المرأة المعجزة.. هل حققت المعجزة؟!

أحمد عبده

أحمد عبده

كاتب صحفي

وندر وومن أو المرأة المعجزة.. أشهر شخصية نسائية خارقة في مجلات القصص المصورة العالمية والرسوم المتحركة.. بطلة عالم دي سي كوميكس والتي أبدعها وقدمها للعالم الطبيب والعالم والمحامي والروائي الكبير وليام مولتون مارستون William Moulton Marston، الذي ابتكر أيضاً جهاز قياس ضغط الدم  وطريقة قياسه كما نعرفها الآن! ابتكرها في البداية مع رسام الكوميكس هاري بيتر Harry G. Peter عام 1941 لتكون رمزاً للمرأة الأمريكية المؤثرة في المجتمع، والتي تشارك بدورها البطولي في الدفاع عن الوطن في فترة الحرب العالمية الثانية، ومن وقتها أخذت وندر وومن في الانتشار والتوسع لتعبر حدود الولايات المتحدة الأمريكية وتصبح رمزاً عاماً لبطولة المرأة و قوتها في كل مكان في العالم!

أتكلم اليوم تحديداً عن فيلمها الجديد بنفس الاسم والذي جسدت فيه الشخصية النجمة العالمية الفاتنة جال جادوت Gal Gadot (العديد ينطقها جادو على أساس أن حرف التي لا ينطق في نهاية الكلمة في بعض اللغات ولكن النطق الصحيح جادوت!)، وهو يعد أول أفلام وندر وومن السينمائية في عالم دي سي السينمائي DCCU  وفي عالم السينما الحديث أيضاً، والجميع كان ينتظر عرضه منذ بداية الترويج له بشغف! الجدير بالذكر ان هناك بعض الحملات التي كانت تدعوا لمقاطعته في المنطقة بسبب ان النجمة جال جادوت قد ولدت في إسرائيل، وخدمت لفترة في الجيش الإسرائيلي! السؤال هنا هل هذا السبب حقاً يستدعي مقاطعة عمل فني كبير ومنتظر كهذا؟! الإجابة على هذا السؤال بشكل عام متروكة لكل قارئ أو مشاهد على حدة، ولكن في رأيي المتواضع هذا لا يؤثر على العمل أو الفيلم في شيء! فالعمل ضخم جداً ويشارك فيه عدد كبير جداً من الفنانين والنجوم وفرق العمل المتنوعة من العالم كله، ولم يروج له على أنه عمل إسرائيلي مثلاً أو لرفع شعار معين يخص إسرائيل، حتى جال نفسها في كل لقاءاتها عن الفيلم لم تتحدث عن هذا ولم ترفع شعار محدد أو غيره.. فقط هي ممثلة مميزة ومجتهدة تؤدي دورها في عمل ضخم عالمي وكبير ليس أكثر!

بعد مشاهدتي للفيلم ودون أي حرق لأحداثه المثيرة، أرى أنه كان مميزاً جداً ورائعا وحماسيا بشكل كبير، وقد جاء في صورته وشكله الأنسب لكل الجمهور الذي كان ينتظره! إخراج العمل كان مميز جداً و التصوير رائع و خلاب و تصميم الشخصيات بشكل عام جاء مقارب و مماثل جداً للكوميكس مما جعل متعة المشاهدة أكبر و خصوصاً لمتابعي كوميكس وندر وومن في العالم! الفيلم يدور حول ديانا برنس فتاة الأمازون التي تركت عالمها النسائي الذي تعرفه "ثميسكيرا" لتدافع عن عالم ذكوري لا تعرف عنه شيء و لتخلصه من براثن إله الحرب في الحضارة الإغريقية "آريز" و الذي يكتسب قواه و ينمو أكثر من خلال حروب البشر و الرجال فيما بينهم و من خلال المزيد من العنف و الحروب و القتل الممثل في الحرب العالمية الأولى! وندر وومن...البطلة الخارقة التي وهبت نفسها للدفاع عن من لا يمكنه الدفاع عن نفسه! بالطبع الفيلم يستحق المشاهدة!

زي المرأة المعجزة جاء مماثل لزيها في الكوميكس لأشهر نسخة من ازيائها المعروفة للقراء و تصميم الشخصيات كان مميز جداً و أقرب للشخصيات الأصلية في الكوميكس و أخص بالذكر شخصية العالمة الشريرة المخبولة دكتور مارو أو بويزون بفكها الصناعي المرعب وشكلها المريب و التي جسدتها الممثلة الإسبانية إلينا آنايا Elena Anaya بأدائها المميز، و أيضاً شخصية القائد العسكري الشرير لودندورف بنظراته الشريرة و نبرة صوته الجشاء المخيفة الذي جسده داني هيوستون Danny Huston! و طبعاً لا يمكن ان ننسى النجم المذهل كريس باين Chris Pine و الذي لا شك يشترك في بطولة العمل مع جال جادوت بأدائه المميز و شكله الوسيم و خفة ظله و الذي جاء في محله تماماً مماثلاً لشخصية ستيف تريفور في الكوميكس! ولا ننسى ايضاً فرقته الإنتحارية الطريفة التي كانت مكملة للعمل بشكل لطيف! أما إله الحرب الأغريقي "آريز" فقد جاء تصميمه مميز جداً و مماثل للكوميكس و جاء بقوة و مؤثرات حقاً مرعبة و لكنه في النهاية لم يصمد طويلاً في قتاله مع وندر وومن و مواجهتها مما أضعف مشهد الصراع الأخير و قلل من حماسته جداً في رايي! كان يمكن لمشهد الصراع الأخير أن يكون أقوى و أمتع من هذا بكثير و ربما يكون هذا مأخذي الوحيد على الفيلم!

أما النجمة جال جادوت بعد هجوم كبير عليها جاء من الكثيرين قبل عرض العمل و الذي توقف و تحول فجأة كله لإنبهار و إعجاب كامل بها بعد العرض الأول! فقد كانت مذهلة حقاً و أضافت كثيراً للشخصية بجسمها الرياضي الممشوق و جمالها الفاتن المميز و أدائها البريء الرائع و الذي يتناسب مع براءة فتاة تتعرف على العالم الذي يقوده الرجال لأول مرة، فعلاً أبدعت و انسجمت جداً مع الشخصية في الكوميكس و ستبقى لا شك علامة فارقة لفترة طويلة كـ وندر وومن و ستظل أيقونة لوندر وومن في عوالم الكوميكس و الأفلام و ألعاب الفيديو لفترة طويلة جدااااً! أو كما يقول أصدقائي الأمريكان She nailed it!

قبل نهاية المقال أحببت سريعاً التعليق على بعض الأراء التي تشير إلى ان الفيلم ما هو إلا نسخة نسائية من سلسة أفلام كابتن أمريكا في عالم مارفل مستندين على ان احداث الفيلم جاءت في نفس الفترة (الحرب العالمية) و على ان وندر وومن و كابتن أمريكا يشتركان في الدرع! أرى ان هذه طريقة غير صحيحة من البداية في تقييم اي عمل فني، فالعمل الفني هو خلطة مستقلة تقيم على حدة بدون مقارنتها بعمل آخر لا يتعلق بها ولا يمت لعالمها بأي صلة...السؤال هنا...بعيداً عن كابتن أمريكا...هل الخلطة الفنية بجوها الدرامي أعجبتك كمشاهد أم لا؟! أيضاً المتشابهات كثيرة جداً في عولم الكوميكس و السينما و الخيال و إذا فتحنا المجال للبحث عن المتشابهات و إفساد المتعة و المشاهدة يمكن ان نصل بسهولة لأوجه شبه كبيرة بين توم آند جيري و الأب الروحي أو بطوط و هلك على سبيل المثال بدون اي فائدة او معنى!

تقيمي العام للفيلم 9 من 10 وكان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك!

لا تنسوا أن كل هذه مجرد آراء واجتهادات ومحاولات، ولهذا ننتظر آرائكم واستنتاجاتكم في الردود بالأسفل.. هل المرأة المعجزة حققت المعجزة؟!