المسكنات والمضادات الحيوية.. بونبونى المصريين

07:59 م | السبت 23 سبتمبر 2017

يتعاملون مع الدواء خاصة «المضادات الحيوية والمسكنات» كأنها قطع حلوى، يسرفون فى تناولها بشكل كبير كلما شعروا بالألم حتى أصبح عديم التأثير، تلك هى عادات المصريين الخاطئة فى تناول الأدوية، رغم تحذيرات تقرير منظمة الصحة العالمية الأخير، الذى حذر من التعامل مع المضادات الحيوية بشكل مفرط حتى لا تفقد دورها فى تماثل الشفاء من المرض.

«المشكلة الحقيقية تكمن فى أن المرضى فى مصر عموماً مش بياخدوا كورس المضاد الحيوى على بعضه»، كلمات لخص بها محمود الجمل، 40 عاماً، المشكلة التى يعانى منها المصريون فى تعاملهم مع المضاد الحيوى، والتى لمسها طيلة 20 عاماً فى مجال الصيدلة، حيث يجد «محمود» أن عدم وجود نص قانونى يمنع الصيدلى من صرف المضاد الحيوى دون وجود «روشتة» هو أحد أهم الأسباب التى جعلت الكثيرين يتساهلون فى تعاطى المضادات الحيوية: «اشتغلت فى صيدليات فى أماكن مختلفة، المصريين بكل طبقاتهم بيتعاملوا مع المضاد الحيوى كأنه بونبونى».

يرى«محمود» أن سعر وكمية المضاد الحيوى التى تطلب من الصيدلية هو الاختلاف الوحيد الذى رآه فى كل المناطق التى عمل بها: «اشتغلت فى العجوزة الناس كانت بتيجى تاخد بالشريط، وده خطأ فادح، أما فى صيدليتى فى مارينا فالناس بتيجى تاخد بالعلبة.. المصريين كلهم ماعندهمش ثقافة»، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الأدوية، لكن تظل المضادات الحيوية أكثر الأدوية طلباً بالصيدليات: «الشركات نزلت من المضادات الحيوية عبوات اقتصادية.. فى رأيى أنها ضرت المريض أكتر مما فادته لأنه مش بياخد الجرعة كاملة وكتر الاستعمال بيكسبه مناعة أكبر من العلاج».

كسل المصريين واعتمادهم على خبراتهم السابقة وسؤال الأصدقاء، هى أكثر الأسباب التى يراها محمد عبدالرسول، مدير لإحدى الصيدليات بمنطقة الدقى: «المصريين بيرشحوا لبعض أسماء مضادات ودى كارثة، هما بياخدوا المضادات فى حالات مش بتكون ضرورية فيها»، ويتعجب «محمد» من أن بعض المضادات أصبحت بلا فائدة: «الشركات دلوقتى اتجهت إلى أنها تنتج مضادات حيوية تركيزاتها عالية جداً لأن الموجود بقى ملوش فايدة».

منذ 15 عاماً وهو يعمل بالمجال خاصة فى شركات الأدوية، محمد سامى، صيدلى فى إحدى شركات الأدوية، يتعجب من عادات المصريين وإسرافهم فى تناول المضادات الحيوية: «المصريين بيتعاملوا مع المضاد الحيوى كأنه أداة بتضرب الميكروب على دماغه تسكنه بس مش بتموته»، وبحسب «سامى» فإن عادة تراكم الأدوية فى كل بيوت المصريين نتجت بسبب عدم أخذهم كورسات العلاج بشكل كامل وإيقاف أخذها بمجرد تحسن صحتهم: «الشعب المصرى عنده قلة وعى وثقافة، وده بيأثر على صحتهم بشكل كبير».