نصر أكتوبر بـ«عيون قادة العدو»: «فقدنا السيطرة على كل شيء»

كتب: صفية النجار

نصر أكتوبر بـ«عيون قادة العدو»: «فقدنا السيطرة على كل شيء»

نصر أكتوبر بـ«عيون قادة العدو»: «فقدنا السيطرة على كل شيء»

حرب أكتوبر المجيدة، درة الانتصارات في تاريخ مصر والأمة العربية، والتي استحوذت على براعة التخطيط ودقة التنفيذ وعزم الرجال وإصرارهم على تحقيق الأهداف، فحازت على قبول الخبراء الاستراتيجيون على اختلاف جنسياتهم وتباين رؤيتهم وأرائهم، ومايزدنا شرفا وفخرا ثقتنا وقدرتنا على بناء التاريخ وهذا ما شهد به الأعداء وأقرّ به حلفائهم ومناصروهم من المهتمين بفنون الاستراتيجية وعلوم الحرب، وخلال هذا التقرير ترصد الوطن حرب أكتوبر كما يراها الإسرائيليون.

صدر عن الجانب الإسرائيلي الكثير من الكتب والإصدارت التي تحمل انطباعات وذكريات كبار المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين الذين شاركوا في الحرب، والتي توضح بجلاء حجم الصدمة التي أصابتهم والقلق الذي انتابهم، والإعجاب بالأداء المصري الذي فاجأهم، وهذا دليل على عظمة جيش مصر وما حققه من نجاح في الحرب.

جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل عام 1973

استشعرت مساء الخامس من أكتوبر بعض القلق، فاستدعت رئيس الأركان إلى مقر مكتبها وسألته سؤلا محددا، هل في قدرة المصريين أن يوقعوا هزيمة بالإسرائيليين إذا قاموا بالهجوم؟ فأجابها بكل ثقة قائلاً: "إن خط بارليف حصين ولن يتمكن المصريون من اجتيازه، وفي حالة إقدامهم على المغامرة بالهجوم فسوف نحول مياة القناة بدمائهم إلى اللون الأحمر"، فاقتنعت رئيسة الوزراء بتأكيده هذا وذهبت لتنام نوما عميقا.

موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلى 1973

وصف ضراوة القتال وفداحة الخسائر الإسرائلية في تلك المرحلة من الحرب وخاصة في منطقة المزرعة الصينية، قائلاً : "عندما عاد قائد إحدى المدرعات الإسرائيلية واحتلت فرقته أحد النقاط بعد معارك وحشية تكبدوا فيها خسائر فادحة حيث قتل منهم أكثر من 200 شخص من القيادات كما قتل أيضاً القادة الذين حلو محلهم فأصبح القادة الحاليون هم الصف الثالث، وضُربت معظم الدبابات واحترقت. وأضاف عندما قمت بزيارة المزرعة الصينية وجدت فيها منظراً لا يمكن أن أنساه بل لم أراه في حياتي من قبل حتى في أفلام السينما فها هي آثار المذبحة التي مازال الدخان يتطاير منها إلى وقت قريب والدبابات تفحمت بكاملها.

الجنرال إيريل شارون قاد الفرقة 142 فى حرب أكتوبر 1973

يقول: "بعد 24 ساعة اتجهنا جنوبا عبر الصحراء وكانت هناك حالة من الفوضى فنظر إلىّ ظابط صغير وقال إن هذا الأمر لا يصدق يا سيدى إننا لا نستطيع إيقافهم لا نستطيع إيقافهم، ففقدت من فرقتي 300 شخص وأصيب1000 آخرون، فأمضينا ليلة من أسوأ الليالي في حياتنا كلنا من الجنود إلى قائد الفرقة ولم يصبح بإمكاننا السيطرة على أي شيء".

الجنرال إيلي زاعير رئيس الاستخبارات الإسرائلية عام 1973

يقول آنذاك: "ذهب السادات إلى روسيا قبيل حرب أكتوبر لجلب الأسلحة فأعطانا هذا إحساس بأن مصر تريد الهجوم على سيناء وهي صحراء، ولكنهم لا يستطيعوا حرب الصحراء طالما لدينا السيادة الجوية"، فتلقى زاعير خبر سار حينما علم أن روسيا رفضت أن تعطي مصر طائرات جديدة، فأيقن بذلك أن إسرائيل أمنة من أي هجوم فكان هذا خطاً.

الجنرال ديفيد إليعازر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عام 1973

يقول: "لقد وقعنا في مصيدة خطة خداعية مصرية ذكية فابتعلنا الطعم الأول في خطة الخداع ونحن بمنتهى السذاجة".

شلومو أرنست قائد أحد الحصون عام 1973

يقول: "عبر أول سرب من 4 طائرات ثم هرول السرب الأخر مسرعا، توجهت داخل الحصن لإرسال جرس إنذار إلى جميع موجات اللاسلكي فإذا بالحرب تتطور والمصريون يتقدمون، فلم نتمكن من أي شيء".


مواضيع متعلقة