الحصار في غوطة دمشق أعاد سكانها 70 عامًا للخلف

كتب: وكالات

الحصار في غوطة دمشق أعاد سكانها 70 عامًا للخلف

الحصار في غوطة دمشق أعاد سكانها 70 عامًا للخلف

لم تقتصر التأثيرات السلبية للحصار في غوطة دمشق الشرقية على البشر، بل امتدت إلى الدواب التي باتت تحمل "أوزار" ذلك الحصار  الذي يفرضه النظام السوري منذ 5 سنوات، والذي أعاد سكانها، عقودًا إلى الوراء، باستخدام الدواب في التنقل والحركة بدلأ من السيارات.

وارتفعت أسعار البنزين والمازوت بشكل جنوني، لتصل 13 دولارا للتر البنزين، و5 دولارات للمازوت، وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.

تلك الأسعار مهدت لظهور العربات، التي تجرها البغال والحمير، وعربات اليد، لتصبح لها الغلبة في الشوارع، وتدريجيًا اختفت السيارات بشكل كامل تقريباً.

وتنقسم العربات إلى نوعين، الأولى تجرها الخيول والبغال، ويعتمد عليها بشكل أساسي قي التنقل بين بلدات ومدن الغوطة الشرقية، فيما يتم الاعتماد على العربات اليد في نقل البضائع وبكميات أقل ضمن المدينة والبلدة.

وبالرغم من لجوء المواطنين إلى بعض الوسائل البديلة لاستخراج البنزين والمازوت، إلا أنها كذلك مكلفة ومضرة بالسيارات، كما أن المازوت والبنزين أصبحا المصدر الوحيد لتوليد الكهرباء في الغوطة الشرقية بسبب الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي، مما ساهم في ارتفاع أسعاره، وكان للعربات التي تجرها البغال والحمير، دور كبير في نقل أثاث منازل النازحين الذين فروا من قصف النظام لبلداتهم ومدنهم طوال السنوات الماضية، كما حدث مؤخرًا في بلدة عين ترما التي استهدفها النظام بقصف جوي ومدفعي شديد.

ويضطر العامل على العربات للعمل أكثر من 10 ساعات للحصول على مبلغ يكفيه قوت اليوم، وأدى الاعتماد الكبير على العربات، التي تجرها الحمير والبغال، إلى ارتفاع في أسعار تلك الدواب، وصل سعر البغل 300 ألف ليرة (600 دولار )، وسعر الحمار بين 60 و100 ألف ليرة.

بالمقابل ارتفع سعر العلف بشكل كبير كذلك، فيضطر صاحب العربة إلى إنفاق أكثر من نصف دخله من العمل على توفير العلف لحماره وأو بغله، ويقول ياسر علي، أحد العاملين على عربة، لمراسل الأناضول، إن الآليات اختفت من شوارع الغوطة بشكل شبه كلي، بسبب الأسعار الخيالية للبنزين والمازوت، وبات الاعتماد على البغال والحمير والعربات لأنها لا تحتاج لوقود.

ويضيف أنه يستيقظ صباحًا، ويطعم بغله ثم ينطلق معه للعمل، فينقل بعربته طلبيات أصحاب البقالة من البضائع وغيرها من الطلبيات بالسوق.

ولفت "علي" إلى أن السكان باتوا يعتمدون على تلك العربات في النقل لأن التكلفة أقل بكثير من السيارات، وأعطى مثالاً أنه إذا كانت أجرة النقل بالسيارة عشرة آلاف ليرة، فإن النقل بالعربات التي تجرها الحمير والبغال لا يزيد عن ألفين فقط.

وأشار إلى أن المشكلة في السيارات لا تقتصر على البنزين والمازوت، بل تمتد إلى عدم توفر قطع الغيار بسبب منع دخولها من قبل النظام.

من جانبه، يقول محمد سليم، أحد السكان، إن الحصار أعادهم 70 عامًا إلى الوراء، حيث بات مجرد تشغيل محرك السيارة أمرًا مكلفًا  للغاية.

ويوضح "سليم" أن الوقود والمحروقات باتت من السلع النادرة، وغابت عن أسواق الغوطة منذ زمان طويل، وتساءل بغضب عن سبب الصمت الدولي وعن الذنب الذي ارتكبه هذا الشعب المسكين لكي يتعرض لكل هذا الحصار.

 

 


مواضيع متعلقة