«عزبة كُريم».. بلا فناء وطابور الصباح يتم فى الشارع.. والخطر يهدد «الأطفال» من «الطريق السريع والسكة الحديد»

كتب: محمد سعيد وسعاد أحمد

«عزبة كُريم».. بلا فناء وطابور الصباح يتم فى الشارع.. والخطر يهدد «الأطفال» من «الطريق السريع والسكة الحديد»

«عزبة كُريم».. بلا فناء وطابور الصباح يتم فى الشارع.. والخطر يهدد «الأطفال» من «الطريق السريع والسكة الحديد»

مدرسة «عزبة كريم الابتدائية المشتركة» مدرسة فى مرمى نيران الخطر؛ فهى تعانى من عدم وجود فناء للطلاب داخل المدرسة، وبالتالى يقام طابور الصباح يومياً فى الشارع خارج المدرسة، وفى وقت «الفسحة» يتم فتح باب المدرسة للطلاب لقضاء 15 دقيقة خارج المدرسة التى يحيط الخطر بتلاميذها من جميع الجهات، فشريط قطار السكة الحديد لا يبعد عن المدرسة سوى بضعة أمتار، وبالقرب منه الطريق الأسفلتى السريع، والخطر الأكبر أن المدرسة متهالكة ومهددة بالانهيار فى أى لحظة، وهو الأمر الذى دفع الأهالى للمطالبة بإزالتها وبناء أخرى جديدة بسور يفصلها عن السكة الحديد.

«المدرسة كانت منزل عمى وتبرع به للتربية والتعليم وتحول إلى مدرسة، وظلت على وضعها لفترات طويلة دون صيانة أو ترميم».. هذا ما قاله «حسام على»، 29 عاماً، أحد أهالى «عزبة كريم» وهو جالس داخل محله التجارى بجوار المدرسة، مضيفاً: «بيعملوا الطابور والفسحة وحصة الألعاب بره فى الشارع لأن المدرسة مفيهاش مكان غير ممر صغير بين الفصول، وبيسيبوا العيال فى الفسحة مع نفسهم كأن واحد عنده حوش بهايم ويفتح لهم الباب، وبتضيع الحصة اللى بعد الفسحة فى تجميع الطلاب تانى».

{long_qoute_1}

ويؤكد «حسام» أن المدرسة تحتاج إلى إزالة وبناء مدرسة جديدة لأن الوضع بها سيئ للغاية، والحوائط داخلها مليئة بالتشققات، مضيفاً: «دى حرام يتقال عليها مدرسة أصلاً وده مبنى لا يليق لا بالتربية ولا بالتعليم، والمشكلة كمان فى الفصول هنا إنها صغيرة جداً وفيها 60 طالب، والطالب مبيقدرش يستوعب الدرس والمدرس نفسه مش هيقدر يسيطر على الطلاب اللى قاعدة قدامه، ومعرفش بيقعدوهم إزاى جنب بعض، ده غير إن المدرسة لقينا فيها قبل كده عقارب وتعابين».

ويوضح «حسام» أن المبانى هنا قديمة للغاية ومبنية بالطين والطوب اللبن، وأهالى المنطقة هم من يتكفلون بالصيانة وترميم المدرسة، وتبرعوا من قبل بزيادة عدد الفصول داخل المدرسة لأن كثافة الفصول عالية، متابعاً: «ده المدير والمدرسين كلهم بيقعدوا فى غرفة واحدة عشان مفيش أماكن جوه المدرسة، وفكرنا قبل كدة نتبرع بقيراطين أرض ورا المدرسة عشان نوسعها شوية لكن الموضوع وقف عند هيئة الأبنية التعليمية».

ويشير «حسام» إلى أنهم أرسلوا العديد من الشكاوى إلى وزارة التربية والتعليم، ولم يتم اتخاذ قرار تجاه المدرسة، مؤكداً أن بعض الأهالى ذهبوا إلى هيئة السكة الحديد لبناء سور يحمى الطلاب من القطار ولم يحدث شىء، متابعاً: «العيال فى السن ده بتحب الجرى واللعب وبيطلعوا وقت الفسحة وبعد المدرسة على السكة الحديد، وممكن عيل مش واخد باله من القطر يروح ضحية، وحصل قبل كده بس من فترة طويلة عيل بيجرى ورا عيل تانى القطر جه شاله، وطالبنا كتير بسور يفصل السكة الحديد عن المدرسة حفاظاً على أرواح العيال، ومكانش ينفع نبنى السور إحنا من نفسنا لأنه ممنوع لأنها تابعة للسكة الحديد، وأنا ولادى مش هدخلهم المدرسة دى نهائى».

{long_qoute_2}

والتقط عادل عبدالمعتمد، 51 عاماً، أحد أهالى العزبة ويعمل مدرس لغة إنجليزية، خيط الحديث منه قائلاً إن المدرسة فى الأساس مبنى قديم مؤجر ومتهالك، ويوجد به الكثير من التشققات والتصدعات وتم ترميم المدرسة منذ نحو 10 سنوات، وكان الترميم شكلى من الخارج فقط عبارة عن طلاء للحوائط، مضيفاً: «الفصول فى المدرسة دى ضيقة جداً والعيال مبتاخدش راحتها فى القعدة من كتر الزحمة، وبالتالى محدش فيهم هيفهم حاجة لأن الفصول مفيهاش تهوية والإضاءة ضعيفة جداً، ده السنة دى الفصل وصل كثافته 70 طالب، وأكتر من 4 قاعدين على تختة واحدة».

وأشار «عادل» إلى أن المدرسة قائمة دون فناء أو ملعب، وبالتالى لا يوجد حصص تربية رياضية، مضيفاً: «طابور الصباح من بدايته لنهايته بيبقى فى الشارع، وكمان الفسحة بتاعتهم بياخدوها فى الشارع، والأزمة الكبيرة فى خط السكة الحديد اللى قدام المدرسة والعيل فى السن ده بيحب الحركة كتير ومعندوش كمان الوعى الكامل من أنه ممكن يبقى فيه مخاطر بسبب القطار، وحصلت عندنا أكتر من حادثة بسبب خط السكة الحديد ودهس أكتر من عيل من المنطقة».

وأكد أن معظم الطلاب داخل المدرسة يأتون من الناحية الغربية، وبالتالى هناك مشكلة أخرى فى الطريق الأسفلتى السريع الذى كان به مطبات تساعد على تخفيض سرعة السيارات، ولكن بعد إزالة المطبات أصبحت السيارات تسير بشكل سريع للغاية، قائلاً: «العيال بقت بتواجه صعوبات ومخاطر فى عبور الشارع، والمخاطر حواليهم فى كل مكان، وأولياء الأمور بقت بتيجى توصل العيال لحد باب المدرسة خوفاً عليهم».

وأوضح «عادل» أن هيئة الأبنية التعليمية تشترط تبرع الأهالى بالأرض، ولكن الأهالى بالقرية إمكانياتهم ضعيفة وأغلبهم بسطاء وليس لديهم القدرة للتبرع بالأرض، ورغم ذلك عرضوا التبرع بقيراطين ولكن الهيئة رفضت واحتاجت مساحة أكبر، مضيفاً: «رغم إن المبنى مؤجر ولما يتهد بترجع أحقيته لأصحابه، لكن لو لقينا فيه جدية ومصداقية بعد الإزالة وإنه هيتبنى مبنى محترم وجديد محدش مننا هيمانع خالص».

وقال محمد على، 13 عاماً، الذى كان أحد طلاب مدرسة عزبة كريم الابتدائية فى العام الماضى، إن فصول المدرسة ضيقة للغاية ولا توجد بها تهوية وفى معظم الأوقات لا تعمل المراوح: «بنقعد على التختة 4 جنب بعض وببقى مزنوق بينهم ومش عارف أقعد، ومحدش مننا بيفهم حاجة عشان الزحمة دى، والمدرس لما بيزهق مننا بيسيبنا ويخرج بره الفصل فى وسط الحصة يشرب سيجارة بره».

ويؤكد «على» أن المدرسة تتكون من 7 فصول فقط، وحالة الحمامات بها سيئة للغاية، متابعاً: «حمامات المدرسة بصراحة عندنا مينفعش حد يدخلها خالص، ومحدش بينضفها أصلاً، وبتفضل كده طول السنة، والمدرسين نفسهم مش بيرضوا يدخلوها، ده غير الحوائط اللى متشققة والدهان بتاعها واقع».

وعن الخطر الذى يواجههم فى الشارع والسكة الحديد أضاف «على»: «الطابور والفسحة بتاعتنا بتبقى فى الشارع ومش بنخاف من قطار السكة الحديد لإننا متعودين عليه، وبنطلع عليه عادى وأول ما كنا نلاقى القطار كنا ننزل من عليه، وعارفين طبعاً إنه غلط، وعشان الفسحة بتبقى فى الشارع بره المدرسة فيه عيال كتير مش بترجع على المدرسة تانى، والباقى بيروح على الدكاكين يشترى اللى عايزه، ونفضل بره لحد ما يضربوا الجرس فندخل المدرسة تانى».

أما عبدالرحمن عادل، 15 عاماً، الذى كان أحد طلاب المدرسة، فيقول: «الطابور بتاعنا بيبقى فى الشارع ونحيى العلم والإذاعة وكل ده بردو فى الشارع، والفسحة بتاعتنا بتبقى ربع ساعة بيخرجونا بره المدرسة نشترى اللى عايزينه من بره ونقعد بره فى الشارع شوية وبعد كده نبقى ندخل تانى، وفيه عيال بتمشى أصلاً من الفسحة ومبترجعش تانى، ومحدش خالص بيسأل على اللى مشى ده، طالما مرجعش المدرسة يبقى أكيد راح البيت».


مواضيع متعلقة