مدير «الإعلام المستقل بجنوب أفريقيا»: مصر شهدت تغيرات سياسية كبيرة.. والصحافة يجب ألا تفتعل الأزمات

07:40 م | الأحد 12 نوفمبر 2017

قالت إليزابيث فاليه بوجيه، المدير التنفيذى لمجموعة الإعلام المستقل بجنوب أفريقيا، إن التحولات السياسية التى حدثت فى بعض البلدان الأفريقية أثّرت إيجابياً على حرية الصحافة، مشيرة إلى أنه بعد الإفراج عن نيسلون مانديلا أصبحت الصحافة فى جنوب أفريقيا تعيش حالة انفتاح وصلت إلى حد نقد الحكومة ورئيس الجمهورية.

{long_qoute_1}

وأوضحت «بوجيه» لـ«الوطن» أن الصحافة تواجه تحدياً كبيراً فى هذه الآونة بسبب الثورة التكنولوجية التى أدت إلى قيام وسائل التواصل الاجتماعى بتوفير المعلومات بشكل أسرع من الصحافة المطبوعة، مؤكدة أن الإعلام لا يستطيع مواجهة الإرهاب، لكن دوره نقل الحقيقة للمتابعين، لذا يجب أن يكون صادقاً فيما ينقله للناس من معلومات فى مثل هذه الظروف لفهم ما يحدث.. وإلى تفاصيل الحوار:

بداية ما هو تقييمك لأوضاع الصحافة الأفريقية بوجه عام وفى بلدك على وجه الخصوص؟

- عندما بدأت العمل كصحفية كان وضع الصحافة صعباً وصارماً جداً، وبعد الإفراج عن الزعيم نيلسون مانديلا وتحقيق الديمقراطية الجديدة فى جنوب أفريقيا صارت الأمور فيها انفتاح أكثر، والآن لدينا إعلام حر، ونمتلك القدرة على نقد الحكومة والرئيس، وأعتقد أن معظم البلدان الأفريقية تتمتع بهذه الحرية بعد حدوث الكثير من التغيرات على مستوى الإعلام والصحافة بسبب التغيرات السياسية، لكن هناك بعض الدول لا تزال الصحافة فيها تعانى بعض الضغوط ومن الممكن أن يعانى الصحفيون فيها من التدخل فى عملهم من قبَل الحكومة.

هل ترين أن مصر واحدة من الدول التى أثّرت فيها التغيرات السياسية إيجاباً على حرية الصحافة؟

- هذه أول مرة أزور فيها مصر على هامش المشاركة فى دورة الصحفيين الأفارقة رقم 50 التى ينظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتنسيق مع اتحاد الصحفيين الأفارقة، ولقد التقيت رئيس المجلس مكرم محمد أحمد الذى أكد على ضرورة أن ألتقى بمجموعة من رؤساء تحرير ورؤساء مجالس إدارات بعض الصحف القومية والحزبية والخاصة لمتابعة أحوال الصحافة المصرية وتبادل الخبرات المختلفة، لكنى عموماً أرى أن مصر مرت بتغيرات كبيرة مثل جنوب أفريقيا، خاصة خلال الفترة الأخيرة.

{long_qoute_2}

كيف يمكن للصحافة أن توحد الشعوب الأفريقية؟

- أود أن أشيد فى هذا الصدد بدور مركز التدريب والدراسات الإعلامية فى توطيد العلاقات المصرية الأفريقية وتبادل الثقافات المختلفة وتكوين صداقات على مستوى القارة الأفريقية، مما يساعد على نقل تاريخ كل دولة عن طريق السرد المباشر والمساهمة فى نقل صورة حقيقية واقعية عن كل دولة لباقى الدول الأفريقية ووقوف الإعلام الأفريقى صفاً واحداً وقادراً على التحدى فى ظل التطور الملحوظ والسريع الذى تشهده ساحة الإعلام الدولى. ويجب أن نكتب قصصنا وتاريخنا بأنفسنا وأن نتشارك فى مثل الدورات التدريبية التى يجريها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للإعلاميين والصحفيين الأفارقة، حيث يتجمع فيها ممثلون لمختلف الدول الأفريقية، ويكون هذا التجمع فرصة لتبادل القصص والمعلومات حول بلدانهم، فاللقاء والاجتماع خطوة جيدة لبدء التشارك والتعارف بيننا كأفارقة.

هل يمكن للصحافة أن تصلح ما تفسده السياسة؟

- الصحفيون يستطيعون نقل ما تفعله حكومة بلادهم وشرحه للشعب، ولا بد أن يمتلك الصحفيون معلومات كافية عن الدول والبلدان التى يكتبون عنها، على أن يساعدهم فى ذلك سفراء بلدانهم بالدول التى يريدون الكتابة عنها، فعلى سبيل المثال يجب أن يقوم السفير المصرى فى جنوب أفريقيا بتعريف الشعب الجنوب أفريقى بمصر ونشر معلومات دقيقة عنها بالتوازى مع دور الصحافة. ويجب أن تقوم الصحافة بعرض رؤية شاملة لأى أزمة تنشب بين الدول لتقديمها للقراء وليس من وجهة نظر واحدة حتى لا يزداد الاحتقان ويكون الإعلام سبباً فى تفاقم الأزمات وإحداث الفتنة بين الشعوب.

أخيراً.. برأيك ما هو دور الإعلام فى مواجهة الإرهاب؟

- الأمر كله يتعلق بالمعلومات، لذا يجب على الإعلام أن يكون صادقاً فيما ينقله للناس من معلومات فى مثل هذه الظروف لفهم ما يحدث، والإعلام فى حد ذاته لا يستطيع مواجهة الإرهاب لكن دوره نقل الحقيقة والأخبار الدقيقة.