إلهامات الشرق في كتابات «سيدة الجريمة» أجاثا كريستي

إلهامات الشرق في كتابات «سيدة الجريمة» أجاثا كريستي
- الحضارة المصرية
- السلطات المصرية
- الشرق الأوسط
- الشعوب العربية
- القطار السريع
- المتحف المصري
- المملكة البريطانية
- بيت لحم
- تصوير فيلم
- آثار
- أجاثا كريستي
- الحضارة المصرية
- السلطات المصرية
- الشرق الأوسط
- الشعوب العربية
- القطار السريع
- المتحف المصري
- المملكة البريطانية
- بيت لحم
- تصوير فيلم
- آثار
- أجاثا كريستي
تكتم أنفاسك، تبقي انتباهك لأقصى درجة ممكنة، تفتح عينيك وتتخيل التفاصيل كاملة، هذه علامات قراءة روايات سيدة الجريمة في العالم «أجاثا كريستي» وأشهر من كتب قصص تحقيق وأدب الجرائم على الإطلاق، تفاصيلها الصغيرة التي تجعلك جزءا من كتاباتها هي ما تضفي عليها تميز كتاباتها، أدرينالين اللحظة الأخيرة هو ما جعلها كاتبة الجرائم الأولى على مر التاريخ.
ولدت «كريستي» في الخامس عشر من سبتمبر الذي يصادف اليوم من عام 1890 لأب أمريكي وأم إنجليزية، نشأت وترعرعت في مدينة «ديفون» بالمملكة البريطانية المتحدة، وتقول إنها عاشت طفولة سعيدة في أسرة ميسورة الحال، قدمت قي مسيرتها المميزة حوال 124 عملا ما بين مسرحيات وروايات وتجميعات قصص قصيرة وأعمال أخرى.
كان للشرق الأوسط بصمته وتأثيره في أعمال سيدة الجريمة، ويظهر ذلك جليًا من كتاباتها التي استلهمت العديد من أفكارها خلال رحلاتها للشرق الأوسط والتي استغلتها بقلمها أفضل استغلال، تزوجت «كريستي» في البداية من جندي في الجيش البريطاني يدعى «آرشي كريستي»، وهو الزوج التي أخذت لقب اسمها منه، ولكن زواجهما لم يطل كثيرًا كما ألمحت في مذكراتها التي نشرت عام 1976، نظرًا لأنها لم تجد فيه الصحبة الزوحية، فاستمر الزواج فقط مدة 14 عاما كان معظمها أوقات سفر للزوج.
بعد طلاقها من زوجها الأول، أتيحت لها فرصة السفر في العديد من البلدان لاستلهام أفكارها التي تصب في رواياتها، فتذكر أنها كانت صغيرة في أول مرة زارت مصر، وارتادت في تلك الأثناء النيل والمتحف المصري، لكن ذلك لم يترك في نفسها أثرا بليغا حسبما تذكر، لكن كل ذلك سيتغيَّر بمجرد زواجها من عالم الآثار ماكس مالوان، والذي أتاح لها السفر في العديد من البلدان ورؤيتها عن أكثر قرابة وهو ما ساعدها في كتاباتها، وكان الزوجان في أوج درجات التفاهم، فكما بدأ زواجهما بمغامرات انتهى كذلك.
زارت «كريستي» في تلك الفترة العديد من بلدان الشرق الأوسط والتي ذكرت أنها أثرت عليها كثيًرا، فزارت سوريا وعاشت فيها، وتركيا، ولبنان، والأردن، ومصر، وإيران، وألهمت معظم هذه البلدان أماكن وأحداث مثيرة لقصص جرائمه، وذكرت أنها تحب الشعوب العربية جدًا وتتضامن معهم، وتلك الفترة كانت بدايات حرب جديدة في المنطقة.
في أثناء زيارتها لإيران عام 1934، قامت بتأليف ونشر روايتها «تحقيقات باركر بين» وذكرت في تلك الفترة أن طهران هي أجمل بلدان العالم، وكتبت «جريمة قتل في بلاد النهرين» عام 1937 في أحداث ألهمتها إليها بلاد العراق، وكتبت «جريمة على نهر النيل» واستوحت تفاصيل هذه الرواية في أثناء زيارتها في مصر، وتم نشر الرواية عام 1938، و«موعد مع الموت» التي تأثرت فيها بزيارتها لبلاد الأردن وتم نشر الرواية عام 1939، ما جعلها أشهر كتاب الجريمة في العالم، حيث قامت بناء قصصها على بناء صلب يرتكز على الواقع.
ألهم نجاح قصة «جريمة على نهر النيل» المخرج «جون جيلمان» الذي قرر تصوير فيلم مستوحى من أحداث الرواية في مصر، وبالفعل سجَّل الفيلم عام 1978، وهو ما تم التخطيط له بنجاح مع السلطات المصرية ما جعلهم يعرضون الفيلم بالتزامن مع معرض الملك توت عنخ آمون، وهو ما فتح الباب للمنتجين الأجانب للتصوير في مصر، حسبما ذكر الكاتب الانجليزي آرثر كلارك في مذكراته هو الآخر، وأصبحت الرواية تدرس في العديد من الكليات الأدبية في أوروبا وإنجلترا تحديدًا.
وتقول «كريستي» عن أشهر رواياتها «جريمة في القطار السريع» إنها استوحت أحداثها من خلال رحلتها في القطر السريع من إنجلترا إلى دمشق التي عاشت فيها مع زوجها، وتقول إن الرحلة كانت ما بين حافلة في الصحراء وقطار سريع، تعرضت في تلك الرحلة للكثير من الأحداث التي جعلتها تكتب روايتها الأشهر، وهي أيضًا رحلتها التي انتهت بالزواج من «مالوان»، وذكرت أنها أحبت كتابة الروايات في الصحراء الموجودة في الشرق الأوسط آنذاك، بعيدًا عن زحمة المسارح والهواتف والحدائق والمسارح الأوروبية.
وتذكر «كريستي» أيضًا أنها كتبت مسرحية تدعى «إخناتون» تحاول فيها وصف ما رأته من الحضارة المصرية بعينها، وكيف شاهدت حضارة مصر القديمة، لكنها لم تنشر تلك المسرحية في أثناء زيارتها لمصر عام 1937، وكانت تتكون من 11 مشهدا، ولشيء ما بعد تقدم «كريستي» في العمر، تذكر وأنها في أثناء فتحها للأوراق القديمة وجدت تلك المسرحية وقررت أنه الوقت الأنسب لنشرها عام 1973.
بعد النجاحات التي قدمتها سيدة الجريمة في الأدب، سألها أحد الأشخاص «صفي نفسك بكلمة»، فتذكرت حينذاك حياتها المستقرة وذكرياتها بسوريا، وتعتبر أنها أكثر البلدان إلهامًا لها، حتى إنها ذكرت أنها كاتبة في نزهة في ريف دمشق، وكاتبة سمت بها الروح فكتبت ديوان أشعار «نجمة بيت لحم»، مشيرة لإحدى القصص الواردة في إنجيل متى، والتي حدثت بالأراضي الفلسطينية المحتلة.