"صابرة" 40 سنة بائعة بلح.. وزبائنها مؤخرًا "بيدوقوا وميشتروش"

كتب: هبة وهدان

"صابرة" 40 سنة بائعة بلح.. وزبائنها مؤخرًا "بيدوقوا وميشتروش"

"صابرة" 40 سنة بائعة بلح.. وزبائنها مؤخرًا "بيدوقوا وميشتروش"

على جنبات الطريق تجلس لا هي تنادي في زبائنها كغيرها من جارتها في سوق الجيزة ولا هي ترفع حتى رأسها من على راحت يدها لتخبر المارة أنها على استعداد لبيع البلح الرطب، بل تكتفي كل يوم بجلب بضاعتها من البدرشين على رأسها ووضعها أمامها على الأرض في انتظار الفرج.

"صابرة حسن" السيدة الستينية، التي اعتادت منذ نعومة أظافرها على حمل البلح وبيعه في منطقة تبعد عن مسقط رأسها وهي البدرشين، حتى لا تتعرض لمضايقات من جيرانها ومن يعرفونها، فقد تجدها تارة بين الباعة في ميدان الجيزة، وتارة أخري في أحد الأسواق بمحافظة القاهرة البعيدة كسوق دار السلام والمعادي.

رغم حاجة "صابرة" للمال، إلا أنها في بعض الأحيان قد يستغل زبائنها حيائها ويتناولون البلح ليعرفوا أن كان جيد من عدمه، وعقب الانتهاء من تناول أكثر من واحدة ينصرفون في هدوء وكأن شيء لم يحدث: "أنا اسمي صابرة وفعلا صابرة.. الحمدلله أنا غنية أوي بصحتي ورضا ربنا عليا".

وتستكمل بنبرات صوتها القوية التي يملئها الرضا: "ولادي معرفش عنهم حاجة من يجي 6 سنين من ساعة ما جوزي مات وأنا وحيدة وولاد الحلال بيساعدوني في شراء البلح.. وفلوسه بجبها من الفلوس اللي الناس بتتصدق عليا بيها".

كبر سن السيدة الستينية وعجزها عن الحركة لم يمنعها من عملها اليومي الذي اعتادت عليه، فهي ترى أن الفقير الحق هو العاطل الذي يستسلم للظروف المحيطة وينتظر المساعدة من الآخرين، فأكثر الأيام التي تخرج فيها "صابرة" لبيع البلح ترجع بخفي حنين، ورغم ذلك لم تستسلم يومًا، فهي تفضل الموت وسط الناس في الشارع بدلا من الموت وسط جدران غرفتها: "الناس كانت فكراني راجل في الأول من كتر ما انا مخبيه وشي وساكته مبندهش في الزباين ميعرفوش إن أنا بخاف حد يشوفني ببيع من جراني مش ها يرحموني تريقة".


مواضيع متعلقة