سيارة غامضة تمنع صاحبها من القيادة.. قادت نفسها 30 ميلا

كتب: منة العشماوي

سيارة غامضة تمنع صاحبها من القيادة.. قادت نفسها 30 ميلا

سيارة غامضة تمنع صاحبها من القيادة.. قادت نفسها 30 ميلا

ركن سيارته سوداء اللون في الميدان الرئيسي بمدينة إيندهوفن الهولندية، سحب المفتاح ثم قطع الكهرباء عن أجزاء مركبته بالضغط على زر سري موجود خلف التابلوه، حيث اعتاد دائما فعل ذلك خشية السرقة، وأغلق الباب بالمفتاح، واتجه إلى حفل افتتاح محطة طاقة كهربائية جديدة لالتقاط بعض الصور، حيث يعمل كبير مصوري الجريدة المسائية في روتردام، إلا أنه فوجئ عند عودته باختفاء السيارة.

في 13 سبتمبر 1934، بدأت القصة التي لم ينسها فنسنت مانسفيلد، وكانت سببا في منع نفسه عن القيادة نهائيا حتى وفاته، فعندما قاد المصور السيارة التي لم يزد عمرها عن عامين، ويعتني بتنظيفها وتلميعها، من روتردام إلى إيندهوفن، لالتقاط صور من حفل افتتاح محطة الطاقة الكهربائية، وظل فترة طويلة بعد انتهائه من عمله يتناول الغذاء، رغم أن تسليم الصور سيكون في اليوم التالي، ما يتيح له الفرصة لقضاء وقت ممتع، إلا أن الأمر تحول عندما وجد مكان سيارته خاليا.

ذهب مانيفيلد إلى الشرطة لتقديم بلاغ، محاولا طمأنة نفسه بأنه ربما تكون شرطة المرور رفعت السيارة لتعطيلها الطريق العام، أو أبلغ عنها حارس السيارات كونه تأخر عن موعد استلامها، إلا أن كل ذلك لم يحدث، فاعتقد هو والشرطة أن السيارة مسروقة، غادر المصور في حالة من الحزن واستقل القطار للعودة إلى روتردام، وفقا لما ذكره الكاتب راجي عنايت في كتابه «أغرب من الخيال».

ظل مانسفيلد وزملائه في الجريدة ورجال الشرطة في مدينة إيندهوفن، يتذكرون هذا اليوم مع مرور الزمن، حيث قادت السيارة نفسها من الميدان، وتم العثور عليها بعد عدة ساعات في مدينة تلبورج، أي على بُعد ثلاثين ميلا من المكان الذي تركها عنده، ووجدت المركبة دون بصمات على محرك القيادة، كما أن الزر السري لقطع الكهرباء كما هو مقطوعا.

شهدت الشوارع بين ايندهوفن وتلبورج أحداثا مرعبة، اندفع المارة لينجوا بحياتهم من وجه السيارة التي تسير بسرعة جنونية، كان هناك أكثر من شاهد رأى السيارة دون سائق، ففي أثناء عمل بيتر كروملت في تسوية الحشائش على جانبي الطريق العام، على بُعد عدة أميال خارج إيندهوفن، فوجئ بالسيارة الفرنسية تندفع في الشارع، ثم تنحرف في أحد المنحنيات متجاوزة العلامات البيضاء وتتجه نحوه مباشرة.

ابتعد العامل مسرعا عن طريق السيارة، فوجدها تصعد أعلى الطريق المزروع، ثم تعود مرة أخرى إلى الطريق العام، سجّل الرجل رقم السيارة وأبلغ الشرطة هاتفيا من منزل قريب، وأخبرهم أنه عندما نظر إلى المركبة من الخلف، لم يكن بين زجاجها الخلفي والأمامي أي شخص، تواصلت الشرطة على الفور مع أقرب سيارة شرطة تقف قرب الطريق، ما جعل الشرطي ينتظر مترقبا هذه المركبة، وفجأه اندفعت السيارة السوداء الخاصة بمانيفيلد، بسرعة خارقة، لدرجة جعلت الضابط لا يستطيع ملاحقتها.

«إما أن السيارة صغيرة الجسم بدرجة بالغة، أو أن السيارة كانت تسير بلا سائق».. كان ذلك ما تضمنه تقرير الشرطي عن السيارة، ثم ظلت المركبة تسير حتى وصلت إلى قرية تتمركز فيها سيارة الشرطة، هرب بعض من أهل القرية الذين كانوا يعبرون الطريق لإنقاذ أنفسهم، وعلى بُعد عدة أميال أخرى، قال فلاح الذي يرعN قطيع من البقر، إنه لا يوجد سائق داخلها.

ظل الشرطي يطارد السيارة، التي تأكد بعدم وجود أي سائق داخلها، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، وعندما كانت سيارة الشرطة تحاول سد الطريق على السيارة المندفعة، اندفعت سيارة مانيفيلد باتجاه سيارة الشرطة وجعلتها تدور حول نفسها، بعد أن انفجر أحد الإطارين الخلفيين، إلا أن الشرطي أنقذ نفسه ووزملائه وأوقفها، ثم اختفت السيارة الأخرى عن الأنظار.

في النهاية تم العثور على السيارة في شارع من شوارع تلبورج، وأجرت الشرطة عدة تحقيقات لكن دون جدوى، وقرر مانيفيلد بيع السيارة بعد استلامها لأحد التجار، ومنذ هذا العام وحتى وفاته في العام 1950 لم يقود مرة أخرى، وظلت قصة السيارة لغز غامض.


مواضيع متعلقة