«هرم ميدوم».. ترعة خطرة تجاور المدرسة و«الأبنية» اكتفت بمعاينة التشققات

كتب: حسن عثمان وعمرو رجب

«هرم ميدوم».. ترعة خطرة تجاور المدرسة و«الأبنية» اكتفت بمعاينة التشققات

«هرم ميدوم».. ترعة خطرة تجاور المدرسة و«الأبنية» اكتفت بمعاينة التشققات

أكوام من الأتربة والطين المملوء بالقمامة على حافة ترعة «الجيزاوية» المواجهة لمدرسة «هرم ميدوم الابتدائية المشتركة» فى قرية الهرم بمركز الواسطى، هى أول ما تقع عليه أنظار تلاميذ المدرسة بشكل دائم، وأولياء أمور يخشون على أبنائهم من السقوط فى الترعة التى لا سور لها، ويضطرون إلى مرافقة أبنائهم حتى باب المدرسة والعودة بنهاية اليوم لاصطحابهم مرة أخرى.

{long_qoute_1}

وتنقسم المدرسة إلى مبنيين أحدهما قديم متهالك ملىء بالتصدعات والشروخ فى طابقه الأرضى المغلق تماماً نظراً لارتفاع المياه الجوفية داخله بين الحين والآخر، كما تظهر عليه علامات رشح المياه والتى تظهر أيضاً فى فناء المدرسة رغم جفافها، وسلم المبنى يبدأ بتصدعات وشروخات وتظهر عليه أعمال ترميمات متكررة، وفى طابقه الثانى بداخل الفصول الدراسية مقاعد متهالكة ومتلاصقة، بعضها محطم ولا يصلح للاستخدام تماماً.

يقول صادق رشاد، أحد أهالى قرية «هرم ميدوم» ورئيس مجلس أمناء المدرسة، إن «السبب وراء ارتفاع الكثافة الطلابية داخل الفصول يرجع إلى وجود عجز فى المدرسين، ما يجعل إدارة المدرسة فى حيرة من أمرها، وتضطر إلى ضغط الفصول وزيادة عدد الطلاب بها، ولكن المشكلة ليست فقط فى ارتفاع كثافة الفصول وإنما فى وجود مبنى كامل بحاجة للإحلال والتجديد الشامل أو الإزالة وإعادة بنائه من جديد، بسبب وجود تشرخات وتصدعات بداخله تشكل خطورة على حياة التلاميذ»، مضيفاً: «تواصلنا مع هيئة الأبنية التعليمة منذ شهور طويلة، وحضروا للمدرسة للمعاينة ومن وقتها لم نرهم مرة أخرى، رغم خطورة وضع المبنى الحالى».

واستنكرت سيدة محمود، من أولياء الأمور، ارتفاع الكثافة الطلابية داخل المدرسة وتأثيرها على استيعاب التلاميذ، قائلة: «لدى 4 أبناء داخل المدرسة، باصرف عليهم أكتر من 600 جنيه دروس خصوصية فى الشهر، لأن المدرسة لا يوجد بها تعليم والفصل بداخله أكثر من 65 تلميذاً ولا يوجد بينهم تلميذ قادر على الاستيعاب». وتابعت الأم: «ولادى الأربعة مستواهم ضعيف ولا يقدرون على الاستيعاب بالمدرسة، وابنى الكبير وصل للصف الثانى الإعدادى ومابيعرفش يكتب ولا بعرف أقرا خطه، وبياخد دروس بأكتر من 300 جنيه لوحده، وأغلب الناس هنا حالها تعبان وبحاجة لكل مليم يتم صرفه على الدروس».

ويقف عدد من المدرسين داخل مخزن الكتب، يقومون بترتيب الكتب التى سيتم تسليمها للتلاميذ خلال أيام، ويقول أحدهم: «المدرسين هنا فى المدرسة شغالين كل حاجة، يعنى أنا دلوقت واقف فى المخزن وبحضر الكتب علشان أسلمها للتلاميذ، المفروض اللى يعمل الكلام ده همّا العمال، لكن المدرسة مفيهاش عمال للأسف، وإحنا اللى بنقوم بالدور ده».

ويوضح المدرس أن «الكثافة فى المدرسة عالية جداً، لأن المدرسة دى هى الوحيدة فى المنطقة دى وبتخدم نحو 6 قرى كبيرة، والكثافة فى الفصل الواحد وصلت إلى 71 طالب، طيب المدرس هيقدر يشرح إزاى وفيه 71 تلميذ قاعدين قدامه، ده كتير جداً ومايرضيش ربنا، والمدرس حقه مهضوم، وأغلب المعلمين مظلومين ومابياخدوش حقوقهم، يعنى أنا بقالى أكتر من 37 سنة باشتغل فى التربية والتعليم مرتبى لا يتعدى 2700 جنيه، وعندى 3 بنات على وش جواز وابن فى ثانوية عامة».

ويشير إلى أن «أولياء الأمور بيشتكوا من أن أبناءهم مابيعرفوش يكتبوا، طيب التلميذ هيعرف يكتب فى فصل عدد التلاميذ فيه 71، وإزاى المدرس هيقدر يقوم بدوره والمفروض العدد لا يزيد عن 30 تلميذ؟ كمان المدرسة بتشتغل على فترتين، فترة صباحية وفترة مسائية، فيها نحو 1200 تلميذ، الفترة الواحدة مابتكملش ساعتين، طيب العيال هتتعلم إيه فى الساعتين دول، المبنى التانى فى المدرسة منخفض وفيه أوقات كتير بنلاقى الدور الأرضى مليان ميّه، طيب العيال هتقعد فين؟ نقعدهم فى الميّه؟ وطالبنا بتجديد المبنى أكتر من 100 مرة لكن مفيش حد بيسأل فينا».


مواضيع متعلقة