باسل ترجمان لـ"الوطن": ليبيا تحولت إلى قاعدة لتصدير الإرهابيين

باسل ترجمان لـ"الوطن": ليبيا تحولت إلى قاعدة لتصدير الإرهابيين
قال المحلل السياسي التونسي، باسل ترجمان، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية في شمال إفريقيا، إن معسكرات تدريب وتجميع الإرهابيين تتركز أساسا في مناطق الغرب الليبي التي تسيطر عليه جماعات مرتبطة بالإرهاب، كما أن المساحة الكبيرة جدا للأراضي الليبية وغياب الدولة سهل على هذه الجماعات الحركة والتمركز ويمكن اعتبار المناطق الحدودية بين ليبيا والسودان.
وأضاف ترجمان في حواره لـ"الوطن" أن ليبيا بلد يحوي عدد مهول جدا من الأسلحة وهذه الأسلحة تتدفق بعشرات ملايين الدولارات وكل هذه الأسلحة مصنعه في دول أوروبا الشرقية وهي نماذج أسلحة سوفيتية قديمة والكل يعلم أن الدول التي تدعم عصابات الإسلام السياسي هي من تقوم بسداد قيمة هذه الأسلحة.
وإلى نص الحوار..
- كيف أثرت هزائم "داعش" المتتالية في سوريا والعراق على تصدير عناصره لليبيا؟
الجميع تابع تصريحات صدرت عن وزارة الدفاع الأمريكية حول خروج 300 عنصر من "داعش" من مدينة الرقة السورية وفضحت هذا الملف روسيا مؤخرا والسؤال المهم أين ذهب هؤلاء وغيرهم، حيث يقدر عدد الإرهابيين الذين تم تسهيل خروجهم من سوريا بعدة آلاف وكما دخلوا عبر تركيا غادروا باتجاهها ومن هناك بدأت عملية إعادة التوزيع والمحطات القادمة هي ليبيا والصومال والتي ستكون النقطتين القادمتين للإرهاب في إفريقيا.
- كيف يؤثر الإرهاب القادم من ليبيا على دول الجوار؟
ليبيا ستتحول أو بدأت تتحول إلى قاعدة تصدير الإرهاب وعلينا أن نعلم أن كل العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس منذ سقوط نظام بن علي تم التخطيط والتدريب ونقل الأسلحة التي نفذت بها من ليبيا التي تحتضن اليوم عشرات الجماعات الإرهابية والتي تتبع في مجملها لتنظيم القاعدة و"داعش".
- ما هي أكثر الجنسيات المنضمة للجماعات الإرهابية في ليبيا؟
مِن الصعب تحديد جنسيات وإعداد الإرهابيين ولكن المؤكد أن العدد يتزايد يوميا ومن مختلف الجنسيات وما يمكن الانتباه له أن هنالك عدد كبير من الأفارقة الذين انضموا لهذه المجموعات إضافة لإرهابيين من دول الجوار الليبي تونس مصر الجزائر السودان وغيرها من الجنسيات التي تحولت إلى ليبيا باعتبارها ملاذ آمن لهم.
- وماذا عن معسكرات التدريب في ليبيا للجماعات الإرهابية؟
معسكرات تدريب وتجميع الإرهابيين تتركز أساسا في مناطق الغرب الليبي التي تسيطر عليه جماعات مرتبطة بالإرهاب كما أن المساحة الكبيرة جدا للأراضي الليبية وغياب الدولة سهل على هذه الجماعات الحركة والتمركز ويمكن اعتبار المناطق الحدودية بين ليبيا والسودان وما فوقها مناطق رخوة يتم فيها تمركز للجماعات الإرهابية ونقل الأسلحة لها والتي تشكل القاعدة الخلفية لهذه الجماعات ومراكز قيادتها.
- إلى أي مدى أثرت الأوضاع في ليبيا على احتضان الجماعات الإرهابية؟
حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا وفشل كل الجهود لإنهاء هذه الأوضاع جاء نتيجة هيمنة هذه الجماعات على الأرض وفرض حكمها بالأمر الواقع كما هو الحال في العاصمة طرابلس التي تتقاسمها المجموعات الارهابية والمليشيات المسلحة وهي المعنية أساسا باستدامة حال الفوضى لأنها الطريقة الوحيدة لاستمرار وجودها.
- ما هي أبرز الجماعات الإرهابية في ليبيا وما هي أخطرها؟
الجماعات الإرهابية في ليبيا مترابطة ويجمع بينها جملة ارتباطات يتداخل فيها المجتمعي بالقبلي وبعد تنظيمي القاعدة وداعش فأن أخطر الجماعات الإرهابية هي ما يسمى مجالس شورى الثوار ومعهم أنصار الشريعة وبالتأكيد الجماعة المقاتلة التي يقودها من تركيا الإرهابي عبد الحكيم بلحاج.
- من أين حصلت الجماعات الإرهابية على الأسلحة، وما هي الدول الممولة لها؟
ليبيا بلد يحوي عدد مهول جدا من الأسلحة وهذه الأسلحة تتدفق بعشرات ملايين الدولارات وكل هذه الأسلحة مصنعة في دول أوروبا الشرقية وهي نماذج أسلحة سوفيتية قديمة والكل يعلم أن الدول التي تدعم عصابات الإسلام السياسي هي من تقوم بسداد قيمة هذه الأسلحة لاستدامة حالة الفوضى ومنع إنهاء ذلك على الأرض لأن عودة الأمن والاستقرار في ليبيا سيكون بمثابة الكارثه عليها.