«شبرا والساحل»: القمامة تنتشر بالداخل والخارج.. والمقاهى تحاصر مدارس الفتيات

كتب: دارين فرغلى

«شبرا والساحل»: القمامة تنتشر بالداخل والخارج.. والمقاهى تحاصر مدارس الفتيات

«شبرا والساحل»: القمامة تنتشر بالداخل والخارج.. والمقاهى تحاصر مدارس الفتيات

مجموعة من الأزمات تعانى منها تلك المدارس الواقعة فى وسط حى شبرا شمال القاهرة، فأكوام القمامة التى تتصدّر المشهد أمام البوابات التى يستخدمها الطلبة والمعلمون فى الدخول والخروج، يوجد مثلها داخل بعضها، بفعل تصرّفات خاطئة من الأهالى الذين يقطنون المساكن الملاصقة لها، فيما تحتل المقاهى أسوار أبنية تعليمية أخرى، مما يثير غضب أولياء الأمور، خصوصاً أن بعضها مخصص للفتيات فقط.

داخل مدرسة الزهراء الرسمية الابتدائية، التى تقع بشارع الترعة البولاقية فى شبرا تتناثر أكياس القمامة التى يلقى بها سكان شارع «عبدالفتاح البهات»، الذين تطل نوافذهم على سور المدرسة الابتدائية. أحد أولياء الأمور أكد أنه رغم محاولات المدرسة المستمرة فى رفع تلك المخلفات، فإن الأهالى يستمرون فى إلقائها دون أى مبالاة.

{long_qoute_1}

ويتحدث «محمد سعيد»، أحد أولياء الأمور، عن أن المدرسة قامت بعمل حديقة، ووضعت بها بعض الألعاب للأطفال حتى يمتنع الأهالى عن إلقاء مخلفاتهم داخل المدرسة، إلا أن هذا لم يردعهم. وتابع: «فى إحدى المرات، قام أحد السكان بإلقاء سيجارة مشتعلة من نافذة بيته، فاشتعلت النيران فى النباتات الموجودة بالحديقة واشتعلت معها إحدى الألعاب التى يستخدمها الأطفال». وأنهى حديثه، قائلاً: «أنا عارف أنهم هنا فى المدرسة حاولوا يمنعوا الأهالى كتير لكن للأسف فيه سكان بيتخانقوا معاهم وبيشتموهم ومابيعرفوش يتصرفوا معاهم إزاى».

أحد العاملين فى المدرسة أكد أنّهم حرروا محضراً فى الحى ضد الأهالى، وأن الحى أبلغهم بأنه سيتخذ إجراءات فى هذا الشأن، لكن شيئاً لم يتغير.

وأضاف العامل -الذى رفض ذكر اسمه- أن الأزمة الكبرى تكمن فى أن تلك المنازل الملاصقة لسور المدرسة تصب الصرف الصحى الخاص بها على سور المدرسة، مما قد يؤثر عليه فى الفترة المقبلة، وتابع: «أرسلنا خطاباً العام الماضى إلى مأمور قسم الساحل وطالبناه فيه باستدعاء سكان العقارات الملاصقة للمدرسة، الذين يصبون مياه الصرف الصحى الخاصة بمنازلهم على سور المدرسة، كما طالبنا بإسراع إصلاح وعزل أرضيات وحداتهم السكنية حتى لا يستمر تسرب الصرف على السور، منعاً لحدوث أى كارثة فى المستقبل، لكن لم نلقَ أى استجابة حتى الآن».

وأشار إلى أن العاملين فى المدرسة يجمعون أكياس القمامة المتناثرة حول السور من الداخل يومياً، فيما تقوم إحدى سيارات جمعها التابعة للحى بنقلها من المدرسة، وأنهى حديثه، قائلاً: «إحنا أكتر حاجة مخليانا مستغربين أنه فيه كتير من الأهالى اللى بيرموا الزبالة، أولادهم طلبة عندنا، ومش عارف إزاى مابيفكروش أن ده ضد مصلحة أولادهم».

قطعة كبيرة من القماش تم ربطها بشكل عرضى، أحد طرفيها تم تعليقه على سور مدرسة أحمد عرابى الإعدادية النموذجية بنين، بينما تم ربط الطرف الثانى فى عصى خشبية بعد أن غُرزت بإتقان داخل قالب طوب كبير، تلك هى الحيلة التى استُخدمت للفصل بين صناديق القمامة التى تتمركز أمام سور بلدية حى الساحل وبين سور المدرسة، إلا أن تلك الحيلة لم تفلح فى إبعاد القمامة عن طريق الطلبة الذين يمرون من أمامها، ذهاباً وإياباً كل يوم.

«فاطمة سعد»، واحدة من أولياء الأمور، تقول: «البلدية عاملة قدامها مقلب زبالة، طيب إحنا مالنا، وذنب اولادنا إيه يشوفوا المنظر ده فى الرايحة والجاية، يا إما ينقلوا البلدية، يا إما يغيروا مكان مقلب الزبالة ده أصلاً».

أحد العاملين فى المدرسة -رفض ذكر اسمه- قال: «المشكلة الأكبر عندنا كمان فى السكان اللى بيرموا الزبالة جوه المدرسة، مش كده وبس، لا ده إحنا لما عملنا سلك على سور المدرسة قطعوه».

أحد العاملين فى بلدية حى الساحل -رفض ذكر اسمه- قال إن تلك الأزمة ليست فى هذا الشارع فقط، لكنها فى كل شوارع مصر، مضيفاً: «لو الجمع السكنى للقمامة رجع، كل ده هيتحل، لكن فى الحقيقة إحنا كمان متضررين، ومش عارفين نعمل إيه».

عشرات المقاعد البلاستيكية والطاولات تم وضعها بشكل عشوائى حول سور مدرسة ناصر الثانوية للبنات بشارع دنشواى بمنطقة شبرا، أحد أولياء الأمور اشتكى من وجود مثل تلك المقاهى العشوائية أمام المدارس، قائلاً: «يعنى المدارس يا إما يبقى قدامها زبالة يا إما يبقى قدامها قهاوى، وكأنها مالهاش كبير يدافع عنها ويحميها من العشوائية».

رانيا محمد، طالبة فى المدرسة، تقول: «أختى كانت فى المدرسة دى، وأنا أول سنة لىّ السنة دى، ولما عرفت إنى هاقدم فيها قالت لى بس إبقى خدى بالك من الزحمة والقهاوى اللى بتبقى حوالين السور وروحى على طول، مالكيش دعوة بحد». وأنهت قائلة: «مش طبيعى أن أى مدرسة يكون فيه حواليها قهاوى، ما بالك بقى لو مدارس بنات، أكيد بيبقى فيه مضايقات كتير، وإحنا كفاية علينا سواقين التكاتك أصلاً اللى بيغلسوا علينا فى كل حتة بنروحها».

 

مقلب قمامة «بلدية الساحل» بجوار سور مدرسة أحمد عرابى


مواضيع متعلقة