«طباخة ماهرة تكره التصوير».. معلومات تعرفها لأول مرة عن أجاثا كريستي

كتب: محمد أشرف

«طباخة ماهرة تكره التصوير».. معلومات تعرفها لأول مرة عن أجاثا كريستي

«طباخة ماهرة تكره التصوير».. معلومات تعرفها لأول مرة عن أجاثا كريستي

تعتبر أجاثا كريستي أشهر من كتب في أدب الجريمة على مر العصور، فلا تزال حتى يومنا هذا يتم طباعة رواياتها والتي ساهمت في إثراء المجال الأدبي كثيرًا، واعتبرت أنها رائدة التحقيقات البوليسية في الروايات والتي ألهمت العديد من الكتاب العظماء من بعدها، وفتحت الباب على مصراعيه لإبداعات الأدباء في هذا الشق.

والحقيقة أن شخصية الكاتبة الكبيرة كانت تنتابها جزء من الغموض حتى أصدرت ونشرت سيرتها الذاتية، واستكملت ابنتها «روزاليند» كتابة البقية من حياتها وذكرياتها معها في مذكراتها هي الأخرى، لكن هناك أشياء لم ترد في مذكراتها ولكن ننقلها لكم على لسان الشخصيات المقربة من «كريستي»، حسبما كتب الروائي الإنجليزي «آرثر كلارك»، وحسبما نشر عنها موقع «مينيتال فلوس»، ومذكرات ابنتها.

والدة «كريستي» لم تكن ترغب في تعليمها القراءة والكتابة، بالرغم من أن أسرة «كريستي» كانت ميسورة الحال ومن الأسر الإنجليزية المتوسطة آنذاك، إلا أن والدتها رفضت في بداية نشوب موهبة الفتاة ولوعتها بالأدب أن ترسلها للمدرسة لتعلم القراءة والكتابة، حتى يأست الفتاة في عمر الثامنة من إقناع والدتها للذهاب للمدرسة، فآثرت هي تعليم نفسها حتى سن الخامسة عشرة، وأمام رغبتها الشديدة استجابت لها والدتها وارسلتها للتعليم الحكومي في سن الـ15، واستكملت دراستها في باريس.

روايتها الأولى كانت مجرد تحدٍ ورفضها 6 ناشرين، كانت روايتها الأولى بمثابة رهان أو تحدٍ بينها وبين إخوتها، فيذكر أن «كريستي» كانت شخصية سريعة الانجراف في التحدي، وحين تحدتها شقيقتها «مادج» لكتابة رواية كاملة، قامت بالفعل بتأليف رواية أظهرت لأول مرة شخصية كتاباتها الشهيرة «هيركل بويروت»، وكتبت رواية أحداثها تدور حول جندي حصل على إجازة ليجد نفسه متورطًا في قضية تسمم أحد أصدقائه، تم رفض هذه الرواية من قبل 6 ناشرين قبل أن يتم نشرها لها عام 1920 وكان عمرها 30 عاما فقط.

هيركل بويرت، المحقق الذي ذاعت شهرته في كتاباتها هو شخصية حقيقية، ويشاع بين الناس أنها استلهمت صفاته من رجل بلجيكي شاهدته بينما كان عمرها 20 عاما، وكان رجل غريب المظهر نوعًا ما، شاربه غير مألوف.

في عام 1926 أعلنت الشرطة الإنجليزية ملصقات فقدان «كريستي»، اختفت «كريستي» لمدة ليست بقليلة أثارت العديد من التكهنات، فقد اعتقدت عائلتها أنها تعرضت لفقدان ذاكرة وتاهت، بينما اعتقد البعض أنه أسلوب دعاية تروج به لنفسها وكتاباتها، والحقيقة أن نجمها كان لامعًا بالفعل في تلك الفترة ولم تحتاج لتلك الدعاية، ولم تذكر حتى موتها سبب اختفائها، ولكن أقرباء رجحوا أنها كانت في فترة استجمام بعدما حدثت مشكلات بينها وبين زوجها وعرفت في تلك الفترة أنه على علاقة بسيدة أخرى.

جرائمها غير مائلة للعنف، بالرغم من أنها أشهر كاتبة جرائم، إلا أن معظم جرائمها لم توصف بالعنف أو الدموية كما نشاهد في معظم الكتابات اليوم، فكان معظم جرائمها بالسم، وذلك نتيجة لأنها كانت تعمل بالخدمة المدنية كممرضة أثناء الحربين العالميتين، وهو ما أعطاها خبرة في أنواع السموم التي تستخدم في الحرب.

لم تكن «كريستي» بارعة في كتابات الجريمة فقط، عثر باحثون على قصص وكتابات رومانسية ودراما، كتبتها «كريستي» منذ عام 1930 وحتى عام 1956، ولكنها كانت تستخدم اسما مستعارا كي لا يتعرف أحد على هويتها وتتشوه صورة كاتبة الجريمة، واستخدمت اسم ماري وستماكوت واسم «ماري» هو الاسم الأوسط الذي تعرف به عائلتها، و«وستماكوت» هو لقب أحد أقربائها.

«كريستي» تكره التصوير، فمن تاريخ الكاتبة نستطيع أن نجزم أنها لم تكن من هواة التصوير، حيث إنها وعلى عكس كتاب هذه الفترة، ليس لها أي صور أثناء قيامها بالكتابة، أو رحلات سفرها، أو في أي أماكن عامة، حتى إنها رفضت أن تنشر صورتها على أي من كتبها، ولم يتم ذلك إلا في كتاب واحد، ويرجح البعض أنها لم تكن تفضل أن يتعرف عليها الناس في الواقع.

«كريستي» كانت تكره الخطب، لم يذكر التاريخ أنها أثناء حضورها أي معرض أو حدث ثقافي ألقت خطبة أو كلمة، بجانب أن أحد أعضاء نادي لندن للكتابة وهو «أنطوني بيركلي» ذكر أنها أثناء تقلدها منصب رئاسة النادي الشرفية، لم تقم حينها بإلقاء الخطبة المعتادة في مراسم ترئيس جديد، واشترطت ذلك قبل تقلدها للمنصب.

حاولت كثيرًا الإقلاع عن التدخين ولكنها فشلت، ذكرت ابنتها في مذكراتها، أن أمها حاولت كثيرًا الإقلاع عن التدخين جاهدة ولكنها فشلت وأصيبت بإحباط وأعلنت هزيمتها في ذلك.

مسرحيتها تعرض حتى اليوم بانتظام، كتبت «كريستي» مسرحية «مصيدة الفئران» وتم عرضها لأول مرة في غرب لندن عام 1952، وحتى هذا اليوم لم يتوقف عرض المسرحية في خلال هذه السنوات بشكل رسمي ومنتظم حتى إنها تم عرضها أكثر من 25 ألف مرة في تلك السنوات.

لم تستوحِ «كريستي» إلا جريمة واحدة من الحقيقة، ومن المعروف عن كتاب الجريمة أنهم يستوحون كتاباتهم من الواقع، ويبنون جرائمهم على خيوط حقيقية ممتزجة بالخيال، بينما «كريستي» لما تكتب سوى مرة وحيدة جريمة حدثت بالفعل، وكانت تلك الجريمة زوجة أحد زملاء زوجها في العمل، والتي وجدت مقتولة في أحد الأماكن الأثرية.

بيتها القديم لا يزال يعرض للإيجار حتى اليوم، بحسب موقع «مينتال فلوس» فمنزلها القديم التي عاشت فيه في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي في «ديفونشاير» يعرض حتى اليوم للإيجار بالآثاث القديم التي كانت تمتلكه وبسعر 500 دولار لليلة الواحدة.

«كريستي» طباخة ماهرة، ذكرت ابنتها أنها كانت تحب الطبيخ وتعد عصائر تتفرد بها «كريستي»، ورغم عن انشغالها كانت تجد وقتا مناسبا لصنع أطعمة وعصائر مذهلة كما كانت كتاباتها مذهلة أيضًا.


مواضيع متعلقة