بعد وضع "صالح" بالإقامة الجبرية.. خبراء: "الحرب الأهلية سيناريو محتمل"

كتب: دينا عبدالخالق

بعد وضع "صالح" بالإقامة الجبرية.. خبراء: "الحرب الأهلية سيناريو محتمل"

بعد وضع "صالح" بالإقامة الجبرية.. خبراء: "الحرب الأهلية سيناريو محتمل"

بعد مرور ما يقرب من شهر على الخلافات، انقلبت جماعة الحوثيين على حليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بوضعه تحت الإقامة الجبرية بمقر إقامته في العاصمة صنعاء.

وقالت شبكة "سكاي نيوز"، نقلا عن مصادر خاصة، إن ميليشيات الحوثي أبلغوا صالح بعدم مغادرة مكان إقامته، وأخبروه أنهم "غير مسؤولين عن أمنه"، مشيرة إلى أن صالح بات يخشى على حياته من الحوثيين، وطالب اتباعه بالتزام الهدوء، وسط حالة غضب واستياء من قيادات حزبه وأنصاره.

ذلك التطور الضخم بين الحوثي وصالح، يعود الفترة الماضية، والتي بدأت منذ ما يزيد عن شهر، حيث ارتفعت وتيرة الخلافات الشديدة الغير مسبوقة، في ظل الحشد لمهرجان ينظمه حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق لإحياء الذكرى الثالثة والخمسين لتأسيس حزبه، المقرر له يوم 24 من الشهر الجاري، وهو ما أثار قلق و مخاوف الحوثيين الذين هاجموا الفعالية، وحشدوا أنصارهم لمهرجانات مسلحة في مداخل العاصمة، إضافة إلى اتهام الحوثي الرئيس اليمني السابق بـ"الاتفاق سرا" مع التحالف العربي، بقيادة السعودية، للانقلاب على الحوثيين، وإدخال أنصاره القبليين إلى العاصمة صنعاء، بغرض السيطرة عليها وفك الارتباط مع الجماعة، فيما وصفهم صالح بـ"الميليشيات"، وهو ما ساهم في تأجيج الجدال والتهديدات.

وهو ما أثار جدلا بشأن مستقبل "صالح" والأحوال بصنعاء، وطرح خبراء سياسيون لـ"الوطن" عدة سيناريوهات لتطورات الأوضاع باليمن، ورجح الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، حدوث 3 سيناريوهات للأحداث، أولهم أن يستثمر الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي، الخلافات بين صالح والحوثيين لتحجيم الأخيرة وقبعها بصنعاء، إذ أن الخلاف بين هادي وصالح هو "سياسي" بينما بين صالح والحوثي "إيدولوجي".

وأضاف سمير، في تصريح لـ"الوطن"، أن يقدم هادي على التواصل مع صالح بمقر إقامته أو قيادات حزب المؤتمر الشعبي والعناصر الجمهورية من أجل التوصل لاتفاق بإنشاء تحالف يجمعهم معا، لهزيمة المشروع الإيدولوجي الطائفي الخاص بالحوثيين، مطالبا بسرعة تنفيذ ذلك كونها فرصة تاريخية لشق الصف بين الفريقين ودخول الجيش اليمني عبر المناطق التي يسيطر عليها أنصار صالح، ما يعني إنهاء الحرب في اليمن بشكل كامل، وهو ما يعتبر الحل الأقل تكلفة لحماية اليمن.

بينما السيناريو الثاني، في رأي استاذ العلاقات الدولية، هو أن تشهد صنعاء حرب أهلية بين الحوثيين وأنصار صالح، خلال الفترة المقبلة، وهو ما يسمح بتوفير بيئة سهلة لدخول قوات هادي والتحالف العربي القريبة من العاصمة اليمنية واستعادة السيطرة عليها مرة أخرى.

وقال إن السيناريو الثالث وهو الأخطر والأقل حظا، بأن تحاول إيران وحزب الله التدخل لحل الأزمة بين الطرفين والتصالح بينهم على أن يستمر التحالف، مؤكدا أن ذلك الأمر من الممكن أن يهدد بتقسيم اليمن بعد فترة.

ومن ناحيته، يجد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والخبير بشئون الشرق الأوسط، أن الفترة الماضية شهدت رسائل واضحة من الرئيس اليمني السابق بحلّه التحالف مع الحوثي، لذلك لجأت الجماعة إلى الخيار "الصفري" بفرض الإقامة الجبرية على صالح وتجريده من كافة صلاحياته وقواته، وهو ما وصفه بمحاولة "قص ريش" صالح للحد من تصريحاته خلال الفترة الماضية.

ولفت إلى أنه يحتمل، في رأيه، حدوث أحد السيناريوهان، إما بنجاح الحوثيين في تحجيم صالح وحزب المؤتمر الشعبي شكلا ومضمونا ومحموه من اليمن، أو بنجاح محاولات من العناصر المؤيدة لصالح بإعادة تدوير دوره سواء بمنع الإقامة الجبرية أو استمرارها، مضيفا أن تحالف صالح وهادي سيكون الخيار الأخير لدى الرئيس اليمني السابق.

 


مواضيع متعلقة