رئيس «المستثمرين الصناعيين»: بعض المصانع أغلقت لانعدام «المياه» وبعض الحرفيين ماتوا قبل تحقيق حلمهم.. وتدخل الرئيس يحل أزماتنا

كتب: أحمد العميد وعبدالله مشالى

رئيس «المستثمرين الصناعيين»: بعض المصانع أغلقت لانعدام «المياه» وبعض الحرفيين ماتوا قبل تحقيق حلمهم.. وتدخل الرئيس يحل أزماتنا

رئيس «المستثمرين الصناعيين»: بعض المصانع أغلقت لانعدام «المياه» وبعض الحرفيين ماتوا قبل تحقيق حلمهم.. وتدخل الرئيس يحل أزماتنا

استنكر سطوحى مصطفى، رئيس جمعية المستثمرين الصناعيين فى أسوان، الوضع الذى يعانى منه جميع المستثمرين الصناعيين والحرفيين وأصحاب الورش فى المنطقة الصناعية، مشيراً إلى أن المنطقة تعانى من إهمال جسيم من ناحية الخدمات، فضلاً عن انعدام الدعم الحكومى لتنشيط الصناعة فى المدينة، لافتاً إلى أن النداءات والاجتماعات التى قام بها مع المسئولون كثيرة جداً إلا أنها كانت بلا جدوى، والتى بدأت من وقت رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد وحتى رئيس الوزراء الحالى المهندس شريف إسماعيل.

{long_qoute_1}

وأضاف «سطوحى» فى حواره لـ«الوطن»، أن بعض أصحاب الورش والمصانع بالمدينة الصناعية أغلقوا ورشهم ومصانعهم لانعدام الخدمات، إضافة لأزمة مياه الشرب التى تعانيها المدينة، والتى أدت إلى إغلاق بعض مصانع الأغذية. وإلى نص الحوار.

بداية.. حدثنا عن المدينة الصناعية بأسوان من حيث نشأتها وبعض المعلومات الخاصة بالتفكير فى موقعها؟

- تم اختيار موقع المدينة الصناعية فى منطقة العلاقى جنوب شرق مدينة أسوان، وتم تأسيسها نحو عام 1996، وكان المفروض أنها تطرح لشباب الخريجين، لكن الذى حدث أنه بدلاً من أن تخصص للشباب ويحصلوا على الأراضى لبدء العمل انقلب الأمر وأصبحت مبانى مجهزة وليست أراضى، وهذه الفكرة كانت جيدة، لكن حدثت مشكلات منذ بداية إنشاء المدينة وما زلنا نعانى منها حتى الآن.

ما المشكلات التى بدأت مع إنشاء المدينة ولا تزال مستمرة؟

- الجهاز التنفيذى للصناعات والتابع لوزارة الصناعة أنشأ مجموعة من الوحدات الجاهزة وفى نحو 9 سنوات أنشأ مبانى فقط وأدى لارتفاع أسعار الوحدات، والمنطقة عقب بنائها قالوا ابدأوا تعاقدات، ومجموعات كثيرة تعاقدت على الوحدات فى المدينة الصناعية لنحو 350 وحدة عام 1999 ومنذ البداية حتى 2003 لا توجد مياه، لأن هناك مشكلة تخص محطة المعالجة تابعة لشركة المقاولين مع هيئة مياه الشرب، وخط الصرف الصحى لم يكتمل فى المدينة الصناعية ولم تضخ مياه الشرب، وبقى الحال نحو 5 سنوات لا توجد نقطة مياه فى الخط، وكانت الوحدات مغلقة ولا يوجد بها أى نشاط، وأصبحت هناك مديونيات على أصحاب الورش لأن التعاقد منذ البداية كان بنظام الـ5 سنوات، والتعاقد من 1999 وحتى 2004، وكان لا بد للناس جميعاً فى المدينة أن تجدد العقود، بمعنى أننا أخذنا 5 سنين ولم نتمكن من فتح الوحدات للعمل، وجاء الدور على التجديد ولم نستفد منها ولو ساعة واحدة، وأصبحت على أصحاب الوحدات مديونية وغرامات تأخير. {left_qoute_1}

لكن هناك أصحاب ورش وحرفيين ليسوا شباب خريجين وأصبح هناك مصانع ومستثمرون أيضاً؟

- نعم سمعنا فى 2003 موضوع الاهتمام بالبيئة والوحدات المقلقة للراحة فى المناطق السكنية، وتم نقل مجموعة من أصحاب الورش والحرفيين بالمنطقة الصناعية القديمة التابعة لحى جنوب مدينة أسوان إلى المنطقة الصناعية الجديدة بالعلاقى، وبدأ النشاط الفعلى، لكن المشكلة لا تزال موجودة وهى «المديونيات»، وفيه ناس من أصحاب الورش لم تسدد أى أموال حتى الآن، والمديونيات والتراكمات والفوائد كل يوم تزيد عليهم، والبعض عقوده انتهت ولم تجدد له أى عقود وما زالوا موجودين فى الوحدات ولا أحد يدفع.

إذن العمل بدأ فى المدينة الصناعية فى 2003 رغم تأسيسها فى 1996؟

- نعم المدينة الصناعية بدأت تشتغل فعلياً منذ عام 2003، حيث بدأ البعض يسدد الإيجارات، وفى تسديدها كانت تواجهنا مشاكل، حيث كان إيجار الوحدة فى الشهر 75 جنيهاً، لكن صاحب الوحدة لكى يسدد النفقات كان لا بد أن يسددها فى القاهرة، ولو تأخر شهراً تحسب عليه الفائدة والغرامة، فأصبح المطلوب منه أن يسدد 75 جنيهاً بالقاهرة كل شهر، أى يقطع المسافة من أسوان للقاهرة بالقطار ذهاباً وإياباً وإقامة ليلة فى أحد الفنادق، وهذه المشكلة مستمرة حتى وقتنا هذا، وعانينا كثيراً وكنا وما زلنا نطالب بأن يكون هناك موظف من الجهاز التنفيذى يُحصل الإيجارات، بالرغم من أن هناك مبنى إدارياً مغلقاً داخل المدينة الصناعية وغير مستغل، والأغرب أنهم يرسلون لجنة كل 6 أو 7 أشهر، وهذه اللجنة تفتش على الإيصالات، ثم يطالبونا بأن نذهب إلى القاهرة لسداد غرامة التأخير، وعندما نذهب نجد غرامات تأخير أخرى، والمسلسل مستمر.

سمعنا عن مشاكل فى العقود الخاصة بالوحدات والمصانع.. ما هى؟

- المشاكل هى أن العقود حتى الآن لم تجدد، والإيجارات زادت مرة 10% وأخرى 15%، وبدل ما كانت تجدد كل 5 سنوات أصبحت الآن تجدد كل 3 سنوات وهذه مصيبة كبيرة، لأن الصندوق الاجتماعى فى مصر لا يقرض أصحاب المشروعات والورش الحرفية فى أى مكان إلا لو كان صاحب الورشة معه عقد إيجار لمدة 5 سنوات، وطبعاً هذا ليس موجوداً فى المدينة الصناعية بالعلاقى، لأن العقود 3 سنوات فقط، فإذا أراد أى صاحب ورشة أن يطور نفسه ويشترى ماكينات حديثة لن يقدر أن يأخذ قرضاً، وأصبحنا نعانى من مساعدة أصحاب الورش والحرف، فمثلاً الحداد إذا أراد شراء ماكينة خراطة جديدة أو أى شخص يريد تطوير عمله عبر قرض من الصندوق الاجتماعى لا يستطيع بسبب عقود الإيجار بالمدينة الصناعية، لأنه ليس لديه عقد، ولو لديه سيكون أقل من 5 سنوات، وهذه إحدى المشاكل والمعاناة التى يواجهها الموجودون فى المنطقة الصناعية بأسوان، بسبب سوء القرارات الصادرة من الجهاز التنفيذى، وأيضاً من وزارة الصناعة على مدار 14 سنة من عمر الجمعية و22 سنة من بداية المنطقة الصناعية، والتى من المفترض أن تعمل بإدارة مميزة، والحقيقة أن اللواء سمير يوسف، المحافظ الأسبق لأسوان، قال لمسئولى الجهاز التنفيذى أنا هوقف أى توريد لكم فى القاهرة إلى أن نجد موظفين داخل المدينة الصناعية لحل مشاكل الحرفيين وأصحاب الورش، فعملوا الأصعب واللى لا يمكن حد يصدقه إن موضوع اللجنة اللى بتيجى لأسوان كل 6 أو 7 شهور من الجهاز التنفيذى تكلف الدولة أكثر من تعيين موظفين لتسلم الإيجارات ويكونوا مسئولين عن المنطقة الصناعية هنا فى أسوان وأماكنهم موجودة، مثال اللجنة لو فيها 4 أفراد جاية من القاهرة طيران ذهاباً وعودة وسكناً فى فندق 4 أو 5 نجوم وبدلات ووجبات غذائية سنجد أن تكلفتهم نحو 20 ألف جنيه، فى الوقت اللى ممكن الموظف ياخد ألفين جنيه فقط فى الشهر وهيقوم بعملهم كله وهييسر للناس، والناس كمان هتروح تدفع بصورة شهرية حتى لا تنزل عليهم الغرامات، ففلوس تكاليف اللجنة ممكن تعين كذا موظف بمرتبات متوسطة وهتيسر الحال للجميع وهيبقى فيه دخل للدولة وهنقدر نطور المدينة الصناعية.

{long_qoute_2}

إذن ما محاولاتكم فى التواصل مع المسئولين والشكاوى المقدمة لهم لحل الأزمة؟

- بصراحة أُرهقنا بشدة نحن كممثلين عن جمعية المستثمرين جلسنا مع رؤساء وزراء وتحدثنا معهم وشرحنا لهم الحل وردهم يكون جيداً فى الحديث وأن الحل قريباً واعتبروا الأمر محلولاً، لكن بدون أى تغيير، ورؤساء الوزراء بدءاً من عاطف عبيد وحتى شريف إسماعيل جلسنا معهم وخاطبناهم.

وماذا عن النظافة داخل المدينة، لاحظنا عدم اهتمام بهذا الجانب، فما المشكلة إذن فى تنظيف المدينة؟

- الناس تصرخ ولا أحد يسمع، الجهاز التنفيذى يحصل على رسوم نظافة وتشجير، والمكان يرثى له وليس به سوى شجرتين أو ثلاث.

إذن طموحات الحرفيين وأصحاب الورش لن تتحقق فى ظل هذه الأجواء.. وهل من مشاريع كبرت وحققت إنجازات فى ظل هذه الظروف؟

- أقسم بالله بعض أصحاب الورش مات ولم يتحقق حلمه، أن يكون عنده ورشة يملكها أو حتى يرى مشروعه متطوراً، لأن الوحدات أصلاً فى البداية حصل عليها موظفون فى ديوان عام المحافظة وأقاربهم فى بداية توزيعها، والجمعية كان لا بد أن تتدخل وسحبنا نحو 70% من هذه الوحدات وأعدنا توزيعها لأصحاب الورش والمهن الموجودة فعلياً فى مدينة أسوان، وبسبب انقطاع المياه بالأسبوع ترك الصناع المدينة الصناعية الجديدة وعادوا لمناطقهم الصناعية القديمة التى يملكونها، «ولو بسّطنا الموضوع لو واحد عنده سيارة عايز يصلحها إيه اللى يخليه يطلع المدينة الصناعية جنوب شرق مدينة أسوان وهى على مرتفع جبلى فى الوقت اللى ممكن يصلحها فى قلب المدينة فى المنطقة الصناعية القديمة، فنحو 60% من اللى قافلين ورشهم فى المدينة الصناعية بالعلاقى رجعوا تانى لأماكنهم القديمة وتركوا الجديدة مقفولة، وهو مش معاه عقود بها ولا بيدفع لها إيجارات ولا الدولة مريحاه، وكمان مفيش غيره يقدر يستفاد من الموضوع ده، لأنه قفلها وممعهوش حتى مفاتيحها وخلاص رجع واشتغل تحت خلاص، والعيب على الدولة.

هل من الممكن جذب مستثمرين للمدينة الصناعية بأسوان لتطويرها؟

- المنطقة الصناعية عبارة عن ورش ومجموعة من المصانع تعانى، ونحن لا يمكننا أن نطور ولا نأتى بمستثمرين فى المدينة بسبب سوء الوضع، لأننا قبل ذلك أقمنا مؤتمر الاستثمار من سنوات فى أسوان وذهبنا بالمستثمرين فى أوتوبيس وكانوا من كبار رجال الأعمال والمستثمرين فى مصر والدول العربية، وأول ما وصلوا المدينة الصناعية فوق، أحدهم قال: «معقولة دى منطقة صناعية وتعالوا اعملوا استثمار ده تهريج» هذا الكلام قيل من مستثمر مصرى هو الآن مستثمر كبير فى مدينة 6 أكتوبر وفى العاشر من رمضان، فالمنطقة الصناعية فى أسوان منطقة جبلية وجو حار جداً والمياه غير موجودة، المنطقة هى اسم فقط ولكن فى الحقيقة هى «منطقة المعاناة والبؤس»، يعنى لا يوجد فيها مياه وأنت فى بلد السد العالى وأول محافظة يجرى فيها النيل فى مصر، «لازم الناس تعرف إن عندنا مصانع غذائية أقسم بالله قفلت لأن مفيش ميه بتوصل لها، منها مصنع العسل والخل.

وماذا عن مشاكل المصانع الكبيرة بالمدينة؟

- مشكلة المصانع أن الأرض جبلية وأغلى من 6 أكتوبر بالرغم إنها تعتبر بالمجان، سأشرح لك الأمر، طبيعة المكان بالمدينة الصناعية إما خور -أرض منخفضة جداً عن سطح الأرض- أو جبل، فلو مثلاً تسلمت أرضاً قطعة من جبل تضطر إلى كسر وحفر وعمل شاق، ومن فترة طويلة كان المتر فى أرض 6 أكتوبر بـ600 جنيه، بينما كان المتر تكسير وحفر يكلفك فى أسوان 1500 تأهيل للتربة، ونقوم بضرب هذا المبلغ فى أمتار علوية يعنى مثلاً 6 أو 7 أمتار ارتفاع أو2 أو 3 أمتار حفر أسفل سطح الأرض، فهذا يكلفك كثيراً، بمعنى دراسة الجدوى للمشروع الخاص بى ينفذ فى 6 أكتوبر أو العاشر من رمضان أرخص من تنفيذه فى أسوان، وعلى الرغم إن بعض مستثمرى أسوان بدأوا العمل وفوجئوا أنه لا توجد أوراق تثبت ملكيتهم للأرض التى مهدوها وأقاموا عليها مصانع ولم يتمكنوا من عمل قروض.

إذن أنت تعلم بعض الحلول اذكر لى تفاصيل عن ردود أحد رؤساء الوزراء الذين التقيت بهم؟

- مثلاً، اجتمعنا مع المهندس إبراهيم محلب حينما كان رئيساً للوزراء وطلبنا منه أن المدن الصناعية فى الصعيد تحتاج فقط 200 مليون جنيه كإعانة عاجلة لتطوير المدن الصناعية، واتصل بوزير المالية ووافق الوزير، وأن تكون خارج ميزانية هيئة التنمية الصناعية وخارج ميزانية المحافظات، وكان الكلام أمام المجموعة الاقتصادية داخل مجلس الوزراء وانتظرنا المبلغ لكنه لم يصل، وكانت كل منطقة صناعية فى الصعيد ستأخد حصتها من المبلغ، ولأن أسوان كانت تحتاج أن تمد وصلات الغاز الطبيعى للمنطقة الصناعية بالعلاقى، ورفع كفاءة محطات المياه والكهرباء كان وقتها ممكن نقول فعلاً لدينا مدينة صناعية متكاملة بلا مشاكل، ولكن يبقى الحال على ما هو عليه «معاناة ثم معاناة»، ونفس القصة عرضناها على المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الحالى من نحو سنتين ولم يحدث أى شىء بالرغم من موافقته، وأعتقد أنه يبقى فقط أن نلتقى بالرئيس السيسى هو المسئول الوحيد الذى لم نلتق به حتى يحل لنا مشاكلنا ويأمر أن ينفذوا القرار.


مواضيع متعلقة