قصة اختراع حبوب سحرية أنقصت تعداد البشر: مستخرجة من البطاطا

قصة اختراع حبوب سحرية أنقصت تعداد البشر: مستخرجة من البطاطا
ربما عرف العالم، طرقا مختلفة لمنع الحمل أو إجهاضه، لكن الأقراص المستخدمة في هذا الغرض، والمتعارف عليها حاليا في جميع أنحاء العالم، يعود إنتاجها إلى خمسينات القرن الماضي.
وتحتوي أقراص منع الحمل على مواد هرمونية هرمون البروجسترون الأنثوي، والتي تدخل مجرى الدم وتعمل على إيقاف إنتاج البويضات.
ورصد تشارلز باناتي، البروفيسور بجامعة "كولومبيا" في كتاباته، أن أصل الحبة يعود إلى اكتشاف غير متوقع في غابات المكسيك الاستوائية في ثلاثينات القرن العشرين، حين اختبر مدرس الكيمياء راسل ماركر، مجموعة من المواد تعطي ناتج كرغوة الصابون الممزوج بالماء، واكتشف تفاعلا يقلب هذه المواد إلى الهرمون الأنثوي "بروجسترون".
وفيما بعد، أثبت أحد أنواع البطاطا الحلوة أنها مصدر لهذا الهرمون، وجمع ماركر 10 أطنان من هذه البطاطا ولد منها البروجسترون، وتميزت طريقته بالبساطة عن الطرق التقليدية ما خفض ثمن الجرام الواحد من 80 دولار إلى دولار واحد فقط.
وحين توصل الباحثون إلى تأثير البروجسترون المأخوذ عن طريق الفم كمانع للحمل، بدأوا في الأربعينات تطوير مانع حمل طبيعي، وهنا جاء دور الكيميائي جريجوري بينكوس في مؤسسة "ورشيستر" لعلم الإحياء التجريبي في "ماساتشوستس" بالولايات المتحدة.
وجرب بينكوس مانع الحمل المأخوذ من بروجسترون البطاطا المكسيكية على 1308 من المتطوعين في "بورتريكو" عام 1958، وتوصلت الاختبارات إلى انتظام الدورة الشهرية بالفعل ومنع حدوث الحمل.
ومنذ ذلك الوقت، وافقت الهيئات الطبية الأمريكية على تسويق المنتج على الرغم من المعارضة الدينية، وفي الوقت الذي لقيت الفكرة رفضا شعبيا، إلا أن النساء لم يشعرن في خلوتهن بالاشمئزاز من استخدام مانع الحمل المذكور، وفقا للبروفيسور "باناتي".
وعملت المؤسسات الدوائية وقتها، على تطوير أنواع أكثر أمانا وأقل أعراض جانبية، حتى أن الشركات لم تعد تعتمد على مادة "النورثيودريل" المشتق من البطاطا المكسيكية، في إنتاج موانع الحمل هذه الأيام.