منتجو الدراما الرمضانية يواجهون شبح تقلص كعكة الإعلانات بسبب «كأس العالم»

كتب: نورهان نصرالله

منتجو الدراما الرمضانية يواجهون شبح تقلص كعكة الإعلانات بسبب «كأس العالم»

منتجو الدراما الرمضانية يواجهون شبح تقلص كعكة الإعلانات بسبب «كأس العالم»

لم تعد ملامح الموسم الرمضانى تقتصر على أسماء كبار الفنانين، والمفاجآت المتعلقة بعودة نجم كبير، أو عمل يضم توليفة مهمة من الممثلين يقودهم مخرج ذو اسم بارز على الساحة الفنية، ولكن الجديد فى الأمر هو تأهل المنتخب المصرى إلى بطولة كأس العالم، والتى تتزامن مبارياتها مع نهاية شهر رمضان، الأمر الذى سيكون له تأثير مسبق على كعكة الإعلانات المتحكمة فى تحديد شكل الموسم.

ويتوقع البعض أن تزداد الأعباء على كاهل المنتجين هذا العام، ما بين المشكلات التى تواجههم فى تحصيل دفعات بيع أعمالهم الدرامية من القنوات الفضائية، والتى تعود إلى أعوم سابقة، بالإضافة إلى ارتفاع الأجور وتكاليف الإنتاج، خصوصاً مع احتمالية انخفاض نسبة الإعلانات بسبب مباريات كأس العالم.

تحدثت «الوطن» مع عدد من كبار المنتجين على الساحة الدرامية، بشأن التأثير المتوقع لمباريات كأس العالم على حصيلة الإعلانات فى الموسم الرمضانى المقبل، والبداية مع المنتج جمال العدل، الذى قال إن «التأثر لن يكون سوى بنسبة طفيفة جداً، خصوصاً أن المعلنين سيوفرون عدداً من الإعلانات لمباريات مصر فى كأس العالم، ولكن لا أعتقد أنها سوف تتجاوز الـ10% وفقاً لتقديرى، وحتى الآن لم أستقر على خريطتى الإنتاجية للموسم الرمضانى 2018 بشكل نهائى، ولكنه يسير وفقاً للمعدل المعتاد للأعمال التى تنتجها شركة (العدل جروب)، والتى تتراوح من عملين إلى 3 أعمال، وهناك احتمالية فى زيادتها خلال الموسم المقبل».

{long_qoute_1}

ومن جانبه، يرى المنتج ريمون مقار أن الموسم الرمضانى لن يتأثر بكأس العالم، لا سيما أن افتتاح البطولة يتزامن مع نهاية شهر رمضان، وبالتالى لا يوجد أى تعارض بين المشاهدات أو الحصيلة الإعلانية الموضوعة منذ بداية الموسم.

وأشارت المنتجة مها سليم إلى أن المعلنين سوف يختزلون من ميزانيتهم المخصصة للإعلانات فى شهر رمضان، مقابل إذاعة الإعلانات أثناء مباريات كأس العالم، موضحة: «تزامن مباريات المونديال مع رمضان أمر معروف منذ البداية، ولكن تأهل مصر للمشاركة أضاف عنصراً جديداً للمعادلة، من خلال الحصول على نسبة من إنفاق المعلنين، ولكن لن يؤثر ذلك على عدد الأعمال المنتجة خلال الموسم، لأن القنوات لديها احتياجات سواء بالنسبة للأعمال الحصرية المعروضة على شاشاتها أو الأعمال المتزامنة، فهى تحتاج بالطبع إلى ملء خريطتها، ولكنهم سيقومون بضغط أسعار شراء المسلسلات من المنتجين، وحتى الآن لم يحدث ذلك، ولم يتحدث معنا أحد بخصوصه، ولكننا نتوقع حدوثه».

وتابعت «مها» لـ«الوطن»: «أعيد التعاون هذا العام مع صناع مسلسل (30 يوم)، مع المنتجين أحمد سمير وتامر تمام، حيث تعاقدنا مع الفنان باسل خياط لتقديم عمل فى موسم رمضان 2018، ونعكف حالياً على اختيار السيناريو والمخرج، والشراكة الإنتاجية تساعدنا فى تقديم عمل بتكلفة إنتاجية، ورغم أن مسلسل العام الماضى لم يكن من الأعمال الأكثر ضخامة إنتاجياً، ولكنه حقق نجاحاً».

وأكمل: «نعكف حالياً على الإعداد لعمل آخر من المزمع أن يتم الإعلان عنه خلال الفترة المقبلة، بعد الاستقرار على جميع عناصره، فالشراكة منحتنا قوة أكثر فى اتخاذ خطوات سريعة، دون انتظار بيع العمل الأول وتسويقه، حتى نبدأ فى تنفيذ الآخر، الأمر الذى من شأنه أن يضفى حالة من الهدوء على الاختيارات، بدلاً من حالة القلق المتعلقة بآليات السوق».

وأضافت: «ما زالت أزمة الفضائيات مستمرة بشكل كبير، حيث تعد من أكبر الإشكاليات التى تواجه الإنتاج الدرامى، فهناك عدد كبير من المنتجين لم يحصلوا على مستحقاتهم فى مواسم رمضانية ماضية، منظومة دورة رأس المال تواجه عقبات، منذ تسليم المسلسلات للقناة، حتى حصولنا على آخر مستحقاتنا».

وفى سياق متصل، قال المنتج محمود شميس إن «الموسم الرمضانى بمثابة كأس العالم فى الدراما، لأن المعلنين ينتظرونه من العام للآخر، وبالتالى أتصور أن المونديال لن يؤثر على الميزانية الإعلانية الخاصة بالمسلسلات، بالإضافة إلى أن المعلنين يترقبون كأس العالم كل 4 أعوام، وبعد تأهل مصر سوف يرفعون ميزانيتهم المقررة للإعلانات، خصوصاً أن البطولة لن تتقاطع مع الموسم الرمضانى سوى فى أيام معدودة».

وعلق الخبير الإعلانى جوهر نبيل على وضع الساحة الإعلانية خلال شهر رمضان، قائلاً: «لن يتأثر بشكل كبير، وسيتعرض لتغيرات طفيفة، إذ إن التكلفة الإعلانية فى مباريات كأس العالم مرتفعة للغاية وتحتاج إلى ميزانية كبيرة، و90% من المعلنين فى السوق المصرية لن يستطيعوا تحمل تكلفة الإعلانات الخاصة بالمونديال، بينما يقتصر الوجود على العلامات التجارية الدولية، لأنها تحصل على دعم من مكاتبها فى الخارج، ولكن عملاء العقارات المصرية أو أصحاب المخصصات الإعلانية الكبرى، من الصعب أن يوجدوا بشكل كبير فى المباريات».

وتابع «نبيل» لـ«الوطن»: «قد تتقاطع المباريات المصرية فى بطولة كأس العالم مع نهاية شهر رمضان، ولكن حينها الوكالات الإعلانية ستقوم بعمل عروض للمعلنين، لأنهم يعلمون مواعيد مواجهات المنتخب، وبالتالى سيكون هناك حالة من التساهل معهم لجذبهم».


مواضيع متعلقة