«عم عبدالعال» ربَّى 7 عيال من «عربية المكرونة»: «سادة عشان صحة الزبون»

«عم عبدالعال» ربَّى 7 عيال من «عربية المكرونة»: «سادة عشان صحة الزبون»
بالقرب من محطة مترو السيدة زينب، يقف الحاج عبدالعال محمد، بعد أن قصدته الشمس بأشعتها، أمام «عربية المكرونة» منهمكًا في عمله، لا يظهر بكامله من خلف عربته ممسكًا بـ«مقصوصة» ليضع بها مقدارا معينا في أطباق الزبائن، بناءً على طلب كل منهم.
«أصل أنا دكتور في نفسي».. كلمات قالها الحاج عبدالعال مثنيًا على ما يقدمه من طعام، مشيرًا إلى أنه يراعي النظافة وصحة الزبائن قبل كل شيء، ما دفعه لتقديم نوع مختلف من الطعام «الفكرة مش أي حاجة في طبق عايزين نرحم معدة الناس»، وأكمل عبدالعال: «أنا أسعاري رخيصة والطبق من 3 لـ5 جنيه بس، ولو عيل جالي عايز كيس مكرونة بجنيه برضه بديله.. مينفعش أزعل حد».
لدى عم عبدالعال نظرية فيما يقدمه من طعام، فلم ينجرف خلف موجة الأطعمة الجديدة التى ظهرت مؤخرًا أبرزها السوري، ولكن احتوى طبق «عبدالعال» على «مكرونة بس وشوية صلصة عليهم» حسب وصفه للطبق، موضحًا أن رفضه لوضع بعض اللحوم عليها مثل السجق أو الكفتة، يرجع إلى خوفه من مصدرها «مقدرش أخلي زبوني ياكل حاجة مش مضمونة».
يروي صاحب الـ58 عامًا بداية تفكيره في المشروع، حيث يبلغ عمرو «عربية المكرونة» 30 عاما، مشيرًا إلى أنه اتجه للعمل في هذا المشروع بعدما طُرد من محل كشري بالسيدة زينب، عقب حرق أصابع يده اليمنى ما دعا صاحب المحل لـ«قطع عيشه»، «ملقتش قدامي غير إني أعتمد على نفسي والحمد لله الناس بتحب تاكل من إيدي»، موضحًا أن البركة تهبط على الطعام من الله.
«عم المكرونة في السيدة كلها» قالها الحاج سليمان صاحب الـ63 عاما، والذي رغم كبر سنه، إلا أنه لا يزال يحافظ على وجبة الغداء عند عم عبدالعال «مبعرفش أستطعم المكرونة غير عنده وممنوع إني آكل حاجة مش مضمونة عشان معدتي، وكمان سناني على قدي وهو مكرونته مستوية كويس، وكمان مفيهاش عك، بعتبره الدكتور بتاعي بصراحة».
سبعة أبناء رباهم «عبدالعال» بشقاء وجهد مما جناه من «عربية المكرونة»، تزوج منهم ابنتان وبقي 3 بنات وولدان «الواحد بيسعى عشان يجهز بناته ويأكل العيال وأمهم».
وسط زحمة الزبائن، يظهر شاب صغير حاملًا في يده أكواب الماء للزبائن، ويوصل معها طلباتهم «لازم أسعد أبويا.. عشان هو سنه كبر، وفي نفس الوقت باكل عيش»، قالها محمود عبدالعال، صاحب الـ21 عاما والذي يحمل المرتبة السادسة في الترتيب بين إخوته، متمنيًا ألا يتعرضوا لمضايقات من البلدية.
يشتكي «ابن السيدة زينب» من اضطهاد البلدية له «مش عارف مالهم بيا، كل شوية ياخدوا العربية ويكسروهالي وأصرف عليها اللي حيلتي، مع إني واقف على الرصيف ومبأذيش حد خالص»، مشيرًا إلى أنه لديه شهادة صحية، وتصريح بالمكان.