خايفة على ولادك من التحرش: ادفعى 50 جنيه على كل عيل

07:15 م | الخميس 02 نوفمبر 2017

«50 جنيهاً».. تكلفة محاضرة لمدة ساعتين، لم تكن ثمن درس أو تعلم لغة، إنما لتوعية الأطفال ضد التحرش، استهدفت 15 طفلاً وطفلة فى سن 4 لـ10 سنوات، تعلمهم كيفية حماية أنفسهم وتجنب الوقوع فى فخ التحرش: «بنعلم الأطفال إزاى يدافعوا عن نفسهم لو حد حاول يتجاوز معهم».. تقولها حنان نوفل، استشارى علاقات أسرية وتربوية، التى دفعتها شكوى إحدى الأمهات لتخصيص «كورس» مكثف للأطفال لتوعيتهم ضد التحرش: «ست كلمتنى من فترة تقول لى ابنى اتعرض لتحرش وعمره 4 سنين على إيد بنت عمته، اتصدمت»، بدأت التحضير لمدة شهرين، تجمع معلومات وتشاهد «فيديوهات» وتقرأ، ثم عرضت الأمر على مركز فى محيط سكنها بمنطقة حلوان لعمل دعاية واختيار اليوم المناسب: «استجاب عدد كبير من الأطفال واللى مقدرش يحضر طلب نعيده تانى»، تدفع الأم 25 جنيهاً ولطفلها 50، مبلغ يظنه البعض ضخماً لأنه مقارنة بالخطر الذى قد يقع فيه الطفل لا يعادل شيئاً: «الأمهات تحمسن للدفع على غير المتوقع»، تشرح لهن كيفية الحفاظ على خصوصيتهم ومنع أى شخص يتعدى حدوده عن طريق الألعاب والأغانى و«البلالين» والعرائس «عشان يستوعبوا الكلام».

{long_qoute_1}

«الموضوع خطر لو ملحقناش الطفل هيتحول بعد كده لمتحرش أو شاذ وهيكون خطر على المجتمع ونفسه»، توضح للطفل كيف يميز بين حضن والديه ومعلمته وأى شخص آخر عن طريق «الإيد الآمنة والشريرة»: «كان فيه تفاعل كبير من الأطفال»، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً منهم كان يسمع باهتمام وتركيز شديدين ويطرح أسئلة غريبة: «واضح عليهم إنهم تعرضوا للتحرش»، تطالب بتطبيق الأمر فى المدارس بداية من مرحلة الحضانة بتخصيص حصة ثابتة باسم «الحماية» تضاف لحصص الأنشطة: «الأطفال محتاجة تسمع الكلام ده مرة واتنين وعشرة عشان يثبت فى دماغهم»، خوف مدام رشا على ابنتيها دفعها للتقديم فى «الكورس» حتى تساهم فى حمايتهما «مترددتش لحظة إنى أجيب بناتى يحضروا حتى لو هدفع لكل واحدة 50 جنيه»، سعادة لا توصف تنتابها حين تراهما على قدر من الوعى والفهم: «بنتى الصغيرة 4 سنين والكبيرة 10 بعد الكورس مبقتش خايفة عليهم»، ترى أن إنفاق المال فى مثل هذه الكورسات أفضل بكثير من إنفاقها على الألعاب و«الخروجات»: «أطمن على بناتى ده بالدنيا لأن مبقاش فيه أمان فى الزمن ده».