والدة «كرم» شهيد «سلخانة النهضة»: عمرى ماشفت عيد زى ده حتى أيام الحروب

والدة «كرم» شهيد «سلخانة النهضة»: عمرى ماشفت عيد زى ده حتى أيام الحروب
على بعد أمتار من تجمعاتهم وخيامهم، تقضى معظم الوقت جالسة فى «البلكونة»، بين متابعة الاعتصام ومشاهدة القنوات الإخبارية على التليفزيون، اختبار حياتى جعل يومياتها موحدة التفاصيل، بعد رحلة بحث تملؤها أقسى معاناة انتهت بوداع فلذة كبدها.. تحاول الحاجة «نفيسة» إراحة جسدها من ركض 9 أيام بحثاً عن ابنها «كرم حسن حسان» الذى خطفه أنصار الرئيس السابق وهو ذاهب للاطمئنان على أمه، فتشتعل بداخلها نار حرمانها من لقائه الأخير.
عمره 47 سنة.. مشهور بـ«عبدالنبى».. ويقيم بمنطقة صفط اللبن، فور علمه بحدوث اشتباكات وهجوم على بيوت «بين السرايات» حيث تقيم أمه العجوز.. ترك «التاكسى» الذى يعمل سائقاً له وتوجه لنهاية لم يكن يعلمها، تقول أم الشهيد: «آخر مرة كلمنى لما اتصل يطمن عليا وقت الضرب وقلتله مفيش حاجة عشان ميجيش»، فزع وهرولة بين البيوت المتلاصقة تحت سقف رصاص الإخوان على سكان شارع كوبرى ثروت وأهالى «بين السرايات»، «الإخوان خدوا عبدالنبى» جملة هزت قلب السيدة نفيسة قبل بعثرة عقلها، تروى السيدة الستينية فصلاً من قصتها المؤلمة «قعدنا ندور يوم اختفائه وما وصلناش لحاجة ولما نسأل يقولولنا خدوه على جنينة النهضة»، ولأن أبناء «بين السرايات» أصبح محظوراً اقترابهم من دولة الإخوان أمام جامعة القاهرة.. تؤكد أم الشهيد كرم أن ابنه «حسن» لم يحتمل غياب أبيه وراح يبحث عنه هناك بحجة أنه أحد المعتصمين «رجع منهار من الناس المربوطة فى الجنينة» -حسب كلامها- وقالت أيضاً إن اعتداءات الإخوان أمام منازلهم تسببت فى إجهاض حمل ابنتها الوحيدة.
عادة سنوية قطعتها يد الإخوان، على موائد الأعياد والمناسبات تتجمع عناصر العائلة «كان بييجى ياخد أول رمضان والعيد معايا»- تقولها الأم بصوت محبوس متقطع، أنفاس صبر يرسلها الله عز وجل إلى رئتى الأم القعيدة تجعلها قادرة أحياناً على البوح بجوانب من حياة الشهيد وتجربة اختفائه وقتله «لقيته فى المشرحة جسمه طرى وكانوا ضاربينه فى دماغه وعينه، ومكسور فك بقه»، تبعث الأم المكلومة بدموعها إلى الشهيد وفى كلمات عتاب للفراق «كان بييجى يملى عليا الدنيا.. بعد موت عبدالنبى ربنا يورينى فيهم يوم»، تعول السيدة الستينية على التفويض الشعبى للجيش فى التخلص من الإخوان وإعادة حقوق ضحايا بلطجة الإخوان، قائلة: «عمرى مشفت ولا هشوف عيد زى ده حتى أيام الحروب فى عهد عبدالناصر والسادات»، الأسرة التى كان يتجمع شملها فى العيد قلب الإخوان حالها رأساً على عقب، فأول ما تفكر به «نفيسة» زيارة ابنها الذى سكن التراب «بدعى على الإخوان كلهم بحق ابنى وكل المصريين اللى موتوهم»، وتضيف أن الظروف التى تمر بالناس عصيبة ولا يتناسب معها جو «المعايدة»، حسب قولها.
كبر سن «نفيسة» يحد من حركتها، وبعد وفاة زوجها «الصعيدى الأصل» تضاعفت عليها الأوجاع برحيل «عبدالنبى»، لكن الأمل لا يزال يحدو الأم المقهورة «الأيام الحلوة أكيد هترجع بس الإخوان البعدا يبعدوا عن البلد دى» -حسب نظرة أم الشهيد لمصر بدون جماعة الإخوان- موضحة أنهم أناس لا يحترمون الشهادة التى يتلفظون بها، ولا اسم الله الذى يحللون به الاستقواء والافتراء على الخلق، والدة كرم تصف سياسة الإخوان فى عهد الرئيس السابق وبعد عزله بالغباء «مشفناش النكد وارتكاب الجرايم غير منهم»، مجددة تفويضها للقضاء على إرهاب جماعة الإخوان وحلفائهم «ربنا هيتصرف فيهم ومن بعده السيسى اللى صوتناله وفوضناه».
أخبار متعلقة :
طالب جامعي يبقى بلطجي فى عرف الإخوان وبس
مصر تحتفل بـ«الفطر».. وأهالى شهداء عهد «الإخوان» يبكون