«طوبجية الإسكندرية».. مساكن آيلة للسقوط على «كنوز أثرية»

«طوبجية الإسكندرية».. مساكن آيلة للسقوط على «كنوز أثرية»
- أهالى المنطقة
- الآثار اليونانية
- اللواء محمد
- المرافق والخدمات
- المنطقة الأثرية
- المهندس محمد عبدالظاهر
- انهيار جزئى
- تحت الأرض
- آيلة للسقوط
- أهالى المنطقة
- الآثار اليونانية
- اللواء محمد
- المرافق والخدمات
- المنطقة الأثرية
- المهندس محمد عبدالظاهر
- انهيار جزئى
- تحت الأرض
- آيلة للسقوط
«انتظار الموت فى مساكن آيلة للسقوط».. عنوان يجسد حياة 772 أسرة مكونة من أكثر من 5000 شخص من أهالى منطقة «الطوبجية»، بكرموز غرب الإسكندرية، صنفت لجان الحى منازلهم بأنها «داهمة الخطورة»، لتتحول حياة السكان إلى مأساة تهدد بكارثة إنسانية تودى بحياة المئات الذين ضاعت قضيتهم لخلاف بين «الآثار» والمحافظة.
خلف عمود السوارى الأثرى، فى المنطقة الأثرية بكرموز، شُيدت مساكن «الطوبجية» فى عهد «عبدالناصر»، إلا أنها تحولت إلى منطقة عشوائية بمرور الزمن، آلاف البشر يعيشون فوق كنوز من الآثار اليونانية والرومانية، 772 أسرة يعيشون فى عقارات مهددة بالانهيار فى أى لحظة، لا يكاد يمر الشهر على أبناء المنطقة إلا ويحدث تصدع أو انهيار جزئى فى أحد المنازل، وعلى الرغم من تزايد التصدعات والشروخ، لا يملك الأهالى حلاً آخر سوى البقاء فى منازلهم المعرضة للانهيار، رافضين الانتقال إلى مساكن توشكى أو عبدالقادر التى عرضها عليهم الحى، لبعد المسافة عن أعمالهم، مطالبين بالانتقال لمساكن «بشاير الخير» بغيط العنب.
محمد إبراهيم، 30 عاماً، أحد سكان بلوك 6 بالطوبجية، أكد أن تصميم المساكن يشبه عنابر السجن، أقل أسرة تتكون من 5 أفراد، يعيشون فى حجرة وصالة صغيرة، ومطبخ وحمام، مضيفاً: «رضينا بالهم والهم مش راضى بينا.. تقدمنا بالعديد من الشكاوى لحى غرب، لإصدار قرار ترميم للبلوكات، فاكتفى مسئولو الحى بمطالبة الأهالى بمغادرة المساكن، والانتقال إلى مساكن توشكى أو عبدالقادر، لإزالة البلوكات بعد رفع دعوى قضائية من هيئة الآثار بدعوى ملكيتها للأرض، على الرغم من كون البلوكات تمليكاً وليس تابعة للمحافظة».
{long_qoute_1}
وتابع: «تم إنشاء مساكن الطوبجية وشهرتها (مساكن السجن) فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والآن أصبحت تشكل خطورة داهمة على حياة السكان ونناشد الدولة التدخل لإعادة تطوير المساكن أو نقل السكان إلى مساكن بشاير الخير 1 أو 2 حفاظاً على سلامتهم»، موضحاً أن أهالى المنطقة فقراء وحالتهم يرثى لها، ولا يتمكنون من مغادرة منازلهم لأنها بالقرب من أعمالهم.
وأشار أيمن فاروق، أحد سكان بلوك 7، إلى أنه يعيش حالة من الرعب مع أسرته المكونة من 7 أفراد بسبب تهالك البلوك، ولا يملك مسكناً بديلاً، فيعيش بالبلوك المتهالك فى حجرة وصالة ومطبخ وحمام، وأكد أشرف حمامة، 52 عاماً، أحد سكان بلوك 3 بذات المساكن، أن أسرته مكونة من 5 أفراد، وأنه شكا للحى من انهيار المسكن منذ 7 سنوات، ولم يصدروا أى قرار ترميم حتى الآن، وأضاف: «أصدرت محافظة الإسكندرية فى عهد المهندس محمد عبدالظاهر، المحافظ الأسبق، قراراً بإخلاء بلوك 3، بعد حدوث تصدعات فى العقار، ومنح الأهالى وحدات سكن جديدة بمساكن توشكى، ما أثار استياء السكان لبعد المساكن البديلة، عن أماكن أعمالهم، وطالبوا بالانتقال لمساكن غيط العنب، ونائب دائرة كرموز مشغول دائماً، ولم يستجب لشكاوى الأهالى.. ماحدش شافه وضحك على الناس كلها».
حنان عبدالرحمن، من سكان بلوك 1، تعيش برفقة أسرتها المكونة من 3 أفراد، لم توافق على قرار الانتقال إلى مساكن توشكى، أسوة بباقى سكان البلوكات بسبب نقص المرافق والخدمات وبُعد المسافة، بالإضافة إلى أن الحياة بالمنطقة غير آدمية، ولا يوجد بها مستشفيات لإسعاف المرضى: «الموت تحت الأنقاض أفضل من الموت على يد البلطجية أو الإهمال فى منطقة توشكى بغرب الإسكندرية»، وقال السيد جميل، أحد السكان، إن مساكن الطوبجية تم إنشاؤها فى منطقة أثرية مليئة بالكنوز، ويوجد سرداب تحت الأرض حتى كوم الشقافة: «الأرض دى مليانة بالخير عشان كده عاوزين يمشونا منها لذلك قامت هيئة الآثار برفع دعوى قضائية».
من جانبه قال اللواء محمد عبدالوهاب، رئيس حى غرب الإسكندرية، إن قرار نقل السكان إلى «بشاير الخير» بغيط العنب صعب تنفيذه، لأن الوحدات المنفذة ببشاير الخير 1 أو 2 تشغلها عائلات أخرى، تم نقلهم من عشوائيات إلى مساكن غيط العنب، وتم صدور قرار بإزالة المساكن حتى سطح الأرض، لخطورتها الداهمة على حياه السكان، ولكن الأهالى لن تستجب للقرار، وأضاف أن الأهالى وقَّعوا على تعهدات برغبتهم فى البقاء بمساكنهم على مسئوليتهم الخاصة، وعدم الانتقال إلى مساكن توشكى المؤقتة، لحين انتهاء موافقة وزارة الآثار ببناء وحدات أخرى بالطوبجية.