مرصد الأزهر: "العائدون من داعش" أكبر الإشكاليات التي تواجه الحكومات

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

مرصد الأزهر: "العائدون من داعش" أكبر الإشكاليات التي تواجه الحكومات

مرصد الأزهر: "العائدون من داعش" أكبر الإشكاليات التي تواجه الحكومات

جدد مرصد الأزهر، تحذيره من العائدون من داعش، موضحا أنه بعد الهزيمة التي حلت بتنظيم داعش الإرهابي أصبحت واحدة من المشكلات الكبرى التي تؤرق الحكومات وتشغل بال الساسة والمحللين، مضيفا "لا تزال المخاوف قائمة من عودة هؤلاء لبلدانهم أو التحاقهم بفصائل جهادية أخرى؛ ليستمر مسلسل ميلاد جماعات جديدة، كما كان الحال مع داعش التي نشأت من رحم القاعدة".

وأضاف المرصد، في بيان صادر اليوم، "تناولت تحليلاتٌ سابقة لمرصد الأزهر مصير جنود داعش، ولا تزال الأخبار التي نتباعها ونرصدها في هذا الصدد تؤكد التحليلات السابقة، فالقاعدة وداعش لا شك أن سقوط داعش سيمثل نقطة إيجابية لصالح تنظيم القاعدة خاصة بعد الخلافات القوية التي نشبت بين الجماعتين، والآن ربما لا يجد جنود داعش ــخاصة كبار المقاتلينــ سبيلًا سوى اللحاق بتنظيم القاعدة".

وتابع المرصد: "يظل الإشكال الأكبر هو في صغار الجنود الذي سيعودون لبلدانهم خاصة الدول الأوروبية، وهنا تتباين وجهات النظر حول طبيعة التعامل مع هؤلاء المقاتلين، ففي تصريح لوزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية روري ستيوارت ــ حسبما نشره موقع الإندبندنت ــ قال: إن مقاتلي داعش يجب أن يُقتلوا بدلًا من السماح لهم بالعودة الى بريطانيا، لكن نفس الموقع أورد بعد ذلك مقالًا للكاتب ‏John Greenwood‏، وهو باحث مهتم ‏بهذا الشأن في جريدة الاندبندنت البريطانية، عبَّر فيه عن أن هذا الاقتراح صادم، ومن شأنه أن ينقلنا إلى نفس مستوى داعش ‏الأخلاقي".

واستكمل المركز: "أصدر مركز صوفان ‏الأمريكي -المعْنِيِّ بنشر الوعي حول قضايا الأمن العالمية في الولايات المتحدة وغيرها- تقريرًا حول العائدين من داعش، ذكر فيه أن الآلاف من مقاتلي داعش عادوا بالفعل إلى بلادهم الأصلية، وسط تفاوت في الآراء حول ‏عدد من بقي منهم في صفوف دولة الخلافة المزعومة والآخذة في الانقراض".

وأشار المرصد، إلى أن تقديرات المركز لعدد الجهاديين ‏البريطانيين الذين عادوا من صفوف داعش إلى المملكة المتحدة حتى الآن بلغت 425 على الأقل، موضحا أن هو العدد ‏الأكبر في أوروبا،‏ مبينا أن هذا يتفق مع ما أورده موقع mirror، الذي ذكر أنه طبقًا لما صرَّح به أحد ضباط مكافحة ‏الإرهاب، فإن هناك 850 جهاديًّا بريطانيًّا ذهبوا إلى سوريا للمشاركة في القتال وقد عاد ‏نصفهم تقريبًا.

‏وتابع المرصد: ""أشار الخبر إلى أن العائدين إلى المملكة المتحدة بعد المشاركة في القتال إلى جانب تنظيم ‏‏داعش في سوريا، يفوقون تقريبًا كل أعداد المقاتلين العائدين إلى كل الدول الأوروبية الأخرى‏".‎

ولفت المرصد، إلى أن تقرير صوفان ذكر أن الذين ‏ارتكبوا هجمات في أوروبا، كانت الغالبية العظمى منهم إرهابيين محليين، في حين أن حوالي 20% من ‏الحالات كانوا من العائدين المقاتلين.

وذكر المرصد "ربما يصبح سؤال العائدين من داعش الآن هو السؤال الأهم للحكومات، وكيف يمكن التعامل معهم، ولا شك أن الإجابة ستختلف من دولة لأخرى حسب سياسة كل دولة وقدراتها الأمنية، لكن الشيء الذي لا خلاف عليه هو وجوب وضع هذا الأمر على أجندة الأولويات الأمنية لجميع الدول".


مواضيع متعلقة