«الشيخ عتمان».. تعليم تحت «الضغط العالى».. والأهالى: «عايشين فى رعب»

كتب: محمد سعيد وخالد الغويط

«الشيخ عتمان».. تعليم تحت «الضغط العالى».. والأهالى: «عايشين فى رعب»

«الشيخ عتمان».. تعليم تحت «الضغط العالى».. والأهالى: «عايشين فى رعب»

مبنى متهالك يتكون من طابقين يحده من الجهة الجنوبية شارع، ومن الجهة الغربية والشمالية أرض زراعية، ومن الجهة الشرقية منازل الأهالى، أما عن فناء المبنى فيمر من فوقه أسلاك الضغط العالى، ولن يعرف المار أن المبنى مدرسة الشيخ عتمان الابتدائية المشتركة الموجودة فى قرية أولاد عزاز، غرب مدينة سوهاج، إلا عندما يشاهد سارية رُفع عليها علم مصر ولوحة دُوّن عليها اسم المدرسة، تلك المدرسة التى يمر أهالى القرية بدوابهم ومواشيهم فى أرض الطابور بها عندما يقصدون أرضهم الزراعية المجاورة للمدرسة، اختصاراً للمسافة بدلاً من السير على الطريق المار بجانب المدرسة.

داخل المدرسة لا صوت يعلو فوق صوت أزيز الكهرباء الصادر من أسلاك الضغط العالى المارة فوق فناء المدرسة، ذلك الصوت الذى يصيب الأطفال بالرهبة والخوف، وطالب الأهالى بسرعة نقل الطلاب من تلك المدرسة لحين حل تلك الأزمة وتغيير مسار أسلاك الضغط العالى وبناء سور يحيط بها.

أحمد عبدالحميد عوض، 45 عاماً، يقيم بالمنطقة، أوضح أنه لا يصدق ما يشاهده بشكل يومى أثناء فترات الدراسة من وقوف التلاميذ فى طابور الصباح أسفل أسلاك الضغط العالى بمدرسة نجع الشيخ عتمان، مؤكداً أنه لم يسمع من قبل عن مدرسة تمر من فوقها أسلاك الضغط العالى إلا فى قريتهم، ومع ذلك يقف المسئولون بعيداً دون تدخل للحفاظ على سلامة الطلاب، وناشد «عوض» المسئولين فى المحافظة ضرورة اتخاذ قرار فورى بوقف الدراسة فى المدرسة حفاظاً على حياة الطلاب أو سرعة البدء فى بناء مدرسة بديلة أو نقل خطوط الكهرباء من فوق المدرسة.

{long_qoute_1}

وأكد «عوض» أن الأهالى أرسلوا عدة استغاثات لهيئة الأبنية التعليمة والمسئولين فى التربية والتعليم والمحافظة لحل المشكلة، وفى كل مرة يعدهم المسئولون بحلها لكن دون اتخاذ خطوات عملية على أرض الواقع، وأن كل ما يردده المسئولون مجرد تصريحات فقط، مضيفاً: «أولياء الأمور عايشين فى رعب كل يوم بسبب خوفهم على سلامة عيالهم من أسلاك الضغط العالى، ده غير خوفهم بسبب إصابة طلاب كتير بالعربيات قدام المدرسة بسبب اندفاعهم للشارع بعد نهاية اليوم الدراسى وهما مش واخدين بالهم من العربيات لأن مفيش سور، ولو المدرسة كان عليها سور كان الوضع هيبقى مختلف خالص عن دلوقتى».

وأوضح أن أهالى القرية يخرجون كل يوم بصحبة أطفالهم لتوصيلهم للمدرسة وينتظرونهم على الطريق عقب انتهاء اليوم الدراسى، وذلك نتيجة الخوف عليهم من السيارات المارة فى الشارع لعدم وجود سور للمدرسة. أحد المدرسين، رفض نشر اسمه، أكد أن مدرسة الشيخ عتمان الابتدائية، تضم 220 طالباً وطالبة، يدرسون فى الفترة الصباحية، وتم إلحاق تلاميذ مدرسة دمنو الابتدائية بها نتيجة هدم المدرسة الأخيرة لإعادة بنائها من جديد، ما زاد الأمر سوءاً على سلامة الطلاب فى تعرضهم للخطر بسبب كثرة أعدادهم فى مدرسة لا يوجد عليها أسوار، وأصبحت المدرسة تعمل فترتين بدلاً من فترة واحدة، وأصبح عدد التلاميذ 850 طالباً، بعد إضافة الأعداد الجديدة.

وأضاف: «مشكلة وجود أسلاك الضغط العالى فوق فناء مدرسة نجع الشيخ عتمان عجز عن حلها جميع المسئولين فى التربية والتعليم والوحدة المحلية، والمسئولين فى هيئة الأبنية مش عارفين يبنوا سور للمدرسة عشان خايفين من حدوث ماس كهربائى من أسلاك الضغط العالى نتيجة ارتفاع السور، وممكن العمال يتصعقوا وهما شغالين على بناء السور لأن أسلاك الضغط العالى قريبة من الأرض، وبكده تحصل كارثة كبيرة».

وأكد المدرس أن هيئة الأبنية التعليمية خاطبت شركة الكهرباء لاستبدال أسلاك الضغط العالى بكابلات فى باطن الأرض، لكن المسئولين فى الكهرباء أخبروهم أن تكلفة نقل أسلاك الضغط العالى باهظة للغاية، كما أن كابل الكهرباء سيمر داخل الأراضى الزراعية، ما قد يؤثر على الكابلات فى باطن الأرض ويحدث ماس كهربائى بسبب مياه الرى.

واعتبر أن مشكلة المدرسة لا يوجد حل لها، لتعنت شركة الكهرباء فى نقل خطوط الضغط العالى، وأن حياة التلاميذ أصبحت فى خطر لأن الأسلاك بها ارتخاء وقريبة من الأرض، مما يعرض حياة التلاميذ والمدرسين والعاملين للخطر، مشيراً إلى أن مديرية التعليم أصدرت قرار إزالة لمدرسة دمنو الابتدائية وهى مدرسة تبعد عن مدرسة الشيخ عتمان نحو 500 متر، وتم نقل التلاميذ البالغ عددهم أكثر من 600 تلميذ إلى تلك المدرسة، فأصبحت كثافة التلاميذ عالية جداً، وصار مستوى تحصيل الطلاب متدنياً، واضطرت إدارة مدرسة الشيخ عتمان إلى العمل بنظام الفترتين، خاصة أنه لا يوجد بها سوى 6 فصول فقط، واعتبر أن الحل الوحيد هو سرعة بناء مدرسة دمنو ونقل طلاب المدرستين إلى هناك وإغلاق مدرسة الشيخ عتمان نهائياً حتى يتم حل مشكلة أسلاك الضغط العالى وإلا ستحدث كارثة.


مواضيع متعلقة