بالفيديو والصور| «عين عيسى».. الهروب من ويلات القتال إلى جحيم المخيمات

بالفيديو والصور| «عين عيسى».. الهروب من ويلات القتال إلى جحيم المخيمات

بالفيديو والصور| «عين عيسى».. الهروب من ويلات القتال إلى جحيم المخيمات

أينما حلت الحرب، كان المتضرر الأكبر هو المواطنين المدنيين ممن يعيشون فى المناطق التى تشهد تلك النزاعات، وقد يصل هذا الضرر فى بعض الأحيان إلى نزوح مئات الآلاف من منازلهم والاضطرار إلى الانتقال لمخيمات للنازحين، سعياً وراء بقعة هادئة آمنة يمكنهم الهرب فيها من ويلات وتبعات القتال، لكن هذا النزوح عادة ما يترافق مع أوضاع إنسانية صعبة، فكيف يمكن لمنظمة محلية أو حتى أممية تحمُّل تكاليف إيواء مئات الآلاف يومياً؟ والأهم هو الشعور الذى يختلج فى قلوب هؤلاء النازحين.. هل فروا فعلاً من جحيم الحرب ونجوا؟ أم أنهم فروا من جحيم إلى جحيم آخر؟! حتى باتت مخيمات النازحين واللاجئين قصة تكاد تتكرر فى كل لحظة وبنفس التفاصيل فى كل مكان تندلع فيها الحرب.

لم تجف دموع جميلة النجار منذ ثلاثة أشهر، فمنذ أن خرجت المرأة العجوز وولداها الاثنان من «الرقة» هرباً مع جيران لهم من جحيم «داعش»، وهى تجلس على باب خيمتها فى مخيم «عين عيسى» للاجئين، منتظرة عودة نجلها الأكبر «إبراهيم». تنظر إلى السماء تتضرع إلى الله أن يعيد إليها أكبر أبنائها لتحتضنه من جديد، فالأم الستينية تخشى النوم حتى لا تطاردها كوابيس جثة ابنها مقطوعة الرأس. «الحسبة قبضوا على ولدى، ولم يخبرنا أحد لماذا قبضوا عليه، كنت أعيش فى (الرقة) مع أولادى الثلاثة متحملين كل مشاكل داعش.. كنا نغلق بابنا علينا ونصمت، عايشين فى حالنا زى ما بيقولوا»، قالتها المرأة العجوز بينما كانت عيناها زائغتين تبحثان عن بارقة أمل لرؤية ابنها من جديد، لتضيف: «جاءت الحسبة وقبضوا على أولادى الثلاثة، لم يخبرونى بالسبب. بعد فترة أفرجوا عن اثنين بعد أن سألوهما عن أخيهم وعلاقاته، وبقى إبراهيم محتجزاً، وحاولت كثيراً أن أعرف التهمة الموجهة إليه ولكن لم يخبرنى أحد، حتى جاء لى أحد معارفنا ذات يوم وأخبرنى أن الدواعش ذبحوا ابنى، بتهمة التعاون مع قوات التحالف والكفر وقتال جنود الخلافة الإسلامية». يختنق صوت الأم وتكبت دموعها، لتؤكد: «فوراً ذهبت إلى الحسبة.. سألتهم، ولكن لم يخبرونى إن كانوا قتلوا ابنى أم أنه لا يزال محبوساً، طلبت منهم أن أرى جثته إن كانوا قتلوه فعلاً، ولم يردوا علىّ.. فاضطررت إلى البحث عن جثته فى كل مكان.. بحثت حتى فى مقالب القمامة التى يرمون بها من يقتلونهم، ولكننى لم أجدها». صمتت «جميلة» التى ذبل جمال وجهها، ونظرت للسماء بنظرات يكسوها التوسل: «عندى أمل كبير أجده أمامى.. تفتكر رحموه، أريد فقط أن أحتضنه وأضمه لصدرى، لا أستطيع تصديق أنه ذُبح». «جميلة» تصف رحلة خروجها من «الرقة» بـ«القاسية»، لكنها تؤكد أنها «ليست أقسى من مرارة انتظار ولدى الغائب دون أن أعرف مصيره.. أحى هو أم ميت».

{long_qoute_1}

أمام بوابة مخيم «عين عيسى» للاجئين فى بلدة «عين عيسى» بمنطقة شمال سوريا، كانت العشرات من السيارات التى تحمل النازحين تتراص انتظاراً لدورها فى الحصول على تصريح بدخول المخيم وتسلم المعونات التى تقدمها المنظمات المحلية والدولية. «كل يوم تأتى مئات السيارات التى تحمل نازحين جدداً.. تحولت المدينة إلى مدينة النازحين، ولا يمكننا إلا أن نستقبلهم ونحاول توفير حياة كريمة لهم»، هكذا تقول إلهام صالح، مسئول العلاقات بمجلس مدينة «عين عيسى».

هنا فى شمال سوريا، تركت الحرب علامة وأثراً فى كل مكان وكل ركن.. صنعت جروحاً لا تندمل فى نفوس ملايين السوريين، لم يعد هناك بيت لا يرفع راية شهيد، ولا أم لا تنتظر ابناً يقاتل لا تعلم إن كان سيعود لحضنها أم ستودعه شهيداً فى رحاب ربه.. الكل حبيس الحرب التى لم تضع أوزارها بعد منذ ما يربو على 6 أعوام حتى الآن.. مأزومة سوريا ومجروح أبناؤها ومحبوسة أنفاسهم فى انتظار فرج لا يعلم إلا الله متى يكون.

فى مدخل المخيم كان المشهد صادماً، رجال استبد بهم التعب والإرهاق يحملون كل ما استطاعوا حمله فى رحلة طويلة من «الرقة» إلى «عين عيسى»، ربما لا تزيد المسافة على 30 كيلومتراً بين المدينتين، إلا أن أغلبهم قطع أكثر من 100 كيلومتر فى رحلة دفعوا فيها ربما كل ما يملكون للهروب من جحيم «التنظيم»، ونساء حملن أمتعتهن فوق رؤوسهن فى انتظار تحديد خيمة تصير منزلاً لهم لمدة لا يعلمها إلا الله، وآخرون كانوا قد استوطنوا المخيم منذ أشهر وأقلموا حياتهم على هذا الوضع فقرروا استغلاله بأقصى الوسائل الممكنة، فحولوا مدخل المخيم إلى سوق.. فيه تجد كل ما قد يحتاج إليه النازحون، بداية من الجبن والمأكولات والملابس والأحذية، وحتى الإنترنت ووسائل الاتصال الدولية والمحلية حتى يتمكن قاطنو المخيم من التواصل مع أهاليهم، فأصبح النازحون واللاجئون داخل المخيم وكأنهم مواطنون فى وطن جديد.. أصبحوا أهلاً وأسرة واحدة بعدما فقد الكثير منهم عائلاتهم وأسرهم. {left_qoute_1}

فى خيمة صغيرة بوسط المخيم، وقف أنس عبدالرازق يطعم عصفوره الحبيس الذى أصر أن يصحبه معه رغم اعتراض المهرب الذى أخرجه بصعوبة من مدينة «الرقة». «طلعنا من هناك بصعوبة بالغة»، قالها الشاب العشرينى بينما كان يتذكر مرارة ما تعرض له، مضيفاً: «دفعت 10 آلاف ليرة لمهرب، حتى نتمكن أنا وأسرتى المكونة من 12 فرداً من الهرب.. أخدنا المهرب ليلاً فى رحلة مرعبة حتى أوصلنا لحاجز قوات سوريا الديمقراطية». نظر الشاب إلى السماء والتفت إلى القفص المعلق على عصا الخيمة: «كنا محبوسين مثل هذا العصفور، لكنه معزز مكرم، وكنا مهانين». صمت الشاب قليلاً وسرح بنظره فى الأرض: «كانت حياة صعبة قاسية، كان لا بد أن نعيش طبقاً لشروطهم أو نموت ذبحاً وصلباً، ادعوا أنهم كانوا يقيمون شرع الله لكنهم كانوا أبعد ما يكون عن الله ورسوله وشريعته، فشلوا فى فرض العدل ونجحوا فى الظلم وسفك الدماء، أبسط عقوبة عندهم الجلد، قطع الرأس كان سهلاً لأبعد الحدود، لو لبست بنطلون طويل تُسحب على الحسبة، وتُجلد 60 جلدة. لو شربت سجائر تُجلد، لو حلفت بغير الله تُقطع رأسك، النساء كلهن حرام.. لو عيناها ظهرت حرام.. لو لبست ثوب أسود وكان به زرار حرام.. وتؤخذ على الحسبة، لقد كرهنا حياتنا بسببهم». صمت الشاب الذى امتهن النجارة بالأصل وراثة عن والده لبرهة قبل أن يقطع الصمت، قائلاً بغضب: «كنت أصلى بطبيعتى منذ كنت صغيراً.. وقبل داعش وغيرها، ولكننى تركت الصلاة عنداً فيهم.. لقد كرّهونا فى ديننا».

على بُعد بضعة أمتار، كان «مصطفى» يستند إلى عمود إضاءة يشرب سيجارته بهدوء.. ينتظر مستقبلاً لا يعلم عنه شيئاً، فجأة انتفض مع صوت سيارة مارة وألقى السيجارة من يده. تلفت يميناً ويساراً، ثم ابتسم وانحنى يلتقط السيجارة، ونظر إلينا ضاحكاً بعد أن لاحظنا نراقبه، فقال بعفوية: «لسه الخوف معشش فى نفسى، نسيت أننى خرجت من تحت حكم الدواعش»، وأضاف موضحاً: «صوت السيارة فى الرقة، حيث كنت أعيش بالقرب من «دوار النعيم» كان يعنى الرعب. السيارة ترمز عندنا لعربة الحسبة. من مرت به الحسبة لازم يتم أخذه على المجلس ويُحكم عليه بأى عقوبة. جلد.. قطع رأس.. صلب»، مضيفاً: «طبعاً لم أكن أجرؤ أن أقف فى الشارع أشرب سجائر.. كانوا قطعوا رأسى.. كنت أدخن فى البيت بعد احتياطات أمنية عالية»، قالها ضاحكاً وانصرف عنا سريعاً.

تجولنا قليلاً قبل أن نلتقى «وفاء» التى كانت تعكف على عملها أمام ماكينة الخياطة لتكسب بضع ليرات قليلة تساعدها على حياة كانت تتمنى أن تكون كريمة. وقبل أن تقص علينا حكايتها، دخلت امرأة خمسينية سمراء مسرعة، قالت بلهفة: «هل يمكن أن تساعدنى؟ أبحث عن بنات أختى الأربع.. لم يعد لهن أحد سواى». كانت أنفاسها متسارعة ونظرات عينيها تحمل توسلات ورجاء لا يمكن تجاهله. أضافت بكلمات سريعة: «منذ أسبوع قُتلت أختى وزوجها وابناها، ونجت البنات الأربع، لا أعرف مصيرهن.. هن داخل الرقة»، قالت المرأة بلهفة: «أرجوك ساعدنى لأجدهن، لم يعد لهن أحد فى هذا العالم غيرى، وأخاف أن يقعن فى أيدى هؤلاء الظلمة فى الرقة»، قالتها المرأة وانهمرت دموعها: «اسمى ماريا محمد من سكان الرقة، خرجت من المدينة تهريباً منذ خمسة أشهر، خوفاً على ابنى الذى أصدروا بحقه حكماً بقطع الرأس، كان يعمل ممرضاً معهم، طلبوا منه أن ينتقل لجبهات القتال، لكنه رفض، فاعتبروه مرتداً، لذلك أخذته وهربنا، كنت أنتظر أختى لتخرج هى الأخرى وعائلتها. حاولت كثيراً لكن داعش كان يُحكم حصار الأهالى، ومنذ أسبوع قُتلت أختى وأسرتها بالكامل فى اشتباكات بوسط المدينة، ولم يبق غير البنات الأربع، الجيران قالوا إنهم شاهدوا جثث أختى وزوجها وولديها الاثنين، والبنات لا، ولا أعرف ماذا حدث لهن؟». نظرت المرأة باستعطاف، مطالبة بنشر أسمائهن لعلها تعثر عليهن: «أرجوك انشر أسماءهن ربما نجدهن، أسماء محمد أحمد حمادى وإخوتها روضة ولبنى وأسمهان». نظرت المرأة مرة أخرى بينما الدموع تنساب من عينيها: «أرجوك لا أريدهن أن يقعن فى يدى أمراء التنظيم، هن صغيرات وهؤلاء لا يرحمون».

«على»، وهو أحد الشباب الذين تعرضوا للقصاص بقطع اليد على أيدى «داعش»، رفض دخولنا إلى خيمته. صاح بأعلى صوته من داخل الخيمة: «لا أريد أن أرى أحداً». حاول والد الشاب أن يقنعه، لكنه أصر على موقفه، فهو أحد ضحايا أمراء الدم فى تنظيم «داعش» الذى حكم عليه بقطع يده بعد محاكمة سريعة من «داعش» بلا أى أدلة، حسب تأكيدات والده الذى اضطر للصمت، بعدما صاح نجله من الداخل مرة ثانية: «لا تحكوا شيئاً»، فنظر لنا الشيخ الستينى بخجل والتزم الصمت. «لا تغضبوا.. هو لسه جاى المخيم جديد، ودى حالتنا كلنا أول ما جينا، كان عندنا صدمة من هول ما عايشنا داخل دولة الظلم تلك»، قالتها فاطمة الحمصى، مسئولة لجنة المرأة بالمخيم. وأضافت: «رحلة الخروج غالباً صعبة، ودائماً هناك صدمة ورعب وخوف يظل ملازماً اللاجئ لفترة بعد خروجه، هذا كان حالى.. كنت أصرخ أيضاً مثل (على) فى أيامى الأولى هنا». ابتلعت ريقها وأضافت: «شاهدت أياماً قاسية داخل الرقة، قبضت علىّ الحسبة النسائية أربع مرات بحجة أن عينى واضحة من تحت النقاب، وكانت من تحقق معى مصرية تُدعى أم مصعب المصرى، آخر مرة قالت لى شاهدتك من قبل، قلت لها: نعم أنا رد سجون، هذه رابع مرة أجيكى مش عايزة أتوب، بصراحة ماعرفش كيف جاءتنى الجرأة لأقول هذا الكلام، كان تهوراً منى، لكنها الحمد لله ضحكت، وقالت لى: أنت جريئة لا تخافين. قلت لها: فعلوا كل شىء معى لم أعد أخاف، فنظرت إلىّ بطريقة غريبة أخافتنى الحقيقة، وعرضت علىّ الانضمام للحسبة معهم، وقالت لى أنت قوية، وأنا أريدك معى فى الحسبة، لكننى رفضت وألحّت هى، وقالت لى: فكّرى وعودى بعد يومين ولن تندمى، ستحصلين على الكثير معنا، شكرتها وانصرفت لأول مرة من الحسبة بلا عقوبة، ولا جلسات إرشادية، ولم أعد مرة أخرى، فقد كنت استطعت وأسرتى تدبير طريقة للهروب».

داخل المخيم عشرات من القصص الحزينة، من بينها «ديانا»، فهى واحدة من تلك القصص التى يتخللها الحزن، فطالبة الصف الدراسى التاسع تخيلت أنها نجت أخيراً بخروجها من الرقة بصحبة أسرتها، حلمت بحياة جديدة وبمستقبل رسمته على أوراق الشجر، لكنها أحلام سقطت وتهشمت مع تهشم الأوراق اليابسة. «الحياة فى المخيم ليست سهلة»، قالتها الفتاة الصغيرة بحسرة وألم، مؤكدة أن أزمتها فى شقيقها الصغير الذى يعانى من عدوى «الليشمانيا»، وهو مرض جلدى خطير، التى أصيب بها بسبب انتشار الأمراض فى المخيم. تشكو الفتاة ضعف الرعاية الصحية بالمخيم المكتظ بآلاف اللاجئين: «حينما ذهبت لعلاج أخى فى عيادة المخيم أعطوه دواء لعلاج البرد، لم يعالجوه كما ينبغى، لذا انتشر المرض المعدى فى جسده». لم تتوقف شكوى الطالبة عند ضعف الرعاية الصحية وسوء التغذية، أزمتها الحقيقية تمثلت فى عدم بدء الدراسة فى المخيم رغم تسليم الأمم المتحدة الكتب الدراسية لهم، فالفتاة تحلم أن تكون طبيبة تخفف آلام الناس، وإلى حين يتحقق حلمها، لا تزال هى تنتظر من يخفف من آلامها.

على بُعد 10 أمتار تقريباً، كانت قدرية الشيخ تحاول رفع جسد زوجها القعيد لتسقيه شربة ماء، بينما تحكى عن واحدة من مآسى المخيم ومشكلاته العلاجية: «خرجت بصعوبة شديدة أنا وزوجى من الرقة، منذ خمسة أشهر، وأصيب زوجى بالسكر.. ونتيجة للأوضاع المعيشية الصعبة فى الرقة وضيق الحال، أهمل العلاج، فكانت النتيجة بتر قدميه الاثنتين». تشكو الزوجة من عدم وجود علاج كافٍ وعدم وجود مساعدات ودعم من الأمم المتحدة ومنظمات اللاجئين: «يحتاج إلى 25 ألف ليرة كل 15 يوماً للعلاج، ويحتاج إلى إجراء عملية لتغيير 4 صمامات بالقلب، وهذا غير متوافر فى المخيم». تمسح دموعها وتضيف: «يدخل فى حالة غيبوبة شبه مستمرة يومياً، ولا أجد حلاً، ولا أجد من يساعدنى لنقله إلى المستشفى». تنظر لزوجها بحسرة، مضيفة: «لا أعرف ماذا أفعل، أراه يموت أمام عينى، ولا أملك شيئاً».

«الهروب من داعش إلى أى مكان آخر مهما كانت مساوئه يُعد جنة»، هكذا تقول نهلة مصطفى التى هربت مع أسرتها من الرقة منذ 3 أشهر. «رغم صعوبة الحياة فى المخيم لكن يكفينى أنى أعيش بحرية، يمكننى الخروج والعودة إلى المخيم بشكل متكرر بدون أن يتعرض لى أحد ولا ينتقدنى أحد، وهذا فى حد ذاته بالنسبة لى نصر كبير يستحق المجازفة ورحلة الهروب القاسية من تحت براثن داعش». رضيت «نهلة» بحياتها الجديدة فى المخيم، فهى تحصل على مساعدات الأمم المتحدة التى تتضمن، بحسب ما تقول هى، الصابون والشاى ومساحيق غسيل الملابس وغيرها من المواد الأساسية، وتؤكد أن تلك المساعدات تكفيها وأسرتها: «وحتى لو لم تكن تكفى.. الحرية تساوى الكثير».

أما إسماعيل محسن العليان، فلم يكن بنفس صلابة «نهلة»، فقد تململ رب الأسرة المكونة من ثمانية أفراد من حياة المخيم الذى وصله منذ أربعة أشهر سيراً على الأقدام من الرقة.

 

 


مواضيع متعلقة