بالفيديو| الحقيقة وراء مؤلف «مازنجر» و«جرانديزر»

كتب: محمد أشرف

بالفيديو| الحقيقة وراء مؤلف «مازنجر» و«جرانديزر»

بالفيديو| الحقيقة وراء مؤلف «مازنجر» و«جرانديزر»

الفشل في الحياة الدراسية لا يعني فشلك في الحياة، هذا ما أراد أن يثبته مؤلف ورسام المانجا الياباني "جو ناجاي" الذي يتمم اليوم عامه الـ72، عن طريق نجاحاته التي صاحبت قصة فشل، قد يظن بعض الأشخاص من ذوي العزائم الضعيفة أنها الهزيمة التي تنتهي معها لفات عقارب الساعة.

ولد "ناجاي" في مثل هذا اليوم من عام 1945 بمدينة واجيما باليابان، وفي قلبه لوعة من الصغر برسوم المانغا اليابانية التي كان يتوقع أن يجني منها الشهرة التي تمكنه من إثبات وجوده، وعاش طفولته في الفترة التي كانت اليابان فيها ساحة معارك للحرب العالمية الثانية، التحق بالمدرسة في مدينة طوكيو حيث أكمل تعليمه حتى وصل للثانوية ورسب في امتحان الالتحاق بالجامعة، ليضطر لإعادة الاختبار في العام التالي وهو العام الذي شكل الفارق بحياة "ناجاي" بحسب ما ذكره موقع "عالم جوناجاي" الياباني.

أصيب "ناجاي" أثناء فترة تحضيره لإعادة الامتحانات بمرض أسكنه المستشفى فترة طويلة وظن حينها أنه أمامه أيام قليلة ويفارق الحياة فجعل شغله الشاغل هو ترك بصمة في المجال الذي يحبه ويعتبره هوايته يتذكره الناس بعد موته، وبالفعل قام بتأليف قصة مانجا تعبر عن معاناته مع مرض التهاب القولون الذي كان قاتلًا في ذاك الوقت، ونالت تلك القصة التي أضفى عليها لمسة الحياة برسوماته إعجاب جميع من قرأها من أصدقاءه وأقاربه ومعلميه وهو ما أعطاه دفعة أمل بالحياة وجعله يؤمن بقدراته الإبداعية في مجال المانغا حتى أنه استكفى بالقدر الذي وصل له في الدراسة وقرر احتراف الرسومات المتحركة بعد تماثله للشفاء كما جاء في مدونات الكاتب "راندال بونسير" التي سجل فيها أهم رواد المانغا والأنيمي والكوميكس.

ويذكر الكاتب أن حياة "ناجاي" لم تكن سهلة أبدًا، حيث بدأت تحدث صدامات بين الابن الطموح ووالدته بسبب استبعاده لفكرة استكمال الدراسة والانطلاق في مجال المانغا والرسوم المتحركة بينما كانت تتمنى له والدته حياة تقليدية مستقرة، وبعد اتخاذ الابن القرار النهائي بامتهان الكتابة والرسم، بدأ في تطوير قصصه المصورة وإرسالها لدور النشر التي لم ترسل أي رد قبل أن يعرف "ناجاي" أن والدته كانت هي السبب في المحايلة دونه ودون رد دور النشر فقرر أن يخفي عنها أمر مجلة "شونين صنداي" التي اختارت أن ترعى الموهبة الشابة وتتبنى نشر أعماله الفنية وخصصت له مساحة في عددها الأسبوعي الثابت حيث لاقت أعماله إقبال جماهيري وصدىً بين محبي القصص المصورة.

بدأت نجاحات الشاب تتوالي بعض ذلك وحصل على فرصة دخول ستوديو رسوم متحركة في حين لم يكمل الـ19 من عمره، وكان لذلك في نفسة أثر الطموح على تحويل أعماله لرسوم متحركة يومًا ما، لكن البداية الحقيقية التي لـ"ناجاي" والتي كانت كفيلة بتثبيت قدميه وتقديمه للناس، كانت عن طريق قصته الأولى "المحقق بوليكتيشي"، وهي قصة عن محقق يبحث في أمور غامضة ويتعرض لمواقف مضحكة، وبعدها قدم "ثانوية الطرائف"، والتي أثارت جدل جعله الكاتب الأكثر شهرة في اليابان رغم أنه كان في مستهل الثلاثينيات من عمره، ولكنه تلقى نقد شديد عن قصته التي وصفت بأنها "اعتداء جنسي على عقل القارئ" حيث أن القصة كان بها العديد من التلميحات الجنسية المتناولة بشكل كوميدي في سياق أحداث طلاب المدارس الثانوية اليومية، رغم أن الرسومات لم تكن إباحية تمامًا أو عارية، وعلى كلٍ فقد استفاد من هذا النقد وجعله الكاتب الأشهر وحققت مجلة "شونين صنداي" أعلى مبيعات حينها للمرة الأولى في تاريخها، ولكنه أجبر "ناجاي" على تغيير مسار قصته المخطط له سابقًا.

يظهر في هذه الفترة تأثره الكبير بكتابات الفرنسي "جوستاف دوريه" من حيث الكوميديا الجريئة وطريقة تناول الصراع الواقعي، وكاد أن يظل حبيس هذا اللون من الكتابة لولا أن عرض عليه أحد المنتجين أن ينشر له قصة خيال علمي وهو ما راق له أيضًا كتجربة، فقدم الصراع بين الفضائيين والأرضيين في شكل جديد عام 1970 بقصة "مكتب المخابرات البحرية أوني-2889"، وكان في تلك الفترة قد افتتح شركة "دايناميك برودكشن" لتبني مساعدة المواهب ولأنه كان يتمنى أن تذاع قصصة في شكل مسلسل مانغا وهو ما أعد له جيدًا بعد ذلك.

ويذكر موقع "عالم جوناجاي" أنه في تلك الفترة زاد تمسكه بالخيال العلمي بعد أن حققت رسوماته عن الفضائيين نجاح كبير في اليابان وتصور الناس شكل الكائنات الفضائية من منظورة، وبسبب أيضًا عدم حصوله على النقد الشديد كما في الكوميديا الصريحة، فكان له أن حصل على فترة استراحة كتب فيها رائعته "مازنجر زد" التي حولها لمسلسل مانغا وتم دبلجته لمعظم اللغات، وبدأ يعرفه المجتمع الغربي كالاب الشرعي للروبوتات التي يقودها بشر وشكل الروبوت في الرسوم المتحركة بشكل عام بداية من عام 1972، وكان دائم التطور في ذلك حيث ابتكر العديد من الشخصيات فيما بعد في فترة وجيزة كـ"جاندم" والبدلة الخارقة و"جريندايزر" و"جتر روبوت" و"الدرع الفولاذي" وكانت لتلك الأعمال الفضل في بروز نجم "ناجاي" على قمة الساحة العالمية وأصبح أكثر كاتب يتم دبلجة أعماله حتى أن هذه السلسلة كانت الأشهر في الوطن العربي وحصل بسببها على جائزة "كودانشا" وكانت تعتبر أكبر جائزة في ذلك الوقت للمانغا بعد سلسلة "سوبر روبوت" دامت لـ8 سنوات من الكتابة قدم فيها كل ما يمكن تقديمه في هذا الشكل مما جعله رائد مدرسة الخيال العلمي في الأنيميشن الياباني.

تحتل حلقات جرانديزر المرتبة الثانية عند عشاق أعمال ناجاي بعد مازنجر، وبدأت قصة تلك الحلقات بعد عرض فيلم أنيميشن ياباني بعنوان The Great Battle of the Flying Saucer، حيث راقت الفكرة لجو ناجاي الذي قام بشراء حقوق القصة ليعيد إنتاجها مرة أخرى في هيئة جرانديزر.

لم يحب عشاق مازنجر حلقات جرانديزر، خصوصا أن كوجي كابوتو بطل السلسلة الأولى ظهر في الحلقات كتابع لدايسكي قائد جرانديزر.

واستثمر ناجاي نجاح مازنجر ليقدم بعد ذلك "جريت مازنجر" أو مازنجر العظيم، حيث يقود فيه كوجي كابوتو رجل آلي خارق بعد تدمير مازنجر، ويظهر أيضا في إحدى الحلقات يواجه جرانديزر بعد سرقته من جيوش فيجا الشريرة.

بالطبع هناك العديد من الأعمال الأخرى لناجاي منها مسلسل "الرجل الشيطان" الذي عرض في نفس توقيت عرض مازنجر لكنه لم يلق نفس النجاح، بالإضافة إلى المسلسل المعروف في الوطن العربي بـ"صفر واحد صفر" الذي كان بداية عصر جديد من الرسوم المتحركة وتطوير شركة "فوجيتسو" لجودة الصور المتعارف عليها للرسوم المتحركة وقتها.


مواضيع متعلقة