قائد القوات البحرية لـ«الوطن»: ترتيبنا «السادس عالمياً» ليس غاية.. والأهم هو حماية الأمن القومى والاقتصادى للبلاد

قائد القوات البحرية لـ«الوطن»: ترتيبنا «السادس عالمياً» ليس غاية.. والأهم هو حماية الأمن القومى والاقتصادى للبلاد
- أعمال التهريب
- أنور السادات
- إحباط محاولة
- إلقاء القبض
- اتخاذ القرار
- اكتشافات البترول
- الأفرع الرئيسية
- أبى قير
- القوات البحرية
- أعمال التهريب
- أنور السادات
- إحباط محاولة
- إلقاء القبض
- اتخاذ القرار
- اكتشافات البترول
- الأفرع الرئيسية
- أبى قير
- القوات البحرية
قال الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، إن ما يُنشر فى وسائل الإعلام العالمية بشأن ترتيب البحرية المصرية باعتبارها فى «المركز السادس» عالمياً، ليس غاية فى حد ذاته، مؤكداً أن هذا الترتيب لا يشكل أهمية للقوات البحرية المصرية، لأن ما يهم القوات هو حجم ما تملكه من إمكانيات وقدرات قتالية تمكنها من تحقيق جميع المهام المكلفة بها لحماية الأمن القومى والاقتصادى للبلاد.
وأضاف «خالد» فى حوار لـ«الوطن» أن نجاح لنش مصرى صغير فى تدمير وحدة بحرية كبيرة مثل المدمرة الإسرائيلية «إيلات» يوم 21 أكتوبر 1967، جعل هذا اليوم عيداً سنوياً للقوات، كما أدت هذه العملية البطولية إلى تغيير فى الفكر الاستراتيجى العالمى، منوهاً بأن انضمام الغواصات طراز (209/1400) للقوات البحرية يشكل نقلة نوعية ساهمت فى رفع القدرات القتالية لها.. وإلى نص الحوار:
{long_qoute_1}
تمتلك قواتنا البحرية سجلاً زاخراً من البطولات والتضحيات، فما سر اختيار يوم 21 أكتوبر من كل عام عيداً للقوات البحرية؟
- كان يوم 21 أكتوبر عام 1967 هو أعظم الأيام التى شهدتها القوات البحرية فى تاريخها، حيث صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة إلى قيادة القوات البحرية بتنفيذ هجمة على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية فى هذا الوقت وهى المدمرة «إيلات» التى اخترقت المياه الإقليمية المصرية وقتها، كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحرى، وعلى الفور صدرت الأوامر بمغادرة لنشى صواريخ للتعامل مع «إيلات» ونجحا فى إغراقها باستخدام الصواريخ البحرية «سطح - سطح»، ولأول مرة فى تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة صغيرة الحجم فى تدمير وحدات كبيرة مثل المدمرات والفرقاطات، ما أدى إلى تغيير فى الفكر الاستراتيجى العالمى، وبناءً على هذا الحدث التاريخى فقد تم اختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيداً للقوات البحرية المصرية، لسببين رئيسيين أولهما أن العملية نُفذت بعد حرب 1967 بنحو 3 أشهر التى كانت من أعنف الأزمات التى عصفت بمصر بل والعالم العربى خلال تاريخنا الحديث، وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان واليأس وكان لا بد من القيام بعمل بطولى يرفع الروح المعنوية للقوات المسلحة ويعيد الثقة للشعب فى قواته المسلحة، وثانياً لأن إغراق «إيلات» يعتبر من أهم التطورات فى مجال الحرب البحرية الحديثة التى حدثت خلال النصف الأخير من القرن العشرين.
البحرية المصرية أقوى سلاح بحرى فى الشرق الأوسط وأفريقيا وتحتل المركز السادس عالمياً.. كيف استطاعت البحرية أن تصل لهذه المكانة المشرفة بين البحريات العالمية؟
- أود أن أؤكد أن ما ينشر فى وسائل الإعلام بشأن ترتيب البحرية المصرية عالمياً ليس غاية ولا يهمنا فى المقام الأول، فهذا الترتيب لا يشكل أهمية للقوات البحرية المصرية، لأن ما يهمنا هو حجم ما نملكه من إمكانيات وقدرات قتالية تمكن القوات البحرية من تحقيق جميع المهام المكلفة بها، وقد استطاعت القوات البحرية المصرية الوصول لهذه المكانة عالمياً عبر تنفيذ استراتيجية واضحة ومحددة لتطوير القوات البحرية من خلال ثلاثة محاور أساسية، أولها الاهتمام بالتأهيل العلمى للفرد المقاتل من خلال تطوير المنظومة التعليمية بالقوات البحرية، وثانياً المحافظة على الكفاءة الفنية والقتالية للوحدات البحرية الموجودة بالخدمة واستمرار تطويرها بأجهزة ومعدات ومنظومات تسليح حديثة، أما المحور الثالث فهو أنه تم تدبير وحدات بحرية حديثة مثل حاملتى المروحيات «جمال عبدالناصر وأنور السادات» من طراز «ميسترال» والفرقاطة الحديثة «تحيا مصر» طراز (فريم) ولنش الصواريخ أحمد فاضل طراز (مولينيا) ولنشات الصواريخ سليمان عزت، وأخيراً الغواصتان (41، 42) طراز 209/1400 والفرقاطة الفاتح طراز «جوويند» والقرويطة «شباب مصر» طراز «بوهانج»، بالإضافة إلى دخول «البحرية» مرحلة التصنيع المحلى والمشترك بالإمكانيات الذاتية وبالتعاون مع بعض الدول الصديقة، بما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية.{left_qoute_1}
للقوات البحرية دور بارز فى تأمين حدود مصر الساحلية وحماية المياه الإقليمية والاقتصادية.. فما الدور الذى تساهم به القوات فى هذا المجال.. ودورها فى العملية الشاملة «حق الشهيد»؟
- القوات البحرية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة تنفذ العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومى على المستويين الداخلى والخارجى، وقد تنوعت المهام التى نفذتها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ البلاد بصفة دائمة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أى اختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا، بالإضافة إلى تأمين حركة الملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحى لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالى والجنوبى، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعى، وكذلك القيام بأعمال المعاونة والإنقاذ فى حالات الكوارث والأزمات.
كما تؤدى القوات البحرية حالياً، كأحد الفرع الرئيسية للقوات المسلحة، دوراً كبيراً فى عملية «حق الشهيد»، حيث تقوم بعزل منطقة العمليات من ناحية البحر، لضمان عدم السماح بهروب العناصر الإرهابية، وكذلك منع أى دعم يصل لهم من جهة البحر، هذا فضلاً عن الاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أى عائمات أو سفينة مشتبه فيها، كما قامت عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء، وجميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة فى هذه المنطقة، بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية «حق الشهيد» للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.
{long_qoute_2}
تشهد القاعدة البحرية فى «رأس التين» تطويراً ملموساً حيث قامت القوات البحرية بإجراء تطويرات شاملة لقطاعى «رأس التين وأبى قير».. حدثنا عن هذه التطويرات؟
- انضمت للقوات البحرية خلال الفترة السابقة العديد من الوحدات البحرية، كما تم إعادة تنظيم القوات فى أسطولين هما الأسطول الشمالى والأسطول الجنوبى، ما استلزم إعادة تحديث وتطوير البنية التحتية من منشآت وأرصفة وورش لكى تتواكب مع هذا التطوير، كما كان لزاماً علينا الاهتمام بإعادة تنظيم التمركزات للألوية والتشكيلات البحرية طبقاً للتنظيم الجديد، وهو ما أوجب زيادة عدد المنشآت والأرصفة البحرية داخل قطاعى «رأس التين وأبى قير».
انضمت قطع جديدة للأسطول البحرى المصرى.. فكيف يمكن أن تضيف هذه القطع للقوات البحرية؟
- تأمين الأهداف الاقتصادية والحيوية فى البحر إحدى المهام الرئيسية للقوات البحرية المصرية، وفى ظل تنامى اكتشافات البترول والغاز داخل المياه الاقتصادية المصرية ولمسافات تصل إلى 100 ميل بحرى من الساحل المصرى، يتطلب الأمر وجود وحدات تمتلك القدرة على الإبحار لمسافات بعيدة لتأمين هذه الاكتشافات، وكان لانضمام هذه الوحدات الجديدة ذات الإمكانيات العالية أكبر الأثر فى زيادة القدرات القتالية للقوات البحرية التى تمكنها من تأمين كافة الأهداف الحيوية والاقتصادية للبلاد.
تسلمت القوات البحرية ثانى غواصة حديثة من طراز (209/1400) ضمن مجموعة من الغواصات التى تدخل الخدمة فى القوات البحرية المصرية فما أهمية هذه الغواصات بالنسبة للبحرية المصرية؟
- تعتبر الغواصات من طراز (209/1400) من أحدث الغواصات التقليدية على مستوى العالم، وقد حرصت القوات المسلحة على تطوير قدراتها العسكرية فى كافة الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية لتكون قادرة على تنفيذ كافة المهام الاستراتيجية داخل وخارج البلاد، ولعل انضمام الغواصات طراز (209/1400) للقوات البحرية يشكل نقلة نوعية ساهمت فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، بما يمكنها من مجابهة كافة التهديدات التى تؤثر على الأمن القومى المصرى، وتكون بمثابة رسالة ردع لمن تسول له نفسه التفكير فى المساس بمصالحنا الاقتصادية أو تهديد أمننا القومى على كافة مسارح العمليات.{left_qoute_2}
ما أوجه الاستفادة من تنوع مصادر السلاح داخل القوات البحرية؟
- بالتأكيد، فإن القيادة العامة للقوات المسلحة حرصت على أن تشمل استراتيجية تطوير التسليح لكافة أفرع القوات المسلحة تنويع مصادر السلاح من كافة الدول، بما يتيح لمصر الحصول على وحدات ذات إمكانيات وقدرات قتالية عالية، لها القدرة على تنفيذ كافة المهام العملياتية للحفاظ على أمن واستقرار وحماية الأمن القومى المصرى.
وعملية الإحلال والتجديد للوحدات البحرية تخضع لعدة معايير، منها التهديدات الحالية والمستقبلية، والتوازن العسكرى مع دول الجوار، والتطور العلمى والتكنولوجى فى مجال التسليح، والقدرات الاقتصادية للدولة لتوفير التمويل المادى اللازم لعملية التطوير، ويتم الإحلال والتجديد على فترات زمنية وطبقاً للاستراتيجية العامة للقوات المسلحة فى تطوير وتحديث الأفرع الرئيسية.
ما أهمية تدشين الأسطولين الشمالى والجنوبى بالنسبة لمصر على المستوى الاستراتيجى؟
- فى ظل التطوير والتحديث الذى تقوم به القوات المسلحة عامة والقوات البحرية خاصة لإعادة تنظيم القوات، لكى تواكب التطور التكنولوجى العالمى ولتكون قادرة على مجابهة كافة العدائيات والتهديدات النمطية وغير النمطية، التى أصبحت تهدد منطقة الشرق الأوسط عامة ومصر خاصة، تمت إعادة تنظيم القوات البحرية وتقسيمها إلى أسطولين لزيادة فاعلية القيادة والسيطرة، ما يتيح للقيادات على كافة المستويات التقدير الفورى للموقف وسرعة اتخاذ القرار، مع إمكانية تحقيق المرونة اللازمة لتنفيذ المتطلبات العملياتية بسرعة، ودفع التشكيل المناسب لطبيعة المسرح، وطبقاً لنوع العدائيات لتحقيق المهمة بأقل خسائر ممكنة.
ما الدور الذى تقوم به القوات البحرية فى حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية ومكافحة أعمال التهريب للمخدرات والبضائع؟
- فى ظل الأوضاع غير المستقرة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة، ومع انهيار بعض الأنظمة العربية وصولاً إلى ما يعرف بـ«الدول الهشة» التى لا تستطيع السيطرة على حدودها أو فرض قوانينها، تفاقمت ظاهرة الهجرة غير الشرعية خلال الفترات السابقة من خلال سواحل تلك الدول، ما أوجب على الدولة المصرية سن قوانين وتشريعات جديدة للقضاء على تلك الظاهرة، وقامت القوات البحرية، بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود، بالتصدى لهذه الظاهرة وتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية، وقد نجحت هذه المجهودات فى خفض معدلات الهجرة غير الشرعية خلال الفترة الأخيرة بنسبة 90% مقارنة بالأعوام السابقة، حيث تم إلقاء القبض على مجموعة من بلنصات الصيد وإحباط محاولة تهريب أكثر من 250 فرد هجرة غير شرعية إلى أوروبا.
{long_qoute_3}
أما بالنسبة لأعمال التهريب، فقد نجحنا فى ضبط عدد كبير من «الفلايك» التى تقوم بأعمال تهريب المخدرات والسلاح والبضائع غير خالصة الجمارك خلال هذا العام، نتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها بما يقارب 20 بلنصاً، فضلاً عن ضبط 60 فلوكة تقوم بأعمال تهريب للمخدرات والسلاح وبضائع غير خالصة الرسوم الجمركية خلال العام الماضى 2016، ما يظهر عزم القوات البحرية على القضاء على هذه الظاهرة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب العظيم.{left_qoute_3}
تشارك القوات البحرية فى العديد من التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة.. كيف نستفيد من تلك التدريبات؟
- نظراً للمكانة العالمية للقوات البحرية المصرية وتصنيفها حديثاً كواحدة من أكبر وأقوى البحريات فى منطقة الشرق الأوسط، تحرص العديد من الدول الصديقة والشقيقة على تنفيذ تدريبات مشتركة مع مصر، وهى التدريبات التى تعود على الطرفين بالعديد من الفوائد، أهمها إتقان تنفيذ المهام المختلفة وصقل مهارات ضباطنا وجنودنا، وذلك من خلال الاستفادة من التطور فى مساعدات التدريب ومنظومات التسليح الحديثة المتوفرة لدى هذه الدول الشقيقة والصديقة، فضلاً عن الاستفادة من التدريب فى ظروف «جومائية» مختلفة ومسرح عمليات مختلف لدراسة تأثيره على الأسلحة والمعدات الجديدة.
وحدات القوات البحرية تؤمن المياه الإقليمية المصرية