والد المقدم الشهيد «أبوالعينين»: أول عيد فطر يغيب عنه ابنى من 40 سنة

والد المقدم الشهيد «أبوالعينين»: أول عيد فطر يغيب عنه ابنى من 40 سنة
يجلس يحسب الأيام ويعد الساعات الباقية على مجيئه، يهندس ويرتب كعادته لبهجة فطر رمضان وسط أبنائه، قذيفة مفاجئة.. تعصف به فى بحر الحزن والألم، وفاة ابنه الأكبر حرم الأسرة الريفية من طعم العيد، «الإخوان هما السبب ربنا ينتقم منهم»، كلمات والد المقدم أحمد محمود مصطفى أبوالعينين، الذى استشهد فى هجوم إرهابى على مدرعة شرطة فى العريش، انتظار طلة الضابط أحمد لقضاء العيد بين والديه وولديه تحولت إلى قهر واحتراق لقلوبهم بدون ذنب، حسب والد الشهيد أبوالعينين.
صورة الشهيد لا تفارق وجدان الرجل السبعينى وهو جالس أمام منزله بقرية الدراكسة، التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، الحنين لقرة عينه ولهفة الفراق جعلت «محمود» يصوم عن مصادر السرور، بعد انتهاء صيام رمضان، للمرة الأولى يهل عيد الفطر ولا يجد مكانا بين أهل الضابط الأربعينى، فقلوب العائلة لا تزال دامية.. فحسب والد الشهيد «هنقضى إزاى العيد وأعز حاجة عندنا راحت»، متذكرا أعيادا سابقة حرمت الأسرة من ابنها بسبب «ظروف الشغل»، مقارنة بما فعله الإخوان لنزع «الابن البكرى» من أحضان أحبائه «كان دايما يعيّد معانا وقليل قوى لما يقضى العيد فى الشغل والسنة دى الإخوان لا عيّدوا ولا خلّوا حد يعيّد»، «كان ينزل هو والعيال ويفطر آخر يوم رمضان ويعيّد ويمشى لكن فين بقى»، جانب من ذكريات أب بعد أيام معدودات من فراق ابنه الأكبر.
محاسن كثيرة يشهد بها «محمود» لشهيده «كان متدين ويحترم الناس وبيحبوه والحمد لله ربنا اختاره عنده شهيد عشان بلده»، متهما إرهاب الإخوان بقتل ابنه فى عمله «دى ناس بتكره مصر ومش عارف بيموتوا الناس ويخربوا ليه لمصلحة مين يعنى؟»، يقولها الرجل المكلوم بلهجة حادة، مؤكدا أنه لن يهنأ بعيد أو مناسبة مفرحة إلا بعد الخلاص من جماعة الإخوان وكل من يساعدهم فى الإرهاب والقتل، حسب تعبيره، وفود جرارة من المعزين وزملائه لم تنقطع زياراتها لوالد مفتش المباحث بمديرية أمن شمال سيناء.. مما يجدد الاحتقان واتهام الإخوان وأنصارهم بقتله، بكلمات تحمل بساطة ريفية، «عم محمود» يتحدث عن أوجاع الناس من الإخوان فى الحكم وخارجه، قائلا: «مسابوش بيت فى مصر مفيهوش شهيد أو مصاب».
بقدر حزنه على فقيده يكون غضبه «أبو العينين» على الإخوان ومؤيديهم، طاعن فى السن.. متمزق الفؤاد، لكن غلبة حب الوطن تجرده مؤقتا من مصيبته، ليعلن رؤيته لكيفية مواجهة عنف الإخوان والقصاص للمقدم الشهيد، يقول الرجل العجوز: «مفيش حلاوة من غير نار وعشان مصر تتغير لازم تحصل خساير»، مضيفا أنه شارك فى تفويض الجيش والشرطة للقضاء على الإرهاب «زى ماحرقوا قلوبنا على عيالنا المفروض يخلصونا من كل قيادات الإخوان اللى مغضوب عليهم فى كل كتاب أنزل»، كما قال.
بإيمان قوى وصبر جلود.. تلقت الوالدة خبر فراق ابنها من سيناء، فأعلنت الحداد على الفرحة واختصام الإخوان معا لحين الثأر له، «أم أحمد» واجهت أعضاء الإخوان فى منية النصر بموقف شجاع فى عزاء الشهيد، رافضة مشاركتهم فى الصلاة عليه أو السير فى الجنازة، قائلة: «معندناش عيد ولا فرح غير لما حق أحمد ييجى، كفاية قتلوه وهو متغرب وحرموا عياله منه»، تقول الأم المجروحة إن الإخوان جميعهم جسد واحد، ولابد من التخلص منه، لأنه متعفن وضار، حسب كلامها، موضحة أن دم الشهيد لدى جماعة الإخوان ولابد للثأر منهم «العيد الصح لما الحكومة تجيب اللى ضرب أحمد وزمايله وتعدمه ألف مرة»
أخبار متعلقة :
«علاء» شقيق شهيد المقطم: «ما يعوضنيش فيه الإخوان كلهم»
أسرة «عبدالعزيز» شهيد «بين السرايات»: «عيد الإخوان على جثث عيالنا» اللى قتلوهم
والدة «كرم» شهيد «سلخانة النهضة»: عمرى ماشفت عيد زى ده حتى أيام الحروب
طالب جامعي يبقى بلطجي فى عرف الإخوان وبس
مصر تحتفل بـ«الفطر».. وأهالى شهداء عهد «الإخوان» يبكون