أول يوم مدارس يابانية.. مبانٍ بلا تجهيزات.. وفصول بلا طلاب

كتب: أميرة فكرى وسارة صلاح

أول يوم مدارس يابانية.. مبانٍ بلا تجهيزات.. وفصول بلا طلاب

أول يوم مدارس يابانية.. مبانٍ بلا تجهيزات.. وفصول بلا طلاب

مع بداية أول يوم عمل للمدارس اليابانية، اليوم، سيطرت حالة من التخبط على قيادات وزارة التربية والتعليم، وتبين عدم وجود رؤية واضحة بشأن مواعيد بدء الدراسة بهذه المدارس لعدم الانتهاء من تجهيزها بالكامل حتى الآن.

ومن داخل المدرسة المصرية اليابانية فى «التجمع الخامس» بالقاهرة الجديدة، يمكن تلخيص أول يوم «استكشافى» فى صورة مبانٍ ضخمة بلا تجهيزات، وفصول بلا طلاب أو مقاعد، وملاعب خالية، ومعامل بلا معدات، ودراسة غير محددة المعالم، وإدارة مدرسية بلا رؤية وقرارات وتصريحات متضاربة.

ورصدت «الوطن» شكاوى بعض أولياء الأمور من الطريقة التى تم اختيار الطلاب بها داخل المدرسة، مطالبين بالإعلان عن المعايير التى تم اختيار المقبولين بها واستبعاد أبنائهم، حيث قالت إحدى الأمهات لـ«الوطن» إن «الغريب فى الأمر هو قبول أحد أبنائى ورفض الآخر بحجة أن المربع السكنى الذى يقطن فيه بعيد عن المدرسة»، متسائلة: كيف والاثنان أخوان ويسكنان فى بيت واحد؟!

ويبدو أن هذه شكوى متكررة، حيث قالت ولى أمر طالب آخر «رغم أن الوزارة وضعت شروطاً للتقديم للمدارس اليابانية سواء السن أو المربع السكنى، إلا أنى اكتشفت يوم إعلان النتيجة قبول ابنتى ورفض الأخرى على الرغم من وجودهما فى نفس المكان ونفس المربع السكنى»، مؤكدة أنها خلال وجودها بالمدرسة اكتشفت قبول طلاب تخطوا السن الذى حددته الوزارة قائلة: «مفيش فايدة، وهتفضل كل حاجه ماشية بالكوسة»، حسب تعبيرها.

ولم يختلف الحال لدى جمال أحمد، أحد أولياء الأمور، الذى طالب الوزارة بإعلان كشوف وأسماء الطلاب الذين تم اختيارهم لـ«كشف التلاعب»، قائلاً: «ابنى عنده ٤ سنين و١١ شهراً وساكن بجوار المدرسة وتم استبعاد ابنى، واكتشفت قبول طالب ٤ سنين و٣ شهور». {left_qoute_1}

وشكا عدد من أولياء الأمور الذين توجهوا صباح اليوم إلى المدرسة لتقديم الأوراق الخاصة بأبنائهم، من عدم وجود «إجابات محددة» على استفساراتهم من حيث موعد بدء الدراسة بالمدرسة، أو توقيت تسلم الكتب، مؤكدين أن هناك بعض الفصول والغرف لم يتم تجهيزها حتى الآن، فى حين أن جميع المدارس الحكومية والخاصة بدأت الدراسة بالفعل.

وبعد 7 سنوات قضتها مروة حسن فى اليابان، ألحقت ابنها الأكبر خلالها بإحدى المدارس اليابانية، حتى أجبرتها الظروف إلى العودة مرة أخرى إلى مصر، واضطرت التقديم له ولأشقائه الأربعة بمدارس خاصة، إلى أن أخبرتها إحدى صديقاتها عن فتح باب التقديم بالمدارس المصرية اليابانية، وهى تقول «ولادى دخلوا حضانات ومدارس فى اليابان، وشُفنا نظام التعليم بجانب طبعاً اهتمامهم بسلوكيات الطلبة لكن لما جيت مصر اتصدمت من وضع المدارس الحكومية، والمدارس الخاصة أسعارها مبالغ فيه، لكن لما عرفت أن فى مدارس هتتعمل بنفس نظام المدارس اليابانية ما قدمتش لأولادى فى أى مكان واستنيت لما فتحوا باب التقديم هنا».

وأضافت «مروة» أنها قامت بالتقديم لأبنائها الأربعة إلا أنها فوجئت بقبول 3 فقط منهم، فى حين أن ابنها الأصغر لم يتم قبوله رغم أنه مستوفى كافة الشروط من حيث السكن والسن، وحسب قولها: «جيت النهارده عشان أستفسر عن سبب رفضهم ليه، لكن ما حدش هنا أفادنى وقالوا لى قدمى شكوى، ومش عارفة لو اترفض هعمل إيه وخاصة أن كل المدارس بدأت فيها الدراسة بجانب أنى كنت عايزاه مع إخواته».

وداخل أحد فصول مرحلة «الكى جى» بالمدرسة، وقفت نانسى أحمد، ولى أمر طالبتين، بصحبة ابنتيها، وهى تقول إنها جاءت للمدرسة للاستفسار عن موعد بدء الدراسة، خاصة بعد تداول بعض الشائعات على المواقع الإلكترونية بأن الدراسة ستبدأ فى منتصف شهر أكتوبر الحالى، إلا أنها فوجئت بأن بعض الفصول بالمدرسة لم يكتمل تجهيزها بعد، ما دفعها إلى سؤال بعض الموجودين فى المدرسة عن موعد الدراسة لكنها لم تجد سوى رد واحد: «لسه مش عارفين والأسبوع ده للتقديم».

وتابعت «نانسى» قائلة: «لسه الدنيا مش واضحة فى المدرسة، حتى الكتب قالوا لى أن الوزارة لم ترسلها حتى الآن، والمصاريف قالوا هتدفعوها الأسبوع ده، ولما سألتهم على الباص الخاص بالمدرسة قالوا هيكون فيه بس لسة مش عارفة بكام، كل اللى عرفته أن زى كى جى هيكون تيشرت موف وبنطلون رمادى نجيبه من أى مكان».

أمور عديدة دفعت «نانسى» إلى التقديم لابنتها بالمدرسة اليابانية، فى مقدمتها انخفاض سعرها مقارنة بالمدارس الخاصة والتجريبية، وقربها من مسكنها، بجانب أنها تعتمد على الأنشطة بشكل أكبر: «أى تجربة جديدة غالباً بتكون كويسة، ووالدها شجعنى أن نقدم لها هنا، ومصاريفها سمعنا أنها من 2000 لـ4000 جنيه، ولما جيت شوفتها لقيت أن الفصول شكلها كويس والحمامات مناسبة لسنهم، وفى صالة جيم ودى حاجة كويسة بجانب أن فى غرفة كبيرة مخصصة لعيادة، ودى حاجات مش بنلاقيها فى مدارس تانية».

وأمام إحدى الغرف الخاصة بتقديم ملفات الطلبة، وقفت مى مرزوق، ولى أمر تلميذ تم قبوله حسب الموقع الإلكترونى للمدرسة، تنتظر دورها لتقديم الأوراق المطلوبة منها لإلحاق ابنها بالمدرسة، وهى تقول: «قدمنا على النت، وبعت لى رسالة على التليفون بأنى آجى النهارده أسلم الملف الخاص به وبعض الأوراق المطلوبة زى شهادة الميلاد وصور شخصية وصور بطاقتى ووالده الشخصية وغيره، وبأحاول أعرف إمتى هيبدأ الدراسة وهيلبس إيه وهيكون فيه أوتوبيس خاص بالمدرسة ولا لأ».

فى المقابل، تفقد أحمد خيرى، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، وهند جلال، مسئول المدارس المصرية اليابانية، والدكتور ياسر عبدالعزيز، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوى والخاص والدولى، المدرسة المصرية اليابانية بالتجمع الخامس للوقوف على استعدادها لبدء العام الدراسى. وتتكون المدرسة من 10 فصول، من المقرر أن تستقبل 360 طالباً. ورغم ذلك ظهرت الفصول خالية من الطلاب، حيث اعتبرت الوزارة أن الأسبوع الأول لتقديم الأوراق فقط.

وقال «خيرى» فى تصريحات على هامش زيارته للمدرسة المصرية اليابانية بالتجمع الخامس إن «الجولة تستهدف الوقوف على استعدادات المدرسة لاستقبال الطلاب وأولياء أمورهم ومعرفة نواقص المدرسة لتوفيرها خلال الفترة المقبلة. كما أن هناك جولات لقيادات الوزارة فى باقى المدارس وسيتم رفع تقرير للدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم لتحديد ما سيتم تنفيذه خلال الأسبوع المقبل».

وأكد «خيرى» أنه سيتم الانتهاء من لائحة المدارس اليابانية والإعلان عنها نهاية الأسبوع الحالى على أقصى تقدير، موضحاً أن اللائحة سوف تتضمن المصروفات الدراسية وطريقة وشكل التدريس ونوعية أنشطة «التوكاتسو» اليابانية فضلاً عن توقيت انتهاء اليوم الدراسى وموعد نهاية السنة الدراسية وبدايتها كل عام.

وأشارت هند «جلال» إلى «سيتم استكمال المناهج الدراسية لطلاب الصفوف الأول والثانى والثالث الابتدائى المحولين للمدارس اليابانية وفقاً للخريطة الزمنية للعام الدراسى الحالى، ولن يتم بدء المنهج من الأول نظراً لأن المناهج التجريبية المتميزة موحدة».

فيما قالت فريدة مجاهد، وكيل الوزارة، مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، إنه لن «يتم بدء الدراسة فى المدارس المصرية اليابانية إلا بعد اكتمال كافة التجهيزات فى المدرسة وإنهاء مشكلات التنسيق التى ظهرت لدى بعض أولياء الأمور، خصوصاً أنه لا بد أن تبدأ المدارس بقوة وتتلافى كافة المشكلات»، مشيرة إلى أنه «سيتم تشكيل لجنة لفحص تظلمات أولياء الأمور وإرسالها للوزارة».


مواضيع متعلقة