«سمالوط بنات 1».. مبنى قديم متهالك وفصول دون مقاعد.. وحمامات غير آدمية

«سمالوط بنات 1».. مبنى قديم متهالك وفصول دون مقاعد.. وحمامات غير آدمية
- التيرم الثانى
- اليوم الدراسى
- طوال اليوم
- فترة الصباح
- فى الفن
- أرض
- أسر
- أطفال
- التيرم الثانى
- اليوم الدراسى
- طوال اليوم
- فترة الصباح
- فى الفن
- أرض
- أسر
- أطفال
المدرسة قديمة، بنيت قبل كل المنازل التى تحيط بها، جدرانها متهالكة وبوابتها العتيقة، تغلق طوال اليوم على التلاميذ حتى لا يخرجوا إلى الشارع، ويقضون فسحتهم فى الفناء الصغير، يلهون على مهل حتى لا يحدث تصادم بينهم لصغر المكان.. دوران فقط هما عدد الطوابق بالمدرسة المكونة من 6 فصول وتعمل فترين؛ الفترة الصباحية للصف الأول والثانى والثالث، والفترة المسائية للصف الرابع والخامس والسادس، على أن يكون التيرم الثانى مختلفاً، فالصغار يصبحون فى المساء، أما الكبار فتكون الفترة الصباحية من نصيبهم.
تجلس ولاء عمرو، التلميذة بالصف الخامس الابتدائى، فى مدرسة سمالوط البلد بنات (1)، على مقعدها تعد الدقائق والثوانى وتنتظر الفرج بأن يدق الجرس معلناً انتهاء اليوم الدراسى بفارغ الصبر، الوقت يمر ببطء شديد والطفلة الصغيرة تتماسك بصعوبة، وأخيراً دق الجرس معلناً عن انتهاء يوم طويل من الألم والمشقة، بسرعة رهيبة تلملم «ولاء» أوراقها، وتضعها فى حقيبتها على عجل وتطلق ساقيها للريح نحو منزل أسرتها الذى يبعد عن المدرسة نحو 500 متر، تدفع الباب بعنف تلقى الحقيبة على الأرض بغضب وتهرول مسرعة صوب الحمام لقضاء حاجتها.
«أنا لست الوحيدة فى مدرسة سمالوط البلد الابتدائية بنات (1) التى تمر بمثل هذه المواقف، وإنما هذا هو حال معظم التلاميذ»، هكذا قالت «ولاء»، التى أكدت أنها تخاف من دخول حمام المدرسة لأنه لا يمت للحمامات بصلة من قريب أو بعيد. أحمد عبدالمنعم، أحد التلاميذ بالمدرسة، أكد أن الفصل الذى يدرس فيه لا يوجد عليه باب، وفى معظم الأوقات يجلس هو وزملاؤه على الأرض لأن المقاعد غير مؤهلة: «أنا بقعد على الأرض أنا وزمايلى لأن الكراسى معظمها بايظ وللأسف مابلاقيش مكان غير الأرض، والباب دائماً مفتوح، وكل حيطة فيها شق كبير».
أربع سنوات قضاها الطفل الصغير فى تلك المدرسة، وفى كل يوم يصعد هو وزملاؤه على التختة ليلقى بنفسه على الأرض، فيشعر باهتزازها، لعبة تعوّد عليها، وكأنهم ينتظرون قدراً لا يعلمه إلا الله: «كل يوم أنا وزمايلى بننط من على التختة على الأرض، علشان تهز السقف، والله أنا بكون خايف المدرسة تقع بينا، بس هنعمل إيه بقى بنلعب». المدرسة عبارة عن منزل قديم أجَّره صاحبه للوزارة منذ عشرات السنين، انتهى عمره الافتراضى منذ زمن، لكنه يرفض أن يموت دون أن يأخذ معه عدداً من الأطفال، «المدرسة قديمة وشكلها كدا هتقع على دماغنا، وبابا كان بيتعلم فيها ودائماً كان بيحكى لى عنها، هو كان عايز ينقلنى منها لكن كل أولاد عمى فيها علشان كدا سايبنى، ربنا يسترها ومانمتش فيها» هكذا قال أحد التلاميذ بالمدرسة.