صورة نسر أكتوبر المصاب على "فيس بوك" تنادي رفقاء العبور: كنا كتف بكتف

صورة نسر أكتوبر المصاب على "فيس بوك" تنادي رفقاء العبور: كنا كتف بكتف
- أكتوبر
- 6 أكتوبر
- بطل أكتوبر
- نسر أكتوبر
- السادس من أكتوبر
- حرب 1973
- سلاح الطيران
- كتيبة
- جيش
- حياة عسكرية
- حرب أكتوبر
- أكتوبر
- 6 أكتوبر
- بطل أكتوبر
- نسر أكتوبر
- السادس من أكتوبر
- حرب 1973
- سلاح الطيران
- كتيبة
- جيش
- حياة عسكرية
- حرب أكتوبر
يستيقظ مبكرًا كما عوده النظام العسكري، قاصدًا كرسيا خشبيا ألَف الجلوس عليه، واضعًا يده على صدره ليتفقد "كارنيه" المحاربين القدامى الذي لا يفارق جيب بيجامته، يسمع صوت خطاب النصر للرئيس السابق أنور السادات يأتي من فيديو على هاتف ابنته، فينظر إليها فرحًا بطرف عينه ليلمحها وهي تتصفح حسابها على موقع "فيس بوك"، وكأنه وجد طرف خيط لما يبحث عنه منذ مدة.
رؤية أصدقائه القدامى، هي أمنية محمد محمود فكري بطل حرب أكتوبر 1973 والذي كان ضمن جنود سلاح الطيران، وسطر لنفسه بطولات وحكايات لم يعطها التاريخ قدرها، حسب ما قالت ابنته مروة محمد صاحبة الـ37 عامًا لـ"الوطن"، بأن ذلك الطلب تكرر أكثر من مرة، خاصة في السنوات الأخيرة، وتحديدًا عند اقتراب ذكرى أكتوبر من كل عام.
منذ يومين حاولت مروة أن تساعد والدها بعد أن كرر طلبه لها بالبحث عن أصدقائه عبر "فيس بوك"، قبل أن تقرر الابنة نشر صورته وأسماء أصدقائه الذين يريد رؤيتهم، بعد أن شغلته الحياة وابتعد عنهم، آملة أن تجد هؤلاء الأصدقاء لتحسين حالة أبيها التي بدأت في التدهور، بحسب تعبيرها.
حكايات لا تنساها مروة، عندما كانت تلتف رفقة إخوتها حول والدها البطل، ليقص عليهم أحداث الحرب، والظمأ الشديد الذي شعر به مع أصدقائه الذين أبوا إلا أن يصوموا يوم الحرب، قائلين: "هنفطر في الجنة"، ويُريهم إصابته التي تعافى منها مع الأيام، ويحكي لهم عن أبطال دفعوا ثمنًا غاليًا لتحرير الأرض، وصل إلى حد بذل أرواحهم، ولم يحالفهم الحظ في الشهرة.
تروي مروة لحظات حرجة، في حياة بطل حرب أكتوبر المجيدة، تذرف عيناه بالدموع عند تذكرها، حينما مات عمه الذي شارك معه في الحرب كقائد كتيبة، بعد أن تم أسره من قبل قوات العدو، وأيضًا لحظات إصابته التي كادت أن تودي بحياته، والتي هونها عليه أصدقاء كتيبته في ذلك الوقت، بالغناء تارة وحكاية قصص فتكهم للعدو تارة أخرى.
دور كبير لعبه البطل "فكري" في الحرب، روى فصل منه لابنته، عندما حذر القادة من قدوم طائرات بمثابة إمدادات للجيش الإسرائيلي، رآها خلال الحرب في منطقة الدفرسوار، ولولا تنبيهه لكانت الخسائر في الجنود ستصل لأعداد مهولة، جراء تلك الإمدادات، على حد قوله.
"أحمد عبد الرسول وإبراهيم عابد ومصطفى سليمان.. عايز أقعد معاهم ونلم شملنا تاني ونفتكر أحلى أيام حياتنا" كلمات قصد بها صاحب الـ72 عامًا، أصدقاءه الذين عبروا معه، والذي عانى بعضهم من إصابات إلى الآن، والبعض الآخر ذهبت حياته كلها، بحسب رواية ابنته، "يوم 6 أكتوبر بيقعد على كرسيه ويستنى أفلام الحرب، والأغاني الوطنية، ودموعه بتنزل بشكل فظيع وبيقول كنا كتف بكتف، فرحنا سوا وغنينا سوا وبكينا سوا.. نفسي أشوفهم تاني".