بالصور| الغجر.. دول داخل الدول تتبع معتقدات غريبة

كتب: صفية النجار

بالصور| الغجر.. دول داخل الدول تتبع معتقدات غريبة

بالصور| الغجر.. دول داخل الدول تتبع معتقدات غريبة

كثيراً ما نسمع في الأفلام والمسلسلات والحكاوي القديمة كلمة فلانة أو فلان الغجري، وكثير منا يطلق هذه الكلمة على الأشخاص باعتبارها صفة سيئة، فيتساءل الكثير منا من هم الغجر؟ ومن أين أتوا؟ وهل ما زالوا موجودين بيننا؟

ويجيب على هذه الأسئلة الكاتب أديب أبيى ضاهر، حسبما ورد في كتابه "عادات وتقاليد الشعوب" الصادر عن دار الكتاب العربي عام 1993.   

وذكر الكتاب أن الغجر هم عالم أشبه بالأساطير لهم أسرار لا يعلمها سواهم ومنذ زمن بعيد والمحاولات جارية للكشف عن سر تلك الجماعات التي تملك في كل بلد مكان فهي تعيش على هامش الحضارة وتعتبر دولاً داخل الدول حيث تملك كل المقومات ما عدا الأرض والحدود.

ورغم أن سر الغجر ما يزال غامضا، وشعبهم ما زال أكثر الشعوب مدعاة للدهشة في تاريخ البشرية ألا أنه من المعروف عنهم أنهم يعيشون في أوروبا ويبتعد الناس عنهم ويخافونهم ولا يحبذون تصرفاتهم، وقد حمَّلهم الأوروبيون أوزارا واتهموهم بسرقة الأطفال لاعتياد الغجر على التقاط المنبوذين، فسارع الناس إلى صبغ هذه بنوايا سوداء وقالوا إن الغجر يأخذون الأطفال لتشغيلهم.

تعود قبائل الغجر إلى أصول بشرية قبل 3 آلاف سنة، حيث تجمع آنذاك على شواطئ الهندوس قبيلة من الجنس الأبيض تتقن صناعة المعادن ويعرفون أسرار البرونز، ثم غادروا الهند قبل الميلاد إلى آسيا الصغرى وهناك انقسموا إلى مجموعتين كبيرتين تفرعتا إلى فروع متعددة اتجهت إلى مصر وشمال إفريقيا وإسبانيا وأوروبا وجزيرة كريت والبلقان.

اكتشف المؤرخون أن الغجر زرعوا أولى بذور الحضارة فى كل مكان منذ أزمنة ما قبل التاريخ فأسسوا دولة ألبانيا وأطلق عليهم هيموروس "شعب النجمة"، وتراث هذا الشعب الرحال شفهى ينتقل من الأمهات إلى الأبناء ولا يمكن معرفة شيء عنه سوى ما يقبل الغجر بكشفه.

ذاق الغجر الكثير من الاضطهاد في شبه الجزيرة الأيبيرية وأطلق عليهم اسم السود والأشرار، وهم يؤكدون أنه من الطبيعى جداً أن يرى الغجر المستقبل أكثر وضوحاً من غيرهم لأنهم شعب مختار ويؤمنون بمقولة عمرها نصف قرن تقول "الغجر حين تحين ساعتهم ينزلون من الجبال ويصبحون ينبوع حياة جديدة على وجه الأرض"، ويطلقون على أنفسهم ألقاباً مختلفة كأولاد الطرقات وشهود الزمان وأبناء الريح لأنهم لا يركنون أبداً إلى مكان ثابت.

ويصنف الغجر إلى مجموعتين هما "المانوش" و"الروم" وتشكل "المانوش" قاعدة الهرم الاجتماعي ويكثر بينهم عازفو الموسيقى والجيتار والكمان، أما الروم فينقسمون إلى عدة أقسام ويحتلون قمة الهرم الاجتماعي ومهمتهم نقل أسرار الأجداد من الأمهات إلى الأبناء وتعليمهم القوانين التى تسير عليها الغجر منذ زمن، وهذه الفئة تحصل على قوتها من الاتجار فى الخيل والسيارات المستعملة وتوجد بكثرة فى ألمانيا الغربية.

تربط الغجر جميعاً لغة مشتركة، ويخضعون لسلطة رئيس معروف بعصاه وإزاره المذهب، ويمارس سلطة مطلقة ويصدر أحكاما قضائية لا استئناف فيها لحكمه، ويبارك الزواج وفقاً لعادات قديمة تقوم على تقديم الخبز والملح للخطيبين وقراءة الصيغة التالية "عندما لا يبقى لهذا الخبز وهذا الملح طعم في فمكما تكونا قد مللتما واحكم الآخر" ثم يجرج معصمي المرأة والرجل ويمزج دمائهما معاً.

في الستينيات ترددت أنباء عن إنشاء دولة مستقلة للغجر وتدخلت الأمم المتحدة إلا أن هذا التدخل لم يسفر عن أى نتيجة لأن الغجر عارضوا تلك الفكرة لانهم يعتبرون أنفسهم أبناء الريح الشعب المختار حيث يقول المثل الغجري "إذا قطعت غجريا إلى 10 أقسام فلا تظن أنك قتلته وإنما فى الحقيقة قد صنعت منه عشرة غجريين".

             


مواضيع متعلقة