قصر العينى: عجز فى الأطباء ونقص فى الأسرَّة وحمامات غير آدمية

قصر العينى: عجز فى الأطباء ونقص فى الأسرَّة وحمامات غير آدمية
- أفراد الأمن
- إجراء عملية
- الاستقبال والطوارئ
- الروائح الكريهة
- الصباح الباكر
- العيادات الخارجية
- القصر العينى
- النساء والتوليد
- تلقى العلاج
- ثقب فى الأذن
- أفراد الأمن
- إجراء عملية
- الاستقبال والطوارئ
- الروائح الكريهة
- الصباح الباكر
- العيادات الخارجية
- القصر العينى
- النساء والتوليد
- تلقى العلاج
- ثقب فى الأذن
آلاف المرضى يتوافدون على مستشفى قصر العينى طيلة اليوم من كافة المحافظات لتلقى العلاج، أفراد الأمن الذين يرتدون زياً موحداً يجلسون على بواباته المتعددة يُنظمون دخول المرضى والزوار، وبالرغم من التطورات الذى شهدها المستشفى خلال السنوات الماضية، إلا أن شكاوى المرضى ما زالت مستمرة، بسبب نقص بعض الأدوية، وسوء التنظيم فى العيادات الخارجية، وانعدام نظافة الحمامات وانتشار الروائح الكريهة، بجانب عدم توافر الأسرة بقسم الاستقبال والطوارئ.
{long_qoute_1}
أمام عيادة الرمد، جلست «سهام محمد» على أحد المقاعد الرخامية تنتظر سماع الأرقام من ممرضة تنادى فى ميكروفون على المرضى برقم الكشف الخاص بهم تقول: «جوزى رقم 64 رغم إننا جايين من 7 الصبح، ومن ساعتها مستنيين لأننا لو أتاخرنا عن 11 مش هيرضوا يقطعوا لنا كشف»، وبعد مرور 15 دقيقة سمعت «سهام» رقم زوجها لتنتفض من مجلسها وتسند زوجها وبمجرد الوصول إلى باب العيادة، أخبرتها الممرضة بأن المريض وحده الذى يسمح له بالدخول، لتعود إلى مجلسها مرة أخرى.
تقول السيدة الخمسينية، التى تسكن منطقة منشية القناطر أن لها تاريخاً من الأزمات مع مستشفى قصر العينى، بخلاف «الزحمة» التى اعتادت عليها منذ سنوات طويلة، بحسب كلامها: «من 5 سنين كان عندى ثقب فى ودانى وكشفت هنا وحددوا لى ميعاد لعمل عملية بس قالوا لى شوفى حد يتبرع لك بنص كيلو دم، وفضلت دايخة يومين لحد ما لقيت حد، وبعد ما عملت العملية بفترة رجع لى الثقب تانى وفقدت السمع رغم إنهم دفعونى دم قلبى سواء فى العملية أو الأدوية، وبعت أسورة كانت عندى، بس ربنا ما أرادش إن العملية تنجح، ومن وقتها مفكرتش أعالجها لأن عندى 5 أولاد هجيب فلوس منين لكل ده».
«المعاملة هنا زى الزفت»، هكذا بدأ رأفت جمال، 33 سنة، حديثه، جالساً بجانب شقيقته المنتقبة وبجوارهما «كيس بلاستيكى» ممتلئ ببعض المستلزمات الشخصية من «فوط وملابس» ينتظران الدخول إلى الطبيب الاستشارى بعيادة العظام لإجراء عملية لها فى المفصل: «من 6 الصبح وإحنا موجودين والمفروض إنها هتعمل عملية يعنى متنتظرش مع المرضى اللى داخلين يكشفوا، بس هنا مفيش نظام، حتى اللى واقف على الباب لسه متخانق مع مريض ووقعه على الأرض مع إنه كبير فى السن، ولما حد يكلمهم يقفلوا الباب ويسيبوا المرضى فى عز الشمس»، يوضح الشاب الثلاثينى أن شقيقته وقعت منذ 4 أشهر على يدها اليسرى مما تسبب فى كسر فى المفصل، وقامت بتركيب شرائح ومسامير، ورغم متابعتها المستمرة مع الطبيب إلا أن جرحها لا يلتئم: «سألوها قبل العملية عندك سكر، قالت لهم لأ، لأنها ماكنتش تعرف، ولما قاسوا السكر لقوه عالى، ومن غير ما يطلبوا منها أى تحليل عشان يتأكدوا أو يطلبوا منها إنها تظبط السكر، إدوها حقنة، ومن وقتها الجرح مش بيلم، وكل 3 شهور يرجع يفتح تانى، ولما نكشف هنا يقولوا لنا بسبب السكر خليها تظبطه، وآخر مرة قال لها فيه جزء من المفصل زيادة لازم تعمل عملية تانى»، الأمر الذى دفعها إلى الذهاب إلى طبيب فى منطقتها للاطمئنان على نفسها، خاصة بعد زيادة الألم وعدم قدرتها على تحريك يديها، بحسب كلامه: «قال لنا إن الجرح تلوث ودخل له سوسة بتخلى الجرح مش بيلم، وإنها لازم تعمل تنضيف للجرح بس غالى بره وقلنا نيجى هنا نعمله».
{long_qoute_2}
وأمام قسم النساء والتوليد، افترش العشرات من السيدات والرجال الأرض، حيث اتخذ كل منهم شجرة وقام بوضع «ملاية» على الأرض يجلسون عليها، وعلى إحداها جلست «سيدة محمود»، تريح ظهرها وبجوارها بعض الأطباق الممتلئة بالأكل، تقول إنها تنتظر موعد دخول ابنتها لغرفة الولادة من ساعات الصباح الباكر، مضيفة: «حددوا ليها ميعاد النهارده الصبح وبقالنا 3 ساعات قاعدين مستنيين لأنهم قالوا لها خليها تتمشى، بس خلاص يا عينى تعبت ومش عارفة أعمل لها حاجة».
«ربنا يرحمك يا أبويا.. هما السبب فى موتك»، كلمات خرجت من إحدى السيدات بعد أن غلبها البكاء، أمام قسم الاستقبال والطوارئ «القديم» لتقوم والدتها «أم منصور» بتهدئتها، قائلة لها: «هنعمل إيه، إدعيله بالرحمة وربنا ينتقم منهم ويصبرنا»، دقائق بسيطة مرت، تخرج بعدها الممرضة، ممسكة «الترولى» الذى يرقد عليه زوج «أم منصور»، ومعها بعض الأوراق، لتخبرهم بأنه سيتوجه إلى المغسلة لحين إنهاء الأوراق اللازمة لدفنه: «كان جاى سليم وبيمشى على رجليه، تعب شوية ونقلناه هنا طلعوا عينا فى المصاريف، وكل شوية يقولوا لنا ده عنده الكبد ومرة عنده الكلى، وكنا بننزل نغسل له مرتين فى الأسبوع، وكل ما نمشى ندفع للناس هنا، وجبنا ليه علاجات فوق الـ5000 جنيه، بس كنا بنقول كله يهون مقابل إنه يعيش، بس ربنا رحمه».
وفى الطابق الأول بقسم الاستقبال والطوارئ، جلست 3 سيدات على الأرض وبجوارهن «ترولى» عليه سيدة عجوز وبجوارها أدويتها اللازمة، وبالرغم من أنها تعانى من غيبوبة إلا أن عدم توافر أسرة بالمستشفى أجبرهن على الانتظار لمدة يومين فى الطرقة، بحسب كلام «مديحة عبدالله»، مضيفة: «راميينا من امبارح ومفيش حد بيعبرنا، وعندها غيبوبة، ولما رُحنا على مستشفى الحوامدية رفضوا يستقبلوها، وقالوا لنا روحوا بيها على القصر العينى، وتتابع السيدة الثلاثينية التى تسكن بمنطقة سقارة بالجيزة: «لما جينا ماكانش فيه دكتور يكشف عليها ولا حتى سرير فاضى، وقالوا لنا استنوا لما يفضى سرير، وبعدها بيوم كشف عليها دكتور فى الطرقة هنا وكتب لها على أدوية طلعنا اشتريناها من بره، لكن هى بقالها يومين مش حاسة بالدنيا وعمالين نجيبها شمال ويمين لأن العمال بيزعقوا لنا، ومش عارفين حتى نغير لها».
مريضة فى حالة إعياء أثناء انتظارها للكشف
أهالى أحد المرضى يفترشون الأرض