الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية: إعلان الفيدرالية فى شمال سوريا لا يعنى الانفصال.. ومشروعنا يعترف بالدولة السورية الموحدة

الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية: إعلان الفيدرالية فى شمال سوريا لا يعنى الانفصال.. ومشروعنا يعترف بالدولة السورية الموحدة

الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية: إعلان الفيدرالية فى شمال سوريا لا يعنى الانفصال.. ومشروعنا يعترف بالدولة السورية الموحدة

قالت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، إن إعلان الفيدرالية فى شمال سوريا لا يعنى الانفصال عن سوريا أو إعلان الاستقلال، مؤكدة أن مشروع الفيدرالية فى شمال سوريا يعترف بوجود دولة سورية موحدة لها نظام لا مركزى ديمقراطى يشمل كل المكونات من عرب وأكراد وتركمان وسريان وغيرهم. وقالت «أحمد»، فى حوار لـ«الوطن» من شمال سوريا، إنهم ليس لديهم أى تحفظات على الحوار مع النظام حول مشروع حل ينقذ سوريا من حالة التشتت الموجودة حالياً، مشيرة إلى أن «النظام لا يزال يتعنت فى التعاون معنا، ولكن الأوضاع على أرض الواقع أثبتت أنه لم يعد بإمكان الحكومة السورية العودة إلى الوراء واعتبار السنوات الست الماضية وكأنها لم تكن». وإلى نص الحوار:

بداية، اشرحى لنا كيف بدأتم وأين أصبحتم فى سوريا الديمقراطية؟

- عندما بدأنا بهذا النضال، كنا نواجه مسألة سياسات تعسفية مارسها النظام المركزى فى مواجهة المجتمع بشكل عام، ولكن كمكونات وثقافات موجودة فى سوريا، عانينا كثيراً من السياسات الشوفينية التى مارسها النظام، لذلك مع بداية الأحداث وحتى الآن، السياسة التى اتبعناها فيما يتعلق بالحل كانت بعيدة ومختلفة عن السياسات والنهج الذى سارت فيه أطياف أخرى من المعارضة فى مواجهة النظام، فهم اتبعوا الحل العسكرى وقلدوا السياسات المركزية التى اتبعها النظام والسياسات الشوفينية له، ولكننا حاولنا دوماً أن نكون أكثر واقعية ونتبع سياسة أكثر ملاءمة للوضع الداخلى فى سوريا وتتلاءم مع التنوع فيها، خصوصاً فيما يتعلق بتغيير بنية النظام، ولذلك سياستنا سلمية تسعى للتغيير فى بنية النظام وفى الدستور، ولذلك اعتمدنا على قواتنا الذاتية فى المناطق التى تم تحريرها من «داعش»، واعتمدنا على سياساتنا الداخلية بالتشارك مع كل المكونات فيها من أكراد وعرب وتركمان وآشور وغيرهم، لذلك فإن اتباع سياسة الحياة التشاركية بين المكونات المختلفة كان لها نتائج إيجابية فيما يتعلق بتنظيم المجتمع من أصغر خلية إلى أكبر خلية، إلى جانب تطوير الدفاع الذاتى ضد أى اعتداء قد نتعرض له من أى فصيل. أستطيع القول إننا بدأنا من نقطة الصفر والآن أصبحنا فى موضع يمكننا من التفاوض مع النظام حول بناء دستور ديمقراطى يمثل كل السوريين ويعبر عن كل فئات المجتمع.

{long_qoute_1}

إذاً أنتم كقوة فاعلة على الأرض، ليس لديكم أى مشكلة فى التعاون مع النظام؟

- نحن نرفض سياسات النظام التعسفية، نرفض الاستبداد، ولكن نعترف بوجود دولة سورية موحدة يكون لها نظام لا مركزى ديمقراطى، ونقبل بالحوار معهم حول الأزمة السورية وطرح مشروع حل ينقذ سوريا من حالة التشتت الموجودة فيها الآن، وحالة الحرب الدموية والاستنزاف الدائر فى الأراضى السورية.

فكرة الفيدرالية ليست مرفوضة من قبل المواطنين.. لكن البعض يقول إنها مرحلة للاستقلال فيما بعد؟

- نحن لا نعتبر الاستقلال حلاً دائماً للشعوب، من اتبع نموذج بناء الدول القومية لم يأت بحلول، فمثلاً سوريا دولة قومية ولكن المشاكل لم تنته منها، الدولة العربية السورية لم تحقق حقوق الشعب السورى بأكمله، والاضطهاد كان للعرب كما كان للأكراد، وليس بالضرورة أن دولة قومية كردية ستحقق العدل للأكراد. نحن نعطى الأهمية لاستقلالية الإرادة والقرار فى مجال الحياة التشاركية بين الشعوب. والأكراد بطبيعتهم فى حاجة إلى إدارة أمورهم بأنفسهم ولكن بالتشارك مع المكونات الأخرى وليس بمعزل عنها، ولذلك بناء نموذج الدولة القومية ليس نموذجاً ديمقراطياً، وما نسعى إليه ليس أن نعيد إنتاج النظام القديم باسم آخر، فسابقاً كانت دولة عربية والآن تكون دولة كردية، بالطبع ليس هذا الحل لأنه لن يكون هناك فارق بينهما، وهذا يعنى أن عرقاً سيضطهد الآخر، لذلك نقول إن النظام البديل يكون مبنياً على التكامل الثقافى والجغرافى لعدة مناطق فى سوريا تحت ظل نظام برلمانى يجمع هذه المناطق الفيدرالية تحت مظلة البرلمان، وهذا سيكون نظاماً مثيلاً، وهناك العديد من الأمثلة فى العالم.

النموذج فى العراق مختلف عما نطالب نحن به، فالنموذج هناك مبنى على أساس قومى، ولكن ما نسعى إليه فى سوريا أن تكون هناك مناطق فيدرالية فى سوريا، فمثلاً يمكن أن يكون الجنوب أو الساحل فى سوريا مناطق فيدرالية بشكل يحافظ على ثقافة مجتمعاتها، وفى السابق سوريا كانت دولة فيدرالية، والآن يمكن أن تكون دولة فيدرالية على أساس ثقافى جغرافى. وهنا فى شمال سوريا لدينا كل المكونات تشارك فى الإدارة الذاتية، ولدينا كل الثقافات لبناء هذه الإدارة بشكل تشاركى. إضافة إلى ذلك، هناك واقع فى سوريا هو أن الدولة مقسمة فعلاً، هناك مناطق تحت سيطرتنا وأخرى تحت سيطرة النظام وأخرى تحت سيطرة الجماعات المسلحة، وهناك حواجز وحدود مرسومة بين هذه المجموعات، ولا يمكن للمواطنين السوريين السفر من القامشلى إلى دمشق براً إن لم يكن الطيران موجوداً، ومن حلب إلى منبج هناك حواجز أيضاً، والنظام الفيدرالى هو الذى يمكنه الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، ولكن إن تم فرض النظام المركزى بالقوة مرة أخرى على كامل الأراضى السورية، فإنها ستتجه نحو التقسيم، ولذلك أعطينا رسائل بأنه لا بد للنظام أن يبدى المرونة وأن يقبل الواقع الموجود وأن يجلس على طاولة المفاوضات كى نرسم مستقبل سوريا معاً، وإذا تم فرض شكل آخر فإن سوريا ستتجه نحو مجازر مروعة، خصوصاً فى ظل حالة الاحتقان الموجودة حالياً بين المكونات العلوية والشيعية والسنية وغيرها، خصوصا مع إخراج السنة من منازلهم وتسكينهم فى مناطق أخرى.

وما الضمانات التى تمنحونها لطمأنة المكونات الأخرى فى شمال سوريا؟

- حالياً الانتخابات هى دليل على الديمقراطية الموجودة فى شمال سوريا، والإدارات الذاتية الموجودة أيضاً، فمثلاً لكل قرية ولكل حى ولكل مدينة هناك مجالس محلية لإدارتها. والقرية عندما تكون من المكون العربى، هذا يعنى أن تلك القرية ستكون تحت إدارة المكون العربى، وإذا كانت من مكونات مختلفة فإن الإدارة ستكون مشتركة. قانون الانتخابات الموجود يضمن حقوق المكونات كلها، وحين تم وضع العقد الاجتماعى لهذه الفيدرالية تم وضعه بالمشاركة والكل صادق عليه ولم يتم إقصاء أى مكون من وضع هذا العقد الاجتماعى، أى أن القوانين وضعت من قبل كل مكونات المنطقة، وبطبيعة الحال هذا العقد الاجتماعى يعبر عن الواقع الموجود على الأرض. {left_qoute_1}

حذرتِ فى حديثك من عمليات طرد للسُنة من مناطقهم لصالح الشيعة، ولكن أنتم أيضاً تواجهون اتهامات بمحاولات فرض الثقافة الكردية على المواطنين وتهجير بعض المواطنين وفرض الثقافة الأوجلانية على العرب والسريان؟

- فى الوقت الحالى يتم مراعاة وضع كل مكون، فمثلاً فيما يتعلق بقوانين المرأة، المناطق التى تم تحريرها مجدداً وخاصة ذات الغالبية العربية، لم يتم فرض قوانين المرأة فيها، وإنما تم تأجيلها إلى أن نقوم بحملة توعية بين المجتمع إلى أن يقبل المجتمع نفسه ويطالب بتطبيق هذه القوانين. ونعتقد أنه بعد عامين أو ثلاثة، رأينا الرجال يطالبون بتطبيق هذه القوانين فى مناطق مثل تل أبيض. أما فيما يتعلق باتهامات فرض الثقافة الكردية على المنطقة، فإن التاريخ معروف للجميع.. ما قام به النظام السورى الذى عمل على تعريب المنطقة منذ عشرات الأعوام، فمثلاً كان يتم تغيير أسماء القرى مثل قرية «زرقا» التى تحولت إلى «مطلة»، وما نقوم به حالياً هو استرجاع تلك الأسماء القديمة إلى جانب ذكرها باللغة العربية، ويمكن للجميع أن يرى فى الشوارع اللافتات مكتوبة باللغات الكردية والعربية والسريانية. نحن لا نفرض الثقافة الكردية على المنطقة وإنما نسترجع الأسماء التاريخية، إلى جانب الحفاظ على الثقافات الموجودة فيها، وليس كما فعل النظام السورى الذى حاول صهر المكون الكردى فى داخل الثقافة العربية، ولا نفرض لغتنا على أى شخص، بل إننا نبث برامج باللغة العربية فى القنوات الكردية، فى حين أننا لم نر برنامجاً واحداً على القنوات السورية يبث باللغة الكردية، إلى جانب أن الأكراد كان يتم منعهم من الاحتفال بأعيادهم أو الحديث بلغتهم.

لكن ألا تعتقدين أن فرض الثقافة الأوجلانية على كل المكونات أمر مجحف وغير عادل؟

- الأوجلانية ليست ثقافة تخص الكرد فقط، فالمشروع الذى يطبق حالياً يؤمن به العرب أنفسهم ويطالبون بتطبيق الديمقراطية، أى التعايش السلمى بين المكونات فى بلد ما والحفاظ على تاريخ كل مكون فى هذه المنطقة. وبناءً على هذه الثقافة، فإن بقية المكونات بدأت تؤمن بهذه الثقافة الأوجلانية، ولذلك فنحن لا نفرضها على أحد. لهذا نقول إن الأوجلانية ليست ثقافة قومية وإنما تعتمد على تطوير الثقافات والقوميات الموجودة بشكل عام، ترسخها وترسخ أواصر العلاقات بين المكونات المختلفة، وهذه الثقافة الأوجلانية ترفض إقامة دولة قومية سواء كردية أو غيرها.

لكن أنتم بهذا الشكل تكررون خطأ النظام البعثى الذى كان يعتقد أن نظامه هو الأفضل للجميع.. وهنا أنتم أيضاً تعتقدون أن طرحكم هو الحل الأمثل؟

- إذا قامت الثقافة الأوجلانية بصهر الثقافة العربية داخلها فإن هذا سيكون صحيحاً، ولكن ما يحدث هو أن الأوجلانية تقوم بتطوير ثقافات كل المكونات الموجودة وتحافظ عليها وتمنحها حق الترشح والانتخاب وإدارة قراهم وبلداتهم، وبهذا الشكل لن يكون هناك إقصاء أو حرمان من الحقوق، فى حين أن النظام البعثى أقصى الجميع وحاول صهر المكون الكردى داخل بوتقة الثقافة العربية، والأوجلانية لا تفعل ذلك، بل تدافع عن العربى والكردى، وخير مثال على ذلك وجود عدد كبير من العرب فى قوات سوريا الديمقراطية، وهم يشاركون إيماناً منهم بهذا المشروع، فالأوجلانية ليست حزباً وإنما فلسفة يمكن لأى مكون اعتمادها أو عدم اعتمادها، وحتى الأحزاب الموجودة ليس بالضرورة أن تكون أوجلانية، فلكل منا خصوصيته، والجميع يشارك فى مشروع معين هو الأمة الديمقراطية، وهنا يكمن الخلاف الكبير بين حزب البعث وبين المشروع الذى نطرحه.

لكن ما اللغة الموجودة فى الدواوين الحكومية حالياً؟

- كل الأوراق الرسمية تكتب بثلاث لغات هى العربية والكردية والسريانية، إلى جانب أن هناك اعترافاً بحق كل مكون بكتابة وثائقه والتعلم باللغة التى يرغب بها، وهذا كمرحلة أولى، على اعتبار أن التركمانية ليست لها حروف، ولهذا عليهم إعادة إحياء لغتهم أولاً. ونحن نستخدم اللغات الثلاث فى الدوائر كلها، إلى جانب أن اللغة العربية تعتبر هى اللغة الحاكمة لأن الكل يعرفها ويتحدث بها باعتبارها لغة مشتركة بين الجميع، ولكن فى المدارس لكل مكون الحق فى التعلم باللغة التى يرغب بها.

زرنا جامعة القامشلى، وهناك أجمع الأساتذة على أن بعض المواد يتم تدريسها باللغة الكردية.. وهذا يعد فرضاً للغة الكردية على الطلاب العرب؟

- جامعة القامشلى تم افتتاحها منذ عام فقط، وهذا هو العام الثانى لها، ولا نزال فى بداية مراحلها، ولا تزال فى حاجة إلى إمكانيات وطاقات كبيرة حتى تتنوع وتتطور فيها اللغات والثقافات. ولا أدرى عن أى مواد تتحدثون، ولكن هناك بعض المواد التى تم إدخالها حديثاً ولم تكن موجودة سابقاً فى المناهج السورية، ويجوز أن هذه المواد تم تحضيرها باللغة الكردية أولاً، ولكن فى المراحل المقبلة سيتم ترجمتها إلى اللغة العربية حتى يتمكن الطلاب العرب من دراستها.

فيما يتعلق بالجانب الاقتصادى، كيف تديرون وضعكم الاقتصادى فى شمال سوريا؟

- مواردنا ذاتية وأراضينا غنية بها القمح والشعير والغاز، ومناطقنا تعد سلة غذائية بالنسبة لسوريا بالكامل، ونحن نستفيد من هذه الإمكانيات، ولدينا نظام ضرائبى ونظام جمارك يتم الاستفادة منه. النظام الإدارى الموجود نظام متكامل.

{long_qoute_2}

فيما يتعلق بمجال البترول.. كيف تتعاملون معه؟

- حتى الآن حافظنا على البترول فقط، ولم نستخدمه إلا لتأمين الاحتياجات المحلية لسكان مناطقنا. الموارد تبقى قليلة جداً بالنسبة لما هو موجود فى المنطقة، ولكن حاولنا بشكل دائم ألا نحتاج لاستيراد المحروقات من الخارج لأننا محاصرون ومن غير الممكن أن نستورد أى مواد من الخارج، ولذلك اعتمدنا على المصافى الداخلية.

ولكن هل تبيعون النفط للنظام السورى؟

- تبقى هذه المسألة ضمن إطار مؤقت، أحياناً نعم وأحياناً لا، بما يؤمّن احتياجات المنطقة.

وما طبيعة علاقاتكم مع النظام سياسياً واقتصادياً؟

- على المستوى السياسى حاولنا أن نفرض نموذجاً للحل، ولكنهم دائماً يرفضون ويتعاملون على أن المسألة مرحلية ووقتية، ويعتقدون أنه فى مرحلة من المراحل يمكن القضاء على كل ما تم بنائه. ولكن ما وصلنا إليه حالياً، يثبت أنه بات من غير الممكن للنظام أن يغير ما حدث. {left_qoute_2}

لكن هل تواصلتم مع النظام؟ هل حدثت مفاوضات بينكما؟

- منذ بداية الأحداث، وحين غير النظام بعض مواد الدستور فيما يتعلق بالأحزاب، شكلنا حزباً سورياً يتضمن كل المكونات، وقدمنا طلباً للحكومة ولكنها لم توافق. واضطررنا إلى الاعتماد على ذاتنا وتنظيم مجتمعنا داخلياً، وسياسياً لم تكن هناك علاقة مع النظام. وفى المراحل الأخيرة صارت مفاوضات بيننا بوساطة روسية، ولكن النظام لم يكن جدياً فى هذه المفاوضات، وتصرف كما لو أن الأمر تكتيكى يمكن أن ينتهى، والآن هناك تصريح لوزير خارجية سوريا وليد المعلم بشأن الإدارة الذاتية، ولكن هم دوماً ينظرون للمسألة على أنها كردية فقط لحصرها فى القومية الكردية فقط، من خلال بعض الحقوق الثقافية لهم، ولا نية لديهم لحل القضية، ونحن وصلنا إلى مرحلة لا بد من قبول أو الاعتراف بالموجود باعتباره جزءاً من سوريا، والفيدرالية الموجودة حالياً جزء من سوريا، ولا بد من وضع قانون لكيفية التواصل مع العاصمة «دمشق» ضمن إطار دستورى، ولا بد للنظام أن يفكر فى هذا الأمر، ولكنه لا يتحمل تلك المسئولية وإنما يصر على إعادة إنتاج النظام القديم بشكل آخر، ويتحدث عن دستور جديد، ولكن هذا الدستور لا يضمن أى تغيير أو نظام ديمقراطى، وبات من الصعب أن يرفض النظام ما حدث فى هذه المناطق.

إذا طلبت الحكومة السورية منكم التفاوض.. هل ستكون لديكم شروط مسبقة؟

- ليس لدينا أى شروط.. نحن لا نتعامل مع القضية كما تتعامل معها بعض جماعات المعارضة التى تشترط رحيل بشار الأسد أولاً، ونحن نقول إننا مستعدون ومشروعنا جاهز للجلوس على طاولة المفاوضات والنقاش حول المشروع. والعقد الاجتماعى الذى وضعناه به بند أخير ينص على أن هذا العقد مؤقت إلى حين التفاوض والتوافق عليه من كل السوريين، وهذا يعنى أننا منفتحون على التفاوض مع الجميع بدون أى شروط.

فيما يتعلق بعلاقاتكم الخارجية.. الولايات المتحدة هى أكبر داعم لكم رغم اتهامات «أردوغان» لكم؟

- نحن نواجه مشكلة الإرهاب، وقد عانينا كثيراً فى كوبانى فى وقت لم نتلق فيه أى دعم من أى قوة لا دولية ولا محلية، ولهذا اعتمدنا على أنفسنا، وبعدها الولايات المتحدة عرضت مساعداتها علينا ونحن كنا بحاجة إليها، ومن غير المعقول أن نرفض مساعدتهم لأن الوضع كان سيئاً جداً، والعلاقة مع الولايات المتحدة تنحصر فى إطار الحرب على الإرهاب والتوجه نحو بناء نظام ديمقراطى فى المنطقة وفى سوريا تحديداً.

أفكاركم أقرب إلى اليسار.. فكان من الطبيعى أن تكونوا أقرب إلى الاتحاد الروسى وليس الأمريكان؟

- أفكارنا ديمقراطية ولا ننكر أن لها أساساً اشتراكياً، ولكن التغيير الذى حدث فى الفكر ضمن إطار أن الاشتراكية التى ننادى بها اشتراكية ديمقراطية منفتحة على كل أفكار المجتمع، ونحن حالياً نقول إن الديمقراطية تضمن كل المكونات، المتدينين واليساريين وغيرهما، كل فئات المجتمع يمكن أن تدخل ضمن هذا المشروع وليس لنا اتجاه واحد بالتعامل مع قوة واحدة دون الثانية، نحن نتعامل مع الروس ومع الأمريكان أيضاً.

لكن البعض يقول إنكم صنيعة الأمريكان؟

- حاربنا داعش وحققنا انتصارات عظيمة عليه فى مواجهة الإرهاب، والحكومة الأمريكية تقدر ذلك ولم تكن تتوقع حدوث هذه الانتصارات. كل الدول تقدر ما تقوم به قوات سوريا الديمقراطية فى مواجهة الإرهاب.

قلت إن لديكم علاقات مع روسيا أيضاً.. ولكنها قصفت مواقع لقواتكم بشكل متكرر فى دير الزور؟

- الحرب الدائرة فى سوريا ليست فقط حرباً ضد الإرهاب، ويمكن القول إن ما يحدث هو حرب عالمية ثالثة بين القوى الدولية، ما يهمنا نحن كمجلس سوريا الديمقراطى تحرير بلادنا من الإرهاب والتخلص من الاستبداد، ولكن قد يهم القوى الدولية مصالحها فى المنطقة. الطيران الروسى قصف قوات سوريا الديمقراطية لعدة مرات فى «عفرين» و«منبج» و«دير الزور» و«الطبقة»، هناك محاولات لوضعنا فى جبهة معينة وهذه إحدى تلك المحاولات، فإما أن نكون مع هذه القوة أو مع تلك، ونحن نقول إننا سوريون تهمنا مصلحة سوريا والسوريين أولاً، ولكن نرغب فى أن يكون لدينا عدة حلفاء وليس حليفاً واحداً، وبما أن الروس يقولون إن هدفهم القضاء على الإرهاب فأهلاً وسهلاً، وإذا كان التحالف الدولى يقول إنه يحارب الإرهاب فليتفضل.

لكن لكل طرف دولى تعريف مختلف عن الإرهاب.. وهناك أطراف تدعم جماعات نراها جميعاً إرهابيين.. وأصبحت كلمة إرهاب مطاطة جداً؟

- هناك مشاريع فى سوريا لسيطرة تركيا أو لسيطرة الشيعة على المنطقة، وهناك الآن تحالف روسى إيرانى تركى فى إدلب وبعض المناطق الأخرى. هناك من يريد تطبيق مشاريع معينة فى سوريا، ولكن القضية الأساسية أن الإرهاب موجود والجميع يحاربونه. وهناك أزمة فى الحقيقة، فمثلاً كيف يتحرك الطيران الروسى والأمريكى فى الأجواء السورية بدون التنسيق حتى لا تحدث صدامات بينهما، وبالتالى هناك تنسيق بين الجانبين، وتبقى مسألة دير الزور مهمة لكل الأطراف، ويهمنا أن نغلق حدودنا فى وجه الجماعات المتطرفة، ويهمنا أن نمنع حملات التشييع فى بلادنا، ولهذا عندما تتقدم قواتنا يتم قصفها.

الجميع يشتكى من حرب عالمية فى سوريا.. هل تتفقين مع استعانة الحكومة السورية بقوات أجنبية على الأرض؟

- لو أن النظام أجرى عمليات تغيير منذ البداية لما احتاج الاستعانة بأى قوات أجنبية ولا حمل السلاح ضد شعبه، وبسبب تزمته آلت الأحداث إلى ما هى عليه الآن. وليس من الصحيح الاستعانة بقوات أجنبية، ولكن مسألة القضاء على الثورة التى تحولت إلى حرب بالوكالة، ولم يعد هناك ثورة، وهى أزمة تحولت إلى فوضى عارمة ولا بد أن تنتهى ليتم تنظيم المنطقة من جديد.

لكن هل تستعينون بقوات أجنبية إلى جانبكم؟

- قواتنا سورية، ولكن فى حملة تحرير كوبانى جاءت مجموعات من الشباب التركى إلى كوبانى للمشاركة فى قتال داعش، ولا يزال هناك بعض الشباب من أوروبا وتركيا وأمريكا يأتون للمشاركة فى حربنا ضد الإرهاب.

فى الفترة الماضية حدث هجوم مفاجئ لـ«داعش» بشكل لم يكن متوقعاً.. هل هذه هى رسالة من بعض الأطراف الدولية التى تدعمه؟

- الهجوم العكسى لـ«داعش» فى الرقة كان بسبب انسحابه من مناطق معينة فى دير الزور وتسليمها إلى النظام، لتعزيز قواتهم فى الرقة وتركيز هجومهم هناك. التكتيك الذى يستخدمه داعش ضد قوات سوريا الديمقراطية يتسبب فى بعض محاولات الخلاص من الهجوم الذى يتعرض له التنظيم الإرهابى، وهذا حدث سابقاً فى كوبانى. صحيح أن هناك أطرافاً دولية وإقليمية تدعم داعش، ولكن لا يمكننا تسميتها تحديداً.

أى علم ترفعون حالياً؟

- ليس لدينا علم محدد، فهناك تنظيمات وأحزاب مختلفة.


مواضيع متعلقة