من مذكراته.. سعد زغلول يوافق "الدسوقي" في "القمار": داء سنوات الفراغ

كتب: سلوى الزغبي

من مذكراته.. سعد زغلول يوافق "الدسوقي" في "القمار": داء سنوات الفراغ

من مذكراته.. سعد زغلول يوافق "الدسوقي" في "القمار": داء سنوات الفراغ

أثار ما ذكره الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، جدلًا على موقع التواصل الاجتماعي بأن الزعيم الراحل سعد زغلول ذكر في مذكراته أشياءً لا يمكن نشرها للرأي العام، حيث اعترف لممارسته للقمار في مذكراته، وذلك خلال حواره ببرنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور".

"ويل لي من الذين يطالعون من بعدي هذه المذكرات" تلك الجملة التي ذكرها سعد زغلول في مذكراته في كراسة 28 صفحة 1581، كانت تنبئًا بالحقيقة التي ستثار يومًا حوله، حيث عرفه الشعب ثائرًا وطنيًا لا يعرف العيب، متناسين أنه بشريًا يخطىء ويصيب وتناول البعض تلك الفترة في مذكراته التي كان يكتبها كخواطر لنفسه وليس مذكرات للنشر كما يورد الدكتور عبدالعظيم رمضان أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة المنوفية في مذكرات الزعيم التي حققها في تسعة أجزاء.

بدأ سعد زغلول في كتابة مذكراته في 18 أكتوبر 1897، وفي الكراسة 26 كتب فيها عن محنته تلك وهي نفس الكراس التي دوّن فيها ظروفه المالية الني كان يمر بها في مارس 1912، حيث تراكم عليه الدين لدرجة تفكيره في الاقتراض من السلطان حسين كامل والبنك العقاري.

يتضمن الجزء الخامس من مذكرات زغلول صفحات مؤلمة سطر فيها سعد زغلول معاناته القاسية بسبب سقوطه في رذيلة لعب الورق تحت الفراغ، ومحاولاته التخلص من هذه العادة المخربة التي دمرته اقتصاديًا وماليًا، حتى تمكن من الإقلاع عنها بعد أن أكلت الأخضر واليابس.

في 29 مايو 1916 دوّن زغلول أنه لا يزال يتردد بين الرغبة في اللعب والرغبة عنه "يميل بي إليه الكسب ويزهدني فيه الخسارة، ولا أكاد أعدل عنه حتى أرغب فيه"، وهى تلك الفترة التي استقال فيها من منصبه في كوزير للعدل بعد خلافات مع الخديو عباس حلمي الثاني في العام 1912.

"كلما اقترب ميعاد النادي كلما خف الندم، إلى أن يتعكس الحال فأميل إلى النادي تدفعني شهوة قوية ويمنعني عقل ضعيف وينتهي الحال بأن تتغلب عليه وما أشعر إلا وأنا وسط اللاعبين"، تلك المعاناة التي استمر فيها لسنوات من عجزه عن الإقلاع عن هذا الميل الشرشر "مع كل ما أخذت نفسي به دليل على قلة تأثير الموعظة عند تحكم الشهوات وما أعجبني أكثر من قول المنفلوطي في النظرات: إن الفاضل هو الذي يغلب عقله هواه، فلا يأتي ما يشتهيه من المحرمات".

مواقف مؤثرة ولوم من المقربين كان يعيده إلى عقله لوقت قليل حتى يضعف أمام شهوته، وتلك مقتطفات من مذكراته التي حققها الدكتور عبدالعظيم رمضان:

أما الجزء الثاني من الكراسة رقم 30 فيتكون من يومية واحدة هي يومية 13 يناير 1909 وتتكون من سطر واحد يقول فيه: "كنت أتررد بعد عودتني من أوروبا على الكلوب، فملت إلى لعب الورق".

الشجار مع زوجته صفية زغلول وتوتر العلاقة بينهما كان مبعثها ذلك الداء الذي تمكن منه، حتى دفعه التفكير في الزواج سرًا ليستطيع الإنجاب بسبب عقم زوجته.

الاقتراض، هو سبيل لجأ إليه زغلول بعد الندم الشديد من إدمان القمار نظرًا لضياع الكثير من أمواله على تلك العادة الرديئة.

في النهاية استطاع الزعيم الراحل التخلص من ذلك الداء والإقلاع عن القمار.

 


مواضيع متعلقة