التكنولوجيا تفرض نفسها على حواديت الأطفال.. راح زمن «كان ياما كان»

كتب: مها طايع

التكنولوجيا تفرض نفسها على حواديت الأطفال.. راح زمن «كان ياما كان»

التكنولوجيا تفرض نفسها على حواديت الأطفال.. راح زمن «كان ياما كان»

سرد القصص والحكايات الليلية فى سبيل إمتاع الطفل وإغراقه فى النوم لم يعد مهمة سهلة، فالطفل الذى نشأ فى عصر التكنولوجيا الحديثة لم يعد يقتنع بحواديت «ألف ليلة وليلة» و«أبورجل مسلوخة»، و«أمنا الغولة»، وأمام الأسئلة الكثيرة التى سيوجهها الطفل لمن يحكى له قصصاً غير منطقية، أصبحت هناك ضرورة لتغيير شكل الحدوتة لتتواكب مع عقلية الطفل، وهو ما حدث بالفعل، حيث ظهرت الحدوتة الإلكترونية التى يتعامل معها الطفل بنفسه من خلال موقع إلكترونى أو تطبيق على الهاتف المحمول، كذلك الحدوتة التفاعلية التى يكون الطفل جزءاً من أحداثها، وهو ما يحقق له متعة كبيرة تشبع فضوله.

«الطفل دلوقتى محتاج إنه يدخل جوه القصة اللى بيسمعها كأنه عاشها وشافها، مش مجرد قصة خيالية، أطفال النهارده صعب يتضحك عليهم، ولو قلت له حاجة مش منطقية هيوقّفك ويقول لك إزاى ويعنى إيه؟».. بحسب هيثم السيد، كاتب قصصى، الذى يرى أن من أكثر الوسائل الجاذبة التى يميل إليها الطفل حالياً استخدام وسائل التكنولوجيا من خلال مشاهدة بعض القصص التليفزيونية التى تحتوى على الأبطال الذين حفظوهم عن ظهر قلب كـ«سوبر مان، سبايدر مان، بات مان، باظ يطير»، وهو ما يحاول «هيثم» فعله من خلال فرض تلك الثقافة الجديدة على الأطفال وسرد بعض القصص الخيالية التى تأثر اهتمامهم.

يخوض كاتب الأطفال تجربة توزيع القصص على الأطفال، كما أنه يقصها عليهم بشكل مختلف ويستعين بأبطال خياليين محببين لهم: «حتى مدخل القصة اللى اتعودنا عليه مابقوش يقتنعوا به، اللى هو كان ياما كان فى قديم الأزل، بقوا يحبوا كل حاجة جديدة فى وقتهم، وبقيت مسمعة كمان على السوشيال ميديا».. فهو يؤمن بعقلية الطفل الصغير، ويطالب باحترامها من خلال تغيير محتوى القصص وربطه بالتكنولوجيا.

«لو قلت للطفل دلوقتى أبورجل مسلوخة هيضحك عليك»، بحسب محمد عبدالفتاح، المخرج المسرحى، وصاحب مشروع الحواديت، فأطفال اليوم لا يخافون من قصص الرعب، حيث ينصب اهتمامهم على الاستماع إلى القصص التى تحتوى على شخصيات حقيقية يتعرضون إليها فى يومهم: «الحواديت مهمة للأطفال، لأنها بتنمى خيالهم وتوسع دايرة تفكيرهم ولازم كل أسرة تهتم بها»، يستمد «محمد» الحواديت من خلال قصص حياتية مر بها، حيث يعتبرها مادة أساسية تدعمه فى سردها أمام الأطفال: «مفيش طفل دلوقتى هيقعد يسمع حاجة من الخيال ويصدقها».

تعتمد رانيا أحمد، ربة منزل، على تطبيق «احكيلى حدوتة»، الذى يقوم بسرد قصص مختلفة، تتماشى مع عقلية أطفال هذا الجيل، وأغلبها من نوعية الخيال التى تجذب الأطفال وتوسع آفاقهم: «حواديت زمان مابقيتش تفرق مع عيال اليومين دول، عايزين حاجة ينبهروا بيها وبيسمعوا عنها فى عالمهم، أو شخصية يعرفوها من كارتون بيشوفوه».

 

 


مواضيع متعلقة