«برانى» للتعليم الأساسى.. مبانٍ متهالكة.. واستراحات للمعلمين بالفصول

كتب: عبدالفتاح فرج

«برانى» للتعليم الأساسى.. مبانٍ متهالكة.. واستراحات للمعلمين بالفصول

«برانى» للتعليم الأساسى.. مبانٍ متهالكة.. واستراحات للمعلمين بالفصول

وسط مدينة برانى الهادئة تقع أقدم مدارسها على الإطلاق، وهى مدرسة برانى للتعليم الأساسى، التى تضم بين طياتها طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية بجانب الإدارة التعليمية التى زاحمت الطلاب مؤخراً وحصلت على مبنى كامل من مبانى المدرسة القديمة، وتسببت فى ازدحام الفصول بالطلاب، إذ تتخذ الإدارة من المدرسة القديمة مقراً لها بعد تهدم المبنى الإدارى بالمدينة، وخارج أسوار المدرسة تتراكم مخلفات البناء وبعض أكياس القمامة، ومن الداخل يضيق فناء المدرسة بالطلاب أثناء الدراسة بسبب قلة عدد الفصول مقارنة بأعداد الطلاب الكبيرة، بحسب وصف المدرسين بها.

محمد بكرى، 40 سنة، ولى أمر مقيم بمدينة برانى، يقول: «مدرسة سيدى برانى للتعليم الأساسى أقدم مدرسة بالمدينة الساحلية، حيث تم إنشاؤها فى فترة الستينات وهى مدرسة ابتدائية وإعدادية، وتخرج من هذه المدرسة أجيال كثيرة، وتشهد كثافة كبيرة حالياً فى المرحلة الإعدادية لأن مركز سيدى برانى لا يوجد به سوى 3 مدارس إعدادية فقط، وتقدم هذا العام 200 طالب وهذا رقم كبير جداً، سيحتاج إلى فصول كثيرة، والمدرسة تستضيف حالياً الإدارة التعليمية لسيدى برانى وتستحوذ على مكان واسع من المدرسة، ويوجد بالمدرسة 850 طالباً وسوف يتم تخصص أكثر من 9 فصول للمرحلة الإعدادية هذا العام وفقاً للعاملين بالإدارة التعليمية بمدينة برانى».

{long_qoute_1}

وأضاف مدرس لغة عربية بإحدى المدارس الابتدائية: «فى الموسم الدراسى طلب منا الحضور إلى مطروح للحصول على دورة تدريبية مدتها أسبوعان، ولعدم وجود قاعات تدريب فى مدينة برانى يتم إجبارنا على ترشيح عدد من المدرسين المقيمين فى مدينة مطروح، وهؤلاء يحضرون كل عام، ولا نتمكن من الذهاب إلى مطروح بسبب بعد المسافة وارتفاع سعر المواصلات، وهذا يؤدى إلى نقص شديد فى عدد المعلمين بالمدارس خلال فترة التدريب، ونعانى أيضاً من عدم الحصول على خدمة التأمين الصحى من برانى ونكون مضطرين للسفر إلى مطروح للعلاج فى مستشفى التأمين الصحى هناك، ولذلك نفضل العلاج فى العيادات الخاصة فى برانى عن الذهاب لمطروح وإنفاق مئات الجنيهات على المواصلات».

وأوضح أن فناء مدرسة سيدى برانى الابتدائية لا يتسع إلا لـ400 تلميذ فقط، لكنه يضم حالياً أكثر من 1200 طالب فى أثناء العام الدراسى، وبسبب عدم التوسع فى بناء الأبنية التعليمية زادت كثافة الفصول بالمدينة لتصل إلى أكثر من 60 طالباً فى الفصل الواحد، حيث يجلس كل 3 طلاب على ديسك واحد، واضطرت بعض المدارس لضم فصول المدارس بسبب نقص المعلمين.

وعن استراحات المدرسين بالمدرسة، يقول وكيل إحدى المدارس ببرانى: «يتبع الإدارة التعليمية نحو 15 استراحة، لكن للأسف لا نعلم عنها شيئاً، والمعلمون المغتربون ينامون فى فصلين من فصول المدرسة، ويستخدمون حمامات التلاميذ، وسط أجواء غير آدمية ومهينة للمعلم، لأنه يقوم بتجهيز الطعام داخل الفصول التى ينام بها، ويضطر إلى الاستيقاظ مبكراً قبل السادسة صباحاً قبل حضور التلاميذ حتى لا يروه فى مشهد غير لائق ليحافظ على هيبته بينهم، وفى العام الماضى حضرت إلى هنا بعض المدرسات المغتربات لكنهن غادرن على الفور بعد أن اكتشفن أن أوضاع الاستراحات غير الآدمية».

{long_qoute_2}

ومن ناحية أخرى، تتوسط مدينة برانى الطريق الدولى الساحلى بين مدينتى السلوم ومطروح، وتعانى من تهدم وتهالك بعض المدارس الحكومية مثل مدرسة الفتيات الابتدائية التى تم هدم سورها الخارجى أثناء تنفيذ حملة إزالة للمبانى المخالفة، ومدرسة قرية بقبق التى تم نقل تلاميذها نهاية العام الدراسى الماضى إلى مدارس أخرى بعد تشقق جدرانها، وخوف العاملين بها من سقوطها على رؤوسهم، وتقع مدرسة الفتيات الابتدائية التى تعانى من كثافة كبيرة بجوار مستشفى برانى الذى يجرى تطويره حالياً، حيث تسبب البناء المخالف خارج أسوارها على الشارع الرئيسى فى تشويهها تماماً، حتى قامت قوات الشرطة بالتعاون مع مجلس المدينة فى إزالة المبانى المخالفة بجوارها لكن تم تحطيم أجزاء كبيرة من السور الخارجى للمدرسة من ناحية الجنوب والشرق، واكتفى العاملون بالمدرسة برص قوالب الطوب الأبيض فى بعض الأجزاء المفتوحة من سور المدرسة لكن ذلك لم يحمِ المدرسة، إذ يستطيع أى مواطن دخول المدرسة والعبث بمحتوياتها بسهولة شديدة، ويستطيع الزائر مشاهدة مقاعد الفتيات وهى ملقاة فى فناء المدرسة القديمة، لكن المدرسة الجديدة التى بدأ العمل فيها منذ عام تقريباً لا يتحرك فيها أى ساكن بعد صدور أوامر بوقف العمل بها. ويقول وكيل إحدى مدارس برانى: «تم البدء فى إنشاء مدرسة ابتدائى جديدة للفتيات فى برانى منذ عام لكن تم توقف العمل بها منذ 6 شهور لأسباب غير معلومة ومعلنة، لكن بعض المسئولين قالوا إن بعض الأجهزة الأمنية رفضت ارتفاع المبنى الى خمس طوابق لأسباب أمنية، رغم أنها تجاور مبنى مستشفى برانى الجديد المكون من 5 طوابق، وهو ما تكرر أيضاً فى مدرسة قرية الظافر الواقعة على الطريق الدولى الساحلى بين برانى ونجيلة، حيث تم إيقاف العمل بها لأن كانت ستكون مكونة من 7 طوابق».


مواضيع متعلقة