بالإقامة الجبرية.. تفاصيل انتهاء "سنوات العسل" بين الحوثيين وصالح

كتب: دينا عبدالخالق

بالإقامة الجبرية.. تفاصيل انتهاء "سنوات العسل" بين الحوثيين وصالح

بالإقامة الجبرية.. تفاصيل انتهاء "سنوات العسل" بين الحوثيين وصالح

بعد مرور أكثر من 3 أعوام على تحالفهم معا ضد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، انقلبت جماعة الحوثيون على حليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بوضعه تحت الإقامة الجبرية بمقر إقامته في العاصمة صنعاء.

وقالت شبكة "سكاي نيوز"، نقلا عن مصادر خاصة، إن ميليشيات الحوثي أبلغت صالح بعدم مغادرة مكان إقامته، وأخبروه أنهم "غير مسؤولين عن أمنه"، مشيرة إلى أن صالح بات يخشى على حياته من الحوثيين، وطالب أتباعه بالتزام الهدوء، وسط حالة غضب واستياء من قيادات حزبه وأنصاره.

ذلك التطور الضخم بين الحوثي وصالح، يعود الفترة الماضية، والتي بدأت منذ ما يزيد عن شهر، حيث ارتفعت وتيرة الخلافات الشديدة الغير مسبوقة، في ظل الحشد لمهرجان ينظمه حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق لإحياء الذكرى الثالثة والخمسين لتأسيس حزبه، المقرر له يوم 24 من الشهر الجاري، وهو ما أثار قلق و مخاوف الحوثيين الذين هاجموا الفعالية، وحشدوا أنصارهم لمهرجانات مسلحة في مداخل العاصمة.

وتزامنت تلك الدعوة مع إعلان الحوثيين تنظيم حشود في عدة ساحات على مداخل العاصمة بالتزامن مع حشود صالح.

وفي خضم تلك الأحداث، ساهم في تأجيج التوتر والاشتباكات، بين الطرفين إثر تنفيذ المسلحين الحوثيين عملية اغتيال طالت أحد مساعدي الرئيس السابق صالح والقيادي في حزب المؤتمر خالد الرضي، في 19 أغسطس الجاري.

وعرقل الحوثيون وصول المئات من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام للمشاركة في مهرجان ينظمه الحزب، في 24 أغسطس، في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، من خلال وضع حواجز أمنية ونقاط تفتيش في مناطق عدة، وأجبروا المئات على العودة في محافظة ريمة، بعد أن طلب الحوثيون منهم بطاقات هوية للمرور من حواجزهم الأمنية، وهو ما رفضه أنصار صالح، كما منعوا عشرات المركبات التي تقل أنصار صالح في منطقة باجل بمحافظة الحديدة، وأيضا على الطريق الرابط بين حجه وعمران.

واحتضن ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، مهرجانا جماهيريا حاشدا لأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام، وسط إجراءات أمنية وانتشار أمني غير مسبوق، وتمت الفعالية وسط أجواء من التوتر والقلق رغم توجيهات زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي لأنصاره بالهدوء، وللأجهزة الأمنية بحماية مهرجان حزب المؤتمر، وكذلك دعوة صالح لأنصاره بالتزام الهدوء.

وأضح "سكاي نيوز" أن الحوثيون نفذوا سلسلة اعتقالات لبعض الأشخاص الذين يقومون بعملية حشد أنصار صالح، وأخرى لأنصار الرئيس اليمني السابق، عند نقاط تفتيش بعد مغادرتهم ميدان السبعين في صنعاء.

وصاحبت تلك الأحداث حرما إعلامية بين الطرفين أنذرت بإنفجار صراع مسلح بينهم رغم محاولة التهدئة بينهم، فيما أكد مراقبين سياسيين أن ما بعد مهرجان السبعين ليس كما قبلة إطلاقا، وأن "الزواج بين الطرفين" قد انتهى.

لم يكن المؤتمر الشعبي هو الأزمة الوحيدة في تلك الخلافات، حيث إتهم الحوثي الرئيس اليمني السابق بـ"الاتفاق سرا" مع التحالف العربي، بقيادة السعودية، للانقلاب على الحوثيين، وإدخال أنصاره القبليين إلى العاصمة صنعاء، بغرض السيطرة عليها وفك الارتباط مع الجماعة، وهو ما ساهم في تأجيج الجدال والتهديدات.

وقال عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني، 19 أغسطس، إن "هناك علامة تعجب كبيرة تصل بحجم جبل، حول شغل البعض ممن تماهى سلوكهم مع سلوك قوى العدوان في الرياض وأبو ظبي، نتلقى الطعنات في الظهر في الوقت الذي اتجهنا بكل إخلاص لمواجهة العدوان"، مؤكدا أنه "لا ينفع اليمن إلا الصمود، أما المبادرات والمساومات والصفقات فلا نتيجة لها".

وفي اليوم التالي، رد صالح، على ذلك بكلمته في كلمته أمام أنصاره بصنعاء: "إن اللجنة الثورية للحوثيين، تعطل عمل المجلس السياسي الأعلى، وهناك حكومة فوق الحكومة وهي المكتب التنفيذي للحوثيين واتفقنا على الموارد إلى خزينة الدولة والآن نسأل لماذا نحن من دون مرتبات"، مؤكدا أن حزبه مستعد للانسحاب من الشراكة إذا أراد الحوثيون الانفراد بالسلطة.

وفي الساعات الأولى من صباح أمس، توصلت جماعة "أنصار الله" الحوثية وحزب المؤتمر الشعبي العام إلى اتفاق حول إزالة أسباب الأزمة الأخيرة في العلاقات بين الجانبين المتحالفين في النزاع اليمني، في اجتماعهم بصنعاء، بدعوة من المجلس السياسي الأعلى في المدينة، اجتماعا ضم قيادات عليا من حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة "أنصار الله" لتهدئة التوتر بينهما المستمر منذ أيام.

واتفق الجانبان، حسب وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين، على "إزالة أسباب التوتر، التي نتجت مؤخرا في العاصمة صنعاء، وعودة الأوضاع الأمنية إلى شكلها الطبيعي قبل الفعاليات التي تمت الأسبوع الماضي، واستمرار التحقيق الأمني المتخصص والمهني والمحايد في الأحداث الأخيرة، وعدم استباق نتائج التحقيق من أي جهة".

ولكن، سريعا ما تم الإعلان عن إقامة "صالح" الجبرية بمنزله في صنعاء، وأنه أوعز إلى المقربين منه ببعث رسائل يستنجد فيها بالأشقاء والشعب اليمني لحمايته من الغدر الحوثي، بحسب صحيفة "الوطن" السعودية.


مواضيع متعلقة