الشيخ زويد، فيما لم يبلغ عن وجود إصابات بين الجانبين، حسب شهود عيان من أهل المكان.
من ناحية أخرى، حلقت طائرة حربية جنوب الشيخ زويد وجنوب رفح، حتى وقت متأخر من فجر أمس، فوق قرية المقاطعة والجورة وشبانة والمهدية جنوبى الشيخ زويد ورفح.
من ناحية أخرى نظم أهالى مركز بئر العبد مسيرة حاشدة، مساء أمس، لإعلان رفضهم لانتشار الإرهاب فى سيناء والعمليات الإرهابية التى يستهدف بها مسلحون القوات الأمنية بسيناء.
وقالت لجنة حزب الوفد بمحافظة شمال سيناء، إن الفراغ الهائل فى سيناء وانعدام فرص التنمية والتعمير فى الماضى والحاضر لهما الأثر الأكبر فيما يحدث على أرض هذه المنطقة العزيزة، التى سالت عليها دماء الشهداء من أجل تحريرها وإجلاء المستعمر منها.
وأكد الحزب فى بيان له، أنه لا بد من دراسة ما تتعرض له سيناء الآن، وأن تبدأ بادرة حسنة تعيد الهدوء إلى النفوس والقلوب، وأنه لا بد من صدور قرار عاجل بالاعتداد بملكية أبناء سيناء لأرضهم وعقاراتهم ومزارعهم.
وفى الشأن الاستخباراتى ذكر موقع «الشاباك» التابع لجهاز المخابرات الإسرائيلية، أن إسرائيل وافقت على طلب مصرى بإدخال 4 طائرات حربية وكتيبة مشاة إلى سيناء، لملاحقة عناصر مسلحة تقوم بالتخريب والقتل.
وأفاد الموقع أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت أكثر من 15 فصيلاً مسلحاً وجماعة تعمل فى سيناء.