«أنور السادات».. تعليم فى الظلام.. وأجور المدرسين من التبرعات

كتب: محمد أبوضيف وهبة صبيح

«أنور السادات».. تعليم فى الظلام.. وأجور المدرسين من التبرعات

«أنور السادات».. تعليم فى الظلام.. وأجور المدرسين من التبرعات

فى أول أيام العام الدراسى الجديد، بدأ تلاميذ قرية «أنور السادات» فى التوافد إلى المدرسة التى تحمل اسم القرية التابعة لمحافظة الإسماعيلية، لكنهم لم يجدوا ما ذهبوا إليه، فلا تعليم ولا إنارة ولا مياه للشرب، اصطف التلاميذ فى الحوش الدراسى، بعضهم دخل الفصول لتلقى دروسهم فى الظلام والبعض الآخر ظل فى الحوش، بسبب عدم وجود عدد كافٍ من المدرسين لتقديم المواد التعليمية.

إلى جوار المدرسة، وقف السيد محمد حسن متكئاً على دراجته البخارية، منتظراً طفليه الموجودين فى المدرسة، حيث بادرنا بالقول إن «محول الكهرباء» المسئول عن مد قرية أنور السادات بالطاقة معطل، وهو ما تسبب فى انقطاع الكهرباء عن القرية قبل بداية العام الدراسى: «الكهرباء بتقطع باستمرار، لينا 15 يوم النور قاطع عن القرية والمدرسة، وكل شوية المحول يبوظ».

{long_qoute_1}

وأضاف «حسن» أن القرية وبالتبعية داخلها المدرسة تعانى من أزمات البنية التحتية، فالمياه مقطوعة باستمرار ومعها الكهرباء، ولا يوجد مجيب لنا أو محاولة من الدولة لحل الأزمة، رغم أنها تحمل اسم رئيس جمهورية سابق، وكأن القرية ليس لها من اهتمام الدولة نصيب.

إلى جوار والدته العجوز، التى وضعت «زير مياه» ليشرب منه التلاميذ بجوار منزلها المتاخم للمدرسة، جلس حسن صابر، رئيس مجلس الأمناء بالمدرسة، حيث قال إن شركة الكهرباء جاءت لتركيب عداد الكارت الذكى للمدرسة، ولكن خطأ من مهندس الصيانة أثناء التركيب قطع الكهرباء عن المدرسة، ولكن هذه ليست أزمة المدرسة الوحيدة، لأن هناك كانت أزمة أكبر اضطر الطلاب للبقاء فى حوش المدرسة طوال الأسابيع الأولى بسببها، وهى العجز فى عدد المدرسين.

{long_qoute_2}

وتابع «صابر» أن أولياء الأمور أحضروا خمسة مدرسين من الخارج لاستكمال السنة الدراسية بالمدرسة، يدفعون أجورهم بالجهود الذاتية من جيوبهم الخاصة، مضيفاً: «بنلم تبرعات من أهل القرية عشان ندفع أجرهم»، مشيراً إلى أن المدرسين الخمسة من أهل القرية، يدخلون المدرسة بشكل يومى لسد العجز، فى مقابل الأجور التى نجمعها بالتبرعات.

وأضاف أن المدرسة بها 1000 طالب، من الحضانة إلى الصفوف الابتدائية، وتخدم أهالى الكيلو 17 بالإسماعيلية، وهى المدرسة الأكبر فى المنطقة لكنها مدرسة «لا فيها كهرباء ولا مياه ولا تعليم»، ويلقى الرجل بالمسئولية على هيئة الأبنية التعليمية، قائلاً «المحافظة جاءت لحل الأزمة ووصلت الكهرباء لأحد أبنية المدرسة، ولكنها لم تفلح فى حل مشكلة باقى الأبنية».

رضا سالم، أحد أولياء الأمور، وقف بجلبابه الأبيض فى وسط القرية، يتابع خروج التلاميذ بعد انتهاء اليوم الدراسى، ويقول إن ابنه الأكبر خرج من المدرسة لا يعرف القراءة ولا الكتابة، فنقص عدد المدرسين أزمة تعانى منها المدرسة منذ سنوات، ولم يتم حلها: «حتى اضطررنا لدفع أجور المدرسين من جيوبنا لسد العجز».

أما «أحمد فتحى» فنادى بصوته الجهور على أحد أبناء شقيقته الذى خرج للتو من المدرسة، وسأله: «أنت بتلاقى تشرب ميه فى المدرسة»، فردَّ عليه الطفل بكل براءة: «ساعات بيملوا الخزان ونلاقى نشرب وساعات باروح على بيتنا أشرب وأرجع تانى المدرسة»، فأطلق الرجل لنفسه العنان فى الضحك، وقال: «المدرسة دى خرابة ومفتوحة»، ويستطرد: «إمبارح كانت فيه مشادة كبيرة بين أولياء الأمور فى المدرسة وإدارتها عشان العيال مش بيتعلموا ولا بياخدوا حاجة فى المدرسة».


مواضيع متعلقة