ما الملفات الحاضرة على رأس مباحثات السيسي في باريس؟

ما الملفات الحاضرة على رأس مباحثات السيسي في باريس؟
بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، زيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس لمدة 3 أيام، حيث يلتقي خلالها السيسي المسؤولين الفرنسيين وشركات استثمار فرنسية، لبحث مختلف أوجه التعاون بين البلدين، في وقت يواجه البلدان خطر الإرهاب ويتفق كلتا البلدين في وجهة نظرهما في عدد من قضايا المنطقة.
ورافقت مقاتلات فرنسية ومصرية من طراز "رافال" الطائرة الرئاسية المصرية بعد دخولها المجال الجوي الفرنسي ترحيبا بزيارة السيسي لفرنسا، في زيارة تأتي في وقت حساس.
وأكد السفير أحمد رخا حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن هناك 3 ملفات ثنائية سيبحثها الرئيس في فرنسا، أولها مجال الاستثمار والتجارة وهذا ما سيبدأ به السيسي غدًا خلال لقاء مع الشركات الفرنسية، غدًا حيث سيقوم ببحث مجالات الاستثمار في مصر، وخاصة المشاريع الجديدة، بالإضافة إلى عرض مميزات قانون الاستثمار المصري الجديد وما سيحله من مشكلات وعقبات أمام المستثمرين.
وأضاف "حسن"، لـ"الوطن"، أن ثاني المجالات التي سيبحثها السيسي في باريس ستكون التعليم والثقافة وكيفية الاستفادة من خبرات فرنسا في مجال التعليم، مشيرًا إلى أن التعاون المصري- الفرنسي في مجال التعليم ليس جديدا فهناك مدارس اللغة الثانية فيها اللغة الفرنسية كما أنها ساهمت في تطوير التعليم المصري منذ عقود، موضحًا أن فرنسا لها باع طويل في الاهتمام بالآثار المصرية فرنسا هي من ساعدت على بناء المتحف المصري في عهد أسرة محمد علي.
وأشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية إلى أن قضية مكافحة الإرهاب ستحضر بقوة في المباحثات المصرية- الفرنسية، مشيرًا إلى أن فرنسا تعاني بقوة من الإرهاب ومصر تحاول بجهودها وقف شروره، مرجحًا أن التعاون بين الطرفين سيتم توسيعه على مستوى التعاون العسكري والأمني، وقد يشمل دولا أوروبية أخرى.
وأوضح "حسن" أن الشأن الليبي من المجالات التي يبحثها الطرفان وذلك في إطار قيام فرنسا بجهودها خلال الشهور الماضية في تجميع الأطراف الليبية المختلفة، حيث إنها نجحت في تجميع المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج واتفقوا على بعض النقاط لكنهم لم ينفذوها، كما أن الجانبين مهتمان بوقف تدفق الهجرة غير الشرعية من الشمال الإفريقي إلى أوروبا واستقرار ليبيا.
كما سيبحث الجانبان بحسب "حسن" الشأن السوري في ظل تغير الموقف السوري من الأزمة حول استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى أن الجانبين يساهمان في فرض مناطق خفض التصعيد في سوريا، متابعًا أن القضية الفسطينية ستجد مكانها في المباحثات خاصة بعد جهود فرنسية سابقة في حل الأزمة، بالإضافة إلى قضايا تغير المناخ.
ومن جانبه أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ليست هناك قضية واحدة ستشغل حيز كبير في المباحثات ما بين الطرفين وذلك لتشعب القضايا المشتركة بين البلدين، مشيرًا إلى أن القضية التي تتعلق بالخليج وإيران يجب أن يكون هناك حديث مطول بشأنها، كما أن مكافحة الإرهاب يحتاج لحديث مطول أيضًا بالإضافة إلى التعاون العسكري بين الطرفين.
ووصف "غباشي" العلاقات المصرية- الفرنسية حاليًا بالمتميزة للغاية، التي وصلت إلى درجة توقيع عقود عسكرية كبيرة والتنسيق الكبير بين الطرفين في ملفات كثيرة، كما أشار إلى وقوف مصر بجانب المرشحة الفرنسية في انتخابات اليونسكو، كما وصف غباشي فرنسا بالطرف رقم اثنين في معادلات الشرق الأوسط والطرف في الأزمة الليبية ومحاولة حل تلك الأزمة، كما أن لديها اليد العليا في لبنان، كما أنها ساهمت واستضافت مؤتمرًا دوليًا لحل القضية الفلسطينية وكل تلك الأزمات ستأخذ حيزًا كبيرًا من المباحثات.