الاستفتاء يفتح أبواب جهنم.. ويهدد العراق بحرب أهلية

الاستفتاء يفتح أبواب جهنم.. ويهدد العراق بحرب أهلية
- أبواب جهنم
- إسرائيل ت
- إطلاق صواريخ
- إقامة دولة
- استعراض القوة
- استقلال الأكراد
- الأراضى الزراعية
- الأراضى العراقية
- الأسبوع الماضى
- التجربة العراقية
- أبواب جهنم
- إسرائيل ت
- إطلاق صواريخ
- إقامة دولة
- استعراض القوة
- استقلال الأكراد
- الأراضى الزراعية
- الأراضى العراقية
- الأسبوع الماضى
- التجربة العراقية
يتوجه الأكراد فى العراق للاستفتاء على مصيرهم وعلاقتهم السياسية مع الحكومة المركزية فى «بغداد»، لتدخل المنطقة، بحسب أغلب التوقعات، مرحلة جديدة من الصراع والنزاعات ستحمل أبعاداً مذهبية وعرقية وجغرافية تزيد من أوجاع المنطقة وتفاقم أزماتها وهى التى بالأساس تعانى. التحذيرات بأن انفصال الأكراد سيخلق نزاعات كبيرة وردت على لسان المسئولين العراقيين والأتراك والعرب قبل المحللين السياسيين. رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أكد الأسبوع الماضى رفضه استفتاء انفصال الإقليم الكردى، محذراً من أن تغيير الحدود سيفتح «باب الدماء على مصراعيه»، على حد قوله، وحث «العبادى» الأحزاب الكردية فى الإقليم على «التخلى عن الاستفتاء، والذهاب إلى الحوار». وذكر العبادى أنه «ليس هناك دولة تساند استقلال الإقليم سوى إسرائيل».
{long_qoute_1}
أما وزير الدفاع التركى نور الدين جنكلى، فقال إن بلاده لن تسمح بإقامة دولة على أساس عرقى فى الجنوب، مضيفاً أن «انتهاك وحدة أراضى العراق وسوريا قد يشعل شرارة صراع عالمى أوسع نطاقاً». وتترافق تصريحات المسئول العسكرى التركى مع انتشار قوات تركية على حدود البلاد الجنوبية وجهت أسلحتها صوب شمال العراق الذى يديره الأكراد. كما وقفت دبابات ومنصات إطلاق صواريخ مثبتة على عربات مدرعة فى مواجهة الأراضى العراقية على بُعد نحو كيلومترين من الحدود، وتقتلع الحفارات الميكانيكية الزراعات حتى يقيم الجيش مواقع على الأراضى الزراعية المسطحة والجافة. ويعكس استعراض القوة حجم القلق فى تركيا التى يوجد بها أكبر عدد من الأكراد فى المنطقة، خشية أن يشجع الاستفتاء حزب العمال الكردستانى المحظور الذى يشن تمرداً منذ 30 عاماً فى جنوب شرق تركيا، وفق وكالة أنباء «رويترز».
من جهته، قال الخبير فى الشئون التركية محمد عبدالقادر خليل، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «انفصال الأكراد سيكون له أثر دراماتيكى على المنطقة، أولاً نحن نتحدث عن قومية ليست قليلة، فالكرد هى القومية الرابعة بعد العرب والأتراك والفرس، وثانياً: قومية الأكراد تتوزع على أربع دول هى الأكبر على مستوى الإقليم، ليست دولاً هامشية، نتحدث عن إيران والعراق وسوريا وتركيا». وأضاف «خليل»: «وهذه الدول مركزية، ومن ثم نظرية الدومينو ستكون هى الأخرى مركزية، حصول إقليم شمال العراق على الاستقلال يعنى تصعيد الطموح الكردى ليس فقط فى مناطق الأكراد داخل سوريا، ولكن فى مناطق الأكراد داخل تركيا وإيران فى استنساخ التجربة العراقية، ولذلك ستجد تصعيداً فى اللهجة الكردية على سبيل المثال فى سوريا، هناك انتخابات لهم ستنظم بشمال سوريا فى نوفمبر وانتخابات فى ديسمبر، وأخرى فى يناير، وعلى ما يبدو أن هناك محاولات لمحاكاة تصاعد الطموح الكردى على مستوى الإقليم». وتابع: «هذا الأمر لا يثير استقلال الأقليات فى المنطقة على المستوى الرقمى فقط، وإنما سيثير استقلال الأقليات على المستوى الطائفى. كذلك فعلى سبيل المثال: ربما يسعى سنة العراق إلى تأسيس إقليم فيدرالى لهم سيكون ممتزجاً بطموح الاستقلال عن الشيعة فى ظل المعادلة السائدة فى العراق، وهم لديهم نفس الحجج والمبررات التى قد تدفعهم للدعوة إلى الانفصال، وقد يدعم هذا الأمر بعض الأطراف الإقليمية الأخرى». وقال «خليل»: «ومن ثم استقلال هذا الجزء، أى فى شمال العراق، ليس هناك ضمانة بأنه لن يدفع نحو استقلال أجزاء أخرى فى المنطقة لأن يكون هناك محاكاة، وخاصة مناطق تمركز الأكراد فى شمال سوريا، وكذلك قد يطال الأمر سنة سوريا كما العراق، وبالتالى عمليات أخرى تفضى إلى التقسيم على أسس عرقية ودينية». وأضاف: «انفصال الأكراد من الممكن أن يرتبط كذلك بمطالب لأقليات أخرى فى الدول العربية أو فى المنطقة، هى الأخرى ربما تطالب بالاستقلال أو الانفصال، وتصعّد من لهجتها تجاه الحكومة المركزية بالحديث عن حقوق دينية وحقوق سياسية، ومثل هذه الأمور ربما تدفع لتدخلات دولية فى مرحلة أخرى، هذه أمور تزيد من طموحات جميع الأقليات على مستوى الإقليم للحصول على مكاسب سياسية ومناطقية واقتصادية، وهذه الأمور ستفضى إلى تصاعد أدوار الأقليات فى منطقة الشرق الأوسط». وقال «خليل»: «هذا الأمر سيجعل التحالفات فى منطقة الشرق الأوسط تحالفات مختلفة تماماً، نتحدث عن الأكراد وإسرائيل تعلن عن دعمها لهم، وسيكون هناك تحالفات متغيرة على مستوى الشرق الأوسط، فسيكون الأكراد هم الحليف الأول للولايات المتحدة الأمريكية، والقواعد العسكرية الأمريكية ستكون متمركزة بصفة أساسية فى أماكن وجود الأكراد فى سوريا والعراق، سيكون لدينا إقليم جديد مختلف من حيث الدول وكذلك من حيث التحالفات منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية». وتوقع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن يفضى هذا الوضع الجديد إلى صراعات جديدة مسلحة فى المنطقة، وقال: «نحن لدينا تجربة مثل تجربة دولة جنوب السودان هناك صراعات مسلحة داخل الدولة التى وُلدت بالانفصال عن السودان، يمكن القياس على ذلك، سيكون هناك صراع بين الأكراد أنفسهم، فهناك صراعات مسلحة، وهناك ميليشيات كردية لها ألوان سياسية وطائفية مختلفة، ولديها كذلك تحالفات إقليمية مختلفة، منهم من يقترب من إيران ومنهم من يقترب من تركيا ومن لديهم توجهات مناطقية مختلفة، هذه خلطة مثالية لتحريك المواجهات العسكرية مع الدخول إلى أول انتخابات أو إعداد لدستور وكذلك برلمان». وأضاف: «فضلاً عن أن الأمر قد يرتبط كذلك بمواجهات عسكرية بين الحكومة المركزية فى العراق والأكراد، إحدى الدول الإقليمية ستكون دولة كردستان، وبالتالى ستكون هناك اشتباكات، وهذا الأمر سيحدث كذلك فى سوريا فى حال إصرار الأكراد على الانفصال، وبالتالى هذا الأمر سيؤدى إلى مزيد من الصراعات الجديدة والمختلفة فى المنطقة».
من جهته، قال الخبير فى شئون الشرق الأوسط الدكتور محمد صادق إسماعيل، فى اتصال لـ«الوطن»: «أعتقد أن الاستفتاء فى حال حدوثه سيؤدى لإشكاليات كبرى فى المنطقة وفى الدول العربية، أولى الإشكاليات أن الأكراد فى دول أخرى سيطالبون بالاستقلال، مثل الأكراد فى سوريا وفى إيران وفى تركيا، لأن الأكراد كما نعلم يتوزعون على أربع دول». وأضاف مدير المركز العربى للدراسات السياسية: «وربما يكون الوضع فى سوريا مناسباً من الأساس لانفصال واستقلال الأكراد، خاصة أن سوريا مقسمة من الأساس، وإذا تمت الموافقة على استقلال كردستان العراق، فإن هذا الأمر يعنى انتقاله إلى سوريا وتركيا». وقال «إسماعيل»: «لكن أتخيل أن القوى الإقليمية فى المنطقة ضد الموضوع، تركيا أول الدول الرافضة لإقامة دولة للأكراد، من جانب آخر إيران ضد إقامة دولة لهم، القوى الإقليمية كلها ضد المشروع الكردى، وبالتالى ستكون هذه الدولة هويتها مختلفة وانتماؤهم لن يكون للمنطقة، وهذا الأمر سيخلق إشكاليات فى الهوية وإشكاليات قومية، وسيخلق إشكاليات بين الحدود مع سوريا والعراق وإيران وتركيا». وتابع الخبير فى شئون الشرق الأوسط: «كل الأمور تصب باتجاه مزيد من النزاعات داخل المنطقة العربية، فضلاً عن النزاعات على الحدود مع تركيا». وأكد «إسماعيل» أن الاستفتاء سيتمخض عنه نزاعات عسكرية، وقال: «بالتأكيد إيران ستأخذ خطوات عسكرية ضد استقلال الأكراد، ومن جانب آخر، أتخيل أنه سيكون هناك حرب على الحدود بين الأكراد من ناحية والعراق من الناحية الثانية، وتاريخياً الخبرات تؤكد أن المنطقة ربما تشهد مزيداً من المواجهات العسكرية بفعل انفصال الأكراد». وأضاف: «الأمر إذا تكرر فى سوريا، فإنه سيكون سيناريو أسوأ بالنسبة للأزمة السورية التى ربما بدأت تشهد نوعاً من الهدوء السياسى والعسكرى، كذلك سيتأزم الوضع بالنسبة للأكراد فى إيران وفى تركيا. إجمالاً، أرى أن انفصال الأكراد سيؤدى إلى مزيد من النزاعات والخلافات العسكرية والقومية فى المنطقة».