الداخلية: مقتل وإصابة 15 إرهابياً واستشهاد 17 من الشرطة فى مواجهات بالأسلحة الثقيلة فى «الواحات»

الداخلية: مقتل وإصابة 15 إرهابياً واستشهاد 17 من الشرطة فى مواجهات بالأسلحة الثقيلة فى «الواحات»

الداخلية: مقتل وإصابة 15 إرهابياً واستشهاد 17 من الشرطة فى مواجهات بالأسلحة الثقيلة فى «الواحات»

أعلنت وزارة الداخلية أمس عن مقتل وإصابة 15 من العناصر الإرهابية فى مواجهات مع الشرطة فى الكيلو 135 بطريق «أكتوبر - الواحات»، وأسفرت تلك المواجهات عن استشهاد 17 من القوات «12 ضابطاً و4 مجندين ورقيب شرطة».

وذكر بيان الداخلية عن رصد بؤرة إرهابية تسعى عناصرها لمحاولة النيل من الوطن وزعزعة الاستقرار وتتخذ من إحدى المناطق بالعمق الصحراوى بالكيلو 135 بطريق أكتوبر، مكاناً للاختباء والتدريب والتجهيز للقيام بعمليات إرهابية، مستغلين فى ذلك الطبيعة الجغرافية الوعرة للظهير الصحراوى وسهولة تحركهم خلالها.

{long_qoute_1}

وتابع البيان أنه تم إعداد القوات للقيام بمأموريتين من محافظتى الجيزة والفيوم لمداهمة تلك المنطقة، إلا أنه حال اقتراب المأمورية الأولى من مكان وجود العناصر الإرهابية استشعروا بقدوم القوات وبادروا باستهدافهم باستخدام الأسلحة الثقيلة من جميع الاتجاهات، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات مما أدى لاستشهاد 17 من القوات، وتم تمشيط المناطق المتاخمة لموقع الأحداث بمعرفة القوات المعاونة وأسفر التعامل مع العناصر الإرهابية عن مقتل وإصابة «15»، الذين تم إجلاء بعضهم من مكان الواقعة بمعرفة الهاربين منهم، وما زالت عمليات التمشيط والملاحقة مستمرة.

ونعت الداخلية فى بيانها، الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن ودفاعاً عن المواطنين، وأن ذلك لن يزيدهم إلا إصراراً وعزيمة على الاستمرار فى بذل المزيد من الجهد لاقتلاع جذور الإرهاب وحماية وطننا الغالى.

وبدأت نيابة أمن الدولة العليا تحقيقات موسعة فى وقائع الحادث الإرهابى. وانتقل فريق من محققى النيابة بإشراف المستشار خالد ضياء الدين، المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، إلى مستشفيات الشرطة بالعجوزة ومدينة نصر والشروق، لمناظرة جثامين الشهداء جراء الحادث الإرهابى، مع التصريح بتسليم الجثامين إلى ذويها والدفن فور انتهاء الأطباء الشرعيين من توقيع الكشف الطبى عليها وتشريحها لتحديد أسباب الوفاة لكل منها على حدة، والاستماع لأقوال المصابين ممن تسمح حالتهم بسؤالهم فى شأن ملابسات الحادث، للوقوف على كيفية وقوعه.

{long_qoute_2}

وطلبت النيابة، بإشراف المستشار محمد وجيه، المحامى العام الأول بنيابة أمن الدولة العليا، من قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية، إجراء التحريات الأمنية اللازمة لبيان ملابسات الواقعة وتحديد هوية الجناة. وبلغ عدد الشهداء والمصابين الذين تلقت نيابة أمن الدولة العليا إخطاراً بوصولهم حتى الآن إلى مستشفيات الشرطة، 17 قتيلاً ومصاباً من بين أفراد القوة الأمنية.

وأوضحت مصادر طبية أن الحادث الإرهابى بالواحات أسفر حتى الآن عن 17 حالة وفاة و12 مصاباً على الأقل، تم نقلهم عن طريق سيارات الإسعاف لـ3 مستشفيات. وقالت المصادر لـ«الوطن» إنه تم الدفع بـ 42 سيارة إسعاف حتى ظهر أمس، بموقع الحادث، ونقل المصابين لمستشفيات الشرطة بالعجوزة، ومبارك العسكرى، والشرطة بمدينة نصر». وأكدت المصادر أن الإصابات تمثلت معظمها فى طلق نارى بأنحاء متفرقة بالجسد وكسور.

وقالت مصادر أمنية لـ«الوطن»: «إن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تلقت قبل عدة أيام معلومات تفيد باختباء عدد من الإرهابيين والعناصر المسلحة الخطرة المرتبطة بها، مدعومين بأسلحة ومركبات من تنظيم «داعش» الإرهابى، وعلى ارتباط وتنسيق مع عناصر إرهابية شديدة الخطورة، على رأسها الإرهابيان الهاربان عمرو عباس (المتورط فى تفجير عدد من الكنائس المصرية مؤخرا، وأبرزها «البطرسية» بالعباسية، ومار جرجس فى الغربية، والمرقسية بالإسكندرية)، وهشام العشماوى، الهارب فى ليبيا، وتلك المجموعة من العناصر الإرهابية تختبئ فى المناطق الصحراوية بالواحات بالقرب من الكيلو 135. وأوضحت المصادر أنه جرى التعامل مع تلك المعلومات بتقسيم منطقة الواحات البحرية إلى مناطق تم تمشيط كل منها على حدة طوال الفترة الماضية، حتى تلقت الأجهزة الأمنية معلومات باتخاذ عدد من الإرهابيين من منطقة جبلية وعرة فى قلب الصحراء، بمنطقة الكيلو 135، وكراً ومعسكراً لتدريباتهم، فتم إعداد مأمورية من الأمن الوطنى وأمن الجيزة والعمليات الخاصة للتعامل مع هذه المجموعة الإرهابية والقبض عليهم، وتحركت المأمورية فجر الجمعة لضبطهم بعد وجود معلومات مؤكدة عن استعدادهم لتنفيذ عمليات إرهابية كبرى، وتحركت القوات فى رتل مكون من 10 سيارات إلى موقع اختباء العناصر الإرهابية.

وأضافت المصادر أنه عند اقتراب القوات فوجئت بإطلاق نار كثيف من قبل العناصر الإرهابية تجاه قوات الشرطة، مستخدمة أسلحة مختلفة، وعبوات ناسفة، ما أسفر عن استشهاد عدد كبير من الضباط من بينهم «العميد امتياز كامل، والمقدم أحمد فايز، والمقدم محمد عبدالفتاح، والمقدم أحمد جاد، والرائد أحمد السيد، والرائد محمد وحيد حبشى، والنقيب إسلام مشهور، والنقيب عمرو صلاح، والنقيب كريم أسامة فرحات، والنقيب محمد وحيد».

وكشفت المصادر أن ما زاد الوضع سوءًا أن المسلحين كانوا على دراية جيدة بالمنطقة، بينما لم تتمكن قوات الأمن من طلب تعزيزات برية أو جوية إلا متأخراً بسبب ضعف إشارة الاتصالات فى الصحراء، وظل الأمر على هذا الوضع لما يقرب من 3 ساعات، حتى تلقت الأجهزة الأمنية بعدها إشارات استغاثة، فتم الدفع بغطاء جوى، وعدد كبير من المدرعات وعربات التدخل السريع، فى محاولة للسيطرة على الوضع، وتم تمشيط محيط المنطقة بالكامل، وتأمين نقل المصابين من قوات الشرطة. وأشارت المصادر إلى أن ما زاد الأمر سوءًا أنه أثناء مطاردة مجموعة إرهابية غاصت المدرعات فى الرمال ما ساعد على سهولة استهدافها.

ولم تستبعد المصادر أن تكون العملية عبارة عن «كمين» أعدّته العناصر الإرهابية لقوات الشرطة فى تلك المنطقة التى شهدت نشاطاً ملحوظاً للجماعات المسلحة فى الفترة الماضية، مؤكدة أن الشرطة تحرّكت بناءً على معلومات وردت حول وجود مجموعة إرهابية فى تلك المنطقة.

وحسب المصادر، فقد استمر تبادل إطلاق النار عدة ساعات متواصلة، ما دفع إلى الاستعانة بـطائرات هيلكوبتر، وأغلقت وزارة الداخلية المنافذ الحدودية لمحافظات الوادى الجديد والفيوم والجيزة لمحاصرة العناصر المسلحة التى تخوض مواجهة مباشرة مع الشرطة المصرية بأعداد ضخمة.

ولفتت المصادر إلى أن الفرق الأمنية التى تمشط مكان حادث الواحات، نجحت فى إنقاذ الرائد محمد مجدى، والنقيب رامى نصر، وعثر عليهما داخل المدرعة الخاصة بهما فى صحراء الواحات، وأنه عثر على النقيب أحمد زيدان مصاباً، ومبتور القدم، وتوفى متأثراً بإصاباته.

وأخطرت النيابة العامة بوقائع الحادث الإرهابى لاتخاذ الإجراءات القانونية ومناظرة جثامين الشهداء بعد نقلها للمستشفيات وندب الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى عليها وتحديد الأسباب التى أدت للوفاة، والأسلحة المستخدمة فى إحداث الوفيات والإصابات، والتصريح بدفن الجثامين بعد استيفاء الإجراءات القانونية المطلوبة للتحقيقات التى تجريها النيابة فى القضية.

وأدان العديد من الدول حادث الواحات الإرهابى، وقال سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر إيفان سوركوس، إن الاتحاد الأوروبى يساند مصر فى حربها ضد الإرهاب. كما أكدت السفارة الألمانية بالقاهرة أنه لا يوجد ما يمكن أن يبرر أعمال العنف، وقالت فى بيان، إن برلين تقف بجانب الشعب المصرى فى محاربة الإرهاب، وبعث العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى أمس برقية تعزية إلى مصر فى شهداء الحادث، وأعلن الديوان الملكى الهاشمى عن تنكيس علم السارية على المدخل الرئيسى للديوان حداداً على شهداء الحادث.

وفى الإمارات، أدان وزير الدولة للشئون الخارجية الدكتور أنور قرقاش الحادث الإرهابى، مؤكداً وقوف دولة الإمارات مع جهود الحكومة المصرية فى التصدى للإرهاب، وعبّرت سلطنة عمان عن إدانتها واستنكارها للهجوم، وأدانت مملكة البحرين الحادث، معربة عن بالغ تعازيها ومواساتها لأهالى وذوى الشهداء وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين. وأدان الرئيس الفلسطينى محمود عباس بأشد العبارات الحادث الإرهابى.


مواضيع متعلقة