ساعاتى من الزمن الجميل: الناس ذمتها بقت فالصو زى الساعة الصينى

ساعاتى من الزمن الجميل: الناس ذمتها بقت فالصو زى الساعة الصينى
يمر الوقت عليه ولا يشعر به، على الرغم من وجود أنواع مختلفة من «الساعات» المضبوطة حوله، لكن فى بعض الأحيان، ينسى حياته ولا يعلم بالوقت الذى فات، يظل داخل محله يوماً كاملاً، ينتقل بين الساعة والأخرى، يفككها ثم يصلحها.
وقع فتحى محمد، 82 عاماً، فى غرام تصليح الساعات منذ أن كان فى التاسعة من عمره، كان يهرب من الكُتاب بمنطقة كفر الزيات بطنطا، مهرولاً إلى دكانة الخواجة اليونانى «فنجلى»: «كنت أقعد جنبه وأروح أتفرج على الساعات، بدرجة إنه كان يتغاظ منى ويكرشنى، لكنى كنت أفضل واقف قدامه عشان أتعلم». يدين «فتحى» بالكثير للخواجة اليونانى، يتذكره جيداً ويحكى عن اليونانيين الذين يتعامل معهم بقريته: «كان عندهم فقر فى بلدهم، بسبب الحروب، راحوا جم هنا، ومنهم كتير جم كفر الزيات، جابوا أراضى وعاشوا فيها، كانوا ناس محترمة».
على الرغم من كبر سنه، يتذكر الحكايات بدقة، يحفظ الذكريات والأوقات جيداً، كما يحفظ أنواع الساعات ومكان صنعها: «أحسن حاجة السويسرى وعندى منها كتير، واليابانى كويس، والألمانى، أما الإنجليزى ساعتها تقيلة وقوية».
انتقل «فتحى»، إلى وسط البلد فى السبعينات، ليفتح متجره الذى يجلس فيه بالساعات حتى الآن: «الدنيا كل فترة بتتغير، حتى وسط البلد اتغيرت، زمان كانت الناس شيك ومحترمين، دلوقت مابقاش فيه إنسانية عند الناس، إحنا بنشوف الوحش من الناس، وكمان الدنيا ماكانتش زحمة ولا دوشة». كما تغيرت أحوال الناس كما يرى الرجل الثمانينى، الساعات أيضاً تغيرت: «الصينى دخلت وبتقدم منتج زبالة والماكينة فالصو، ماتفهمش معمولة من إيه، زمان كانت الساعة محترمة والماكينة مايجرلهاش حاجة، الصينى بوظ الدنيا».