«مى» الحمصية: تزوجت مقاتلاً بـ«التنظيم» بعد أسبوع من وصولى الرقة.. ولا أعرف شيئاً عن «جهاد النكاح»

«مى» الحمصية: تزوجت مقاتلاً بـ«التنظيم» بعد أسبوع من وصولى الرقة.. ولا أعرف شيئاً عن «جهاد النكاح»
- أنحاء العالم
- الأفكار المتطرفة
- الخلافة الإسلامية
- الدولة الإسلامية
- الشرطة الإسلامية
- الطيار الأردنى
- الفكر المتطرف
- اللجوء السياسى
- باب السلام
- بشار الأسد
- أنحاء العالم
- الأفكار المتطرفة
- الخلافة الإسلامية
- الدولة الإسلامية
- الشرطة الإسلامية
- الطيار الأردنى
- الفكر المتطرف
- اللجوء السياسى
- باب السلام
- بشار الأسد
لا تريد «مى الحمصية» الاعتراف بأنها كانت إحدى فتيات «جهاد النكاح».. وصلت الفتاة السورية التى قتل قناصة «النظام» زوجها إلى الرقة مدعية أنها لم تكن تعرف أن «داعش» يسيطر على المدينة، وبعد أسبوع واحد على وصولها تعرفت على زوجها الحالى المقاتل المغربى فى صفوف داعش.. كَفَر المقاتل المغربى، الذى كان يعيش بفرنسا، بالدولة التى ظن أنها إسلامية ولم يجد منها إلا القتل والحرق وسفك الدماء.
لا تتوقف الأزمات التى خلقها تنظيم «داعش» الإرهابى عند حد المقاتلين سواء المحليين أو الأجانب الذين انضموا إلى صفوفه، فالكارثة الأكبر، بحسب المراقبين والمحللين، هن النساء اللاتى انضممن إلى صفوف التنظيم كزوجات لعناصره، فهن على الأرجح يحملن الفكر المتطرف نفسه وينقلنه إلى أبنائهن، ما يسمح بانتقال تلك الأفكار المتطرفة إلى أجيال جديدة، لكن «مى» تدعى إنها لم تتشبع بأفكار التنظيم حتى وإن كانت تزوجت من أحد عناصره. وإلى نص الحوار:
ما اسمك؟
- «مى».. من حمص.
وكيف انضممت إلى داعش؟
- تُوفى زوجى الأول «محمد» فى حمص، قتله قناص تابع للنظام السورى منذ نحو 5 سنين وكنت أعيش فى حمص، ولكن عقب وفاة زوجى، سافر أهلى إلى تركيا، ولم أسافر معهم، وانتقلت لدمشق، وعملت كمدرسة لغة إنجليزية صباحاً، وفى معهد لغات أعطى دروس المحادثة.
{long_qoute_1}
ولماذا لم تسافرى مع أسرتك لتركيا؟
- كانت هناك خلافات بيننا، ولم أذهب معهم لتركيا، وبقيت 4 سنوات مع أولادى، ثم تصالحت مع أهلى ودعونى للذهاب إلى تركيا، لكننى لم أكن أعرف كيف أذهب، وفى النهاية قالوا لى أن أذهب إلى حى الرقة، وهناك شخص سيصدر لى ولأولادى جوازات سفر حتى أتمكن من السفر، وأرسلوا لى أموالاً لاستخراج جوازات السفر، وحين وصلت إلى الرقة، لم أكن أعرف شيئاً، ولكننى سمعت أن هناك شيئاً اسمه «داعش».
إذاً، أنتِ ذهبتِ إلى الرقة وأنتِ لا تعرفين أن تنظيم «داعش» يسيطر عليها؟ وتقولين إن أسرتك هى التى أرسلتك؟
- لم يكن لى علاقة بالتنظيم، كنت ذاهبة لتركيا، ولم يكن لدىّ أى أغراض سوى ملابسنا، وحين وصلت كان هناك اتفاق بأن أصل لأحد المهربين وأبيت فى المدينة يوماً واحداً، وفى اليوم التالى أذهب لمعبر «باب السلام»، وفاجأنى المهرب حين قال لى إن «باب السلام» مغلق، ولن نستطيع السفر منه لتركيا. اتصلت بأهلى وأبلغتهم أننى فى هذا المكان وغير قادرة على الوصول إليهم ولا أعرف ماذا أفعل، فطلبوا منى الرجوع إلى الشام حتى يتدبروا الأمر، إلا أن الشرطة الإسلامية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية منعتنى من الخروج من الرقة، بحجة أننى امرأة وحيدة بدون رجل، أبلغتهم أن معى أولادى، وبنية صافية قلت إننى أريد السفر إلى تركيا، فرفضوا خروجى بحجة أنها بلاد الكفار ولا يجوز لى السفر إليها. بعدها طلبت العودة لدمشق رفضوا، وقالوا لى إن أولادى مسلمون ولا بد أن ينشأوا فى مكان إسلامى، فعدت إلى المنزل الذى كنت أمكث فيه ولا أعلم ماذا أفعل، وبعد نحو أسبوع سكن بجوارى مقاتل شاب فى التنظيم، وتعرف على أولادى الصغار وحكى لى قصته، وقال إنه كان يعيش فى فرنسا ومن أصول مغربية وسمع عن الدولة الإسلامية وشاهد لهم مقاطع فيديو كثيرة عن تحريرهم للبلاد ضد طغيان بشار الأسد. كما أن المغرب كان بها مشاكل وقال لى إنه يريد أن تكون زوجته مسلمة ليست من فرنسا أو أوروبا، وتزوجنا.
بعد أسبوع واحد فقط من بقائك محتجزة كما تقولين وجدت زوجاً مقاتلاً فى التنظيم؟
- نعم، هذا ما حدث. {left_qoute_1}
هل كان هذا جهاد نكاح؟
- لا.
هل سمعت عن جهاد النكاح؟
- لا، لم أسمع عنه.
وكيف كانت حياتك بعد الزواج من مقاتل بـ«داعش»؟
- زوجى كان من النوع الذى لا يحب أن يسمع فقط بل يحب أن يرى بنفسه، وحين جاء إلى الرقة ورأى بنفسه ما يحدث من إعدامات وحرق وقتل، خصوصاً حين تم حرق الطيار الأردنى (الكساسبة)، صُدم بشدة وطلب من القيادى بالدولة الإسلامية محمد العدنانى أن يترك الجهاد مع الخلافة الإسلامية وأن يكون مثل أى مسلم عادى ويسلمونه جواز سفره لأنه لا إكراه فى الدين. وأبلغوه أنهم لن يعطوه جواز سفره لأنه لا يجوز أن يسافر إلى بلده لأنها بلاد طواغيت، وأنه يجب عليه أن يظل كأى مسلم موجود داخل البلاد الإسلامية فى الرقة. وحين عرض على الزواج تزوجنا وأحببنا بعضنا وحاولنا أن نعيش فى المدينة ونتفادى عناصر التنظيم، لأنه تركهم وستظل العين عليه لأنه دائماً مراقب. وزوجى أصلاً لم يكن مقتنعاً بفكرة الجهاد، ومن المستحيل أن تقنع شخصاً بشىء وهو غير مقتنع، فقال لى منذ أول زواجنا إنه يجب علينا أن نجد شخصاً يهربنا من «الرقة» خارج سوريا، ومنذ ذلك اليوم نحاول تدبير حالنا، ولكننا تعذبنا فى هذه الفترة كثيراً، وهناك مهربون تابعون للدولة، ومن الممكن أن يسلموا من يحاولون الهرب إلى عناصر التنظيم حتى ينفذ فيهم القصاص والقتل.
وهل شاركت فى عمليات إعدامات وقطع رؤوس؟
- نعم، رأيت بعينى عملية قطع رأس رجل عراقى، وحين سألتهم عن السبب، قالوا إنه هرب زوجته وأولاده إلى تركيا بلاد الكفر. وآخر مرة فى حملة تحرير الرقة، كان لدينا فرصة للمغادرة وكانوا مشغولين ببعض الأشياء ولا يركزون معنا، فذهبنا إلى منطقة بالقرب من الرقة وأتممنا نحو أسبوع، ورأينا الحواجز الكردية التى طالبتنا بتسليم أنفسنا لأن زوجى ترك الدولة الإسلامية ولن يكون هناك شىء ضده، ووصلنا فعلاً للحواجز ورفعنا العلم الأبيض واستسلمنا أنا وزوجى، فأخذوا الرجال فى مكان ونحن وأولادنا فى مكان آخر. عانينا الكثير ونحن لم نشارك فى شىء وليس لنا علاقة بـ«داعش».
لكن زوجك كان مقاتلاً فى «داعش»؟
- أنا أعرف تماماً أن زوجى لم يقتل أحداً ولا شارك فى القتال.
وكيف كنتم تعيشون فى الرقة؟
- كنا ننفق الأموال من خلال أهله، فقد كانوا يرسلون له أموالاً لأنه كان تاجر ذهب معروفاً فى المغرب، وبالمناسبة كفالة الدولة الإسلامية 50 دولاراً فقط، وهى أموال لا تكفى سوى لشراء بنطال وقميص فقط، وحين تزوجنا أرسل له أهله 5 آلاف دولار واشترى سيارة.
وكيف أرسلوها لكم؟
- أى شخص يمكنه إرسال أموال من خلال المكاتب الخاصة بهذا فى شارع المنصور، وأغلب المهاجرين كذلك لم يكونوا يعتمدون على الكفالة أو الراتب، بل كانوا جميعاً يحصلون على أموال من أهاليهم فى بلادهم سواء فى أوروبا أو أى دولة أخرى، وكنا نعيش فعلياً على الحوالات.
{long_qoute_2}
وكيف ترين مستقبلك بعد سنوات فى أحضان «داعش»؟
- أرى أن مستقبلى حالياً «صفر»، ولا أعلم ماذا أفعل.. أنا أجلس هنا فى المخيم ولا أعلم المستقبل ولا أعلم أين سأذهب وماذا سأفعل بعد ذلك. أنا أعرف أن أى إنسان يذهب لبلد ويطالب بحق اللجوء السياسى يكون عنده حصانة وحقوق، ونحن لم نرَ أى شىء من هذا، فأنا أطالب برؤية زوجى منذ 4 أشهر، أريد فقط أن أطمئن عليه لمرة واحدة ولكنهم يمنعوننى ولا أعلم لماذا. حتى المجرمين فى كل أنحاء العالم يكون لديهم فرصة للقاء أهلهم، لا أعلم لماذا يفعلون هذا معى. الإنسان يخطئ وقد يهاجر إلى مكان ما، ويدرك الحق بعد ذلك ويحاول الابتعاد عنه، وزوجى ترك الخطأ منذ أكثر من 6 أشهر، أليس هذا كفيلاً بأنهم يعرفون الحقيقة، فهو لم يشارك معهم فى قتل أو حرق أو تخريب، ولم يكن جزءاً أصيلاً معهم، وطوال الوقت كان يتحاشاهم ويبتعد عنهم، وذات مرة استصدر بطاقة سورية مزورة حتى يستطيع التنقل دون أسئلة من هو وماذا يفعل وأين يذهب، استخرج هذه البطاقة من الشام وليس الرقة بنحو 400 دولار، وهو يعلم أن الخطأ الوحيد الذى فعله هو الوصول إلى هذا التنظيم، ولم يكن يرى أنه أخطأ بالزواج منى ولكنه يقول دوماً إن لكل شىء محاسن ومساوئ، وأنا أحمد الله أن معبر «باب السلامة» كان مغلقاً حتى أستطيع مقابلته ويتزوجنى. ولو خرج هو من السجن سيقرر أين نعيش، ولو قال لى فى أى مكان فأستبعه أينما يريد.