سكان «تل العقارب» بعد نقلهم لمساكن أكتوبر: عايشين ثلاث أسر فى شقة 43 متراً

كتب: محمد صلاح الهوارى

سكان «تل العقارب» بعد نقلهم لمساكن أكتوبر: عايشين ثلاث أسر فى شقة 43 متراً

سكان «تل العقارب» بعد نقلهم لمساكن أكتوبر: عايشين ثلاث أسر فى شقة 43 متراً

داخل «مساكن عثمان» بمدينة 6 أكتوبر، يعيش أهالى «تل العقارب» بعد نقلهم من مساكنهم الأصلية لحين تطوير المنطقة، فى شقق ذات مساحة ضيقة، تتكون من غرفتين وصالة، ومطبخ وحمام، وفى كل شقة نحو أسرتين مختلفتين لا يجمعهما شىء سوى أنهما من سكان «تل العقارب»، لكن البعض أوقعه حظه السيئ فى العيش ثلاث أسر فى شقة واحدة، وهو ما حدث مع أسر كل من حسن محمود، ومجدى فرج، ونرجس محمود، لتصبح الشقة التى لا تزيد مساحتها على 43 متراً الملاذ الوحيد لنحو 16 فرداً من أبناء تلك الأسر. تعيش الأسر الثلاث معاً، حيث استحوذت أسرتان منها على الغرفتين، ولم تجد الثالثة إلا «الصالة»، بعد أن حددوا موعداً لفتح الباب الرئيسى للشقة فى السادسة صباحاً، وموعداً لغلقه فى السادسة مساء، لا يمكن لأحد بعده الدخول للشقة. يقول حسن محمود، 40 سنة، مبيض محارة، تم نقله هو وأسرته منذ نحو 20 شهراً تقريباً: «قاعدين 3 أسر فى شقة، أسرتين كل واحدة فى أوضة، والأسرة التالتة فى الصالة، أنا عايش أنا وبناتى الاتنين ومراتى فى أوضة، وبناتى كبروا، بقيت بسيب الأوضة وأطلع أنام على السطوح، طب الشتاء جاى هنام فين».

يذكر «حسن» أنهم كانوا يعيشون بالسيدة زينب حياة أفضل بكثير، حيث كانت كل أسرة تمتلك المنزل المخصص لها، لكن الحال تغير، معبراً عن ذلك بقوله: «أنا كنت عايش فى شقة 3 أوض، وصالة لوحدى وكنت عايش كويس، حمامى وحاجتى، هدوا المنطقة ونقلونا هنا، وقالوا لنا كل واحد ليه شقة لوحده، ولما جينا لقينا الكلام اتغير، والجوابات طالعة أغلبها كل 3 أسر فى شقة، شرع مين إن مراتى تعيش مع شخص تانى فى الشقة، أنا باصحى أروح شغلى ومراتى بتقعد على السلم هى وعيالى لحد ما أرجع، طب ده يرضى مين».

{long_qoute_1}

وأضاف: «لفينا على كل المسئولين اللى ليهم علاقة بالموضوع وماوصلناش لحاجة وعضو مجلس النواب رفض يقابلنا، الناس خايفة تتكلم عن المشكلة يطردونا برة الشقة اللى أصلاً مش عارفين نعيش فيها»، وتابع: «الساعة 6 المغرب باب الشقة يتقفل من جوا، ولو حد أتأخر الأسرة اللى قاعدة فى الصالة مش بتفتح ليه الباب، والشقة مقسمة، كل أسرة ليها يوم تغسل وتطبخ أكل يومين، وكل واحد ليه أكله وشربه لوحده، والحمام بالدور، وفوق كل ده المية مش بتطلع الشقة إحنا بننزل نجيبها من تحت، اشمعنا احنا قاعدين مشتركين، أهالى الدويقة والمنشية قاعدين كل واحد لوحده، هو إحنا مش بنى آدمين زيهم»، وتساءل قائلاً: «فيه بلوكات فاضية فى المنطقة ومحدش عايش فيها يوسعوا علينا ويدوا كل أسرة شقة بدل الظلم ده».

معاناة «حسن» وأسرته لم تختلف كثيراً عن معاناة أسرة مجدى فرج، جاره فى الغرفة المقابلة له، ويبلغ من العمر 36 عاماً، وهو عامل، ولديه أسرة من خمسة أفراد، حيث يقول «مجدى»: «الريس قال إن أهالى السيدة زينب كل أسرة هتاخد شقة لوحدها، ولما اشتكينا لرئيس الحى قال اللى يستحق شقة لوحده هم أهالى السيدة زينب المتزوجين قبل سنة 2014م، فقلت له أنا متزوج فى 2012م، فمسك قسيمة الجواز وقالى، أنت متزوج فى 2012 يا مجدى، هشوف موضوعك بعدين، اتفضل إنت امشى، وهنبعتلك».

أما عن حياة أسرة مجدى، فتقول رباب أحمد، زوجته: «5 أفراد فى أوضة اتنين متر ونص، ده يرضى مين، بعنا العفش بتاعنا واشترينا كل حاجة مشتركة علشان كل حاجة كانت فى الشارع، يدوب الأوض بنام فيها، كنا هنوديها فين، لينا جار قاعد هو ومراته ومعاه واحد عازب، فين حقوق الإنسان.. فين المسئولين من اللى احنا فيه»، وتابعت: «احنا محبوسين فى الأوضة مش عارفين نتنفس ولا نقعد براحتنا، يا ريت حد يحس بينا وباللى احنا فيه».

من جانبه، قال المهندس حسام الدين رأفت، رئيس حى السيدة زينب، إنه ليس صاحب قرار، وغالبية الذين يقطنون فى شقة واحدة من تلك الأسر كانوا يمتلكون غرفاً منفصلة فى تل العقارب ولا يمكن نقلهم إلى شقق، وتابع: «هناك لجنة مخصصة للنظر فى هذه الحالات، وسيتم البت فيها قريباً».


مواضيع متعلقة