"صالح".. خلعه اليمنيون وحصنه السعوديون ووضعه الحوثيون بالإقامة الجبرية

"صالح".. خلعه اليمنيون وحصنه السعوديون ووضعه الحوثيون بالإقامة الجبرية
كشفت قناة "سكاي نيوز"، الإثنين، أن ميليشيات الحوثي وضعت الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تحت الإقامة الجبرية بمقر إقامته في العاصمة صنعاء.
ونقل الموقع عن مصادر خاصة به أن الحوثيين أبلغوا صالح بعدم مغادرة مكان إقامته، وأخبروه أنهم "غير مسؤولين عن أمنه".
وأكدت المصادر، أن صالح بات يخشى على حياته من الحوثيين، وطالب أتباعه بالتزام الهدوء، وسط حالة غضب واستياء من قيادات حزبه وأنصاره.
وتصاعدت التوترات بين مليشيات الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح خلال الفترة الماضية، ووصلت حد اندلاع اشتباكات مساء السبت الماضي بين الطرفين إثر تنفيذ المسلحين الحوثيين عملية اغتيال طالت أحد مساعدي الرئيس السابق صالح والقيادي في حزب المؤتمر خالد الرضي.
صالح الذي كان الرئيس السادس لليمن من 1978 حتى 1990، وتعد فترة حكمه أطول فترة حكم لرئيس في اليمن منذ العام 1978 وحتي تسليمه للسلطة في 25 فبراير 2012، يحمل رتبة المشير العسكرية، خرجت مظاهرات ضده في عام 2011 وكانت في البداية بسيطة ومقتصرة على الشباب ولم يشترك أي من أحزاب المعارضة التقليدية وتم قمع التجمعات الأولى بقوة السلاح من قبل الأجهزة الأمنية وتزايدت أعداد المتظاهرين شيئًا فشيئًا وبلغت ذروتها في شهر فبراير.
وقمعت الأجهزة الأمنية الاحتجاجات السلمية وقُتل ما يقارب 52 متظاهرًا سلميًا برصاص قناصة في الثامن عشر من مارس وأعلنت الأحزاب المعارضة دعمها للثورة بعد تصاعد الاحتجاجات في صنعاء وتعز وعدن والمكلا وتصف نيويورك تايمز أحزاب المعارضة في اليمن بأنها كانت تتفرج من "الرصيف" حتى كبرت الثورة فانضموا إليها، تزايدت أعداد المتظاهرين رافضة أي نوع من الحوار مع صالح دون تنحيه بلا شروط من رئاسة البلاد، تمسك صالح بالسلطة ووصلت أعداد المتظاهرين في مدينة صنعاء وحدها إلى نصف مليون متظاهر ووصل عدد القتلى بين المتظاهرين من فبراير 2011 إلى أكتوبر إلى قرابة 1500 ووصل العدد إلى ألفين قتيل في فبراير 2012.
تعرض صالح لمحاولة اغتيال في 3 يونيو 2011 بعد حشد أنصاره في جمعة أسموها جمعة الأمن والأمان، في الوقت الذي أسماها شباب الثورة والمعارضون جمعة الوفاء لتعز الصمود، تمت محاولة اغتيال الرئيس اليمني في مسجد دار الرئاسة، إثر انفجار قنبلة داخل المسجد بالقصر الرئاسي وفق التقارير الرسمية أصيب صالح بحروق بالغة وظهر بعد الحادث بفترة قصيرة عبر مكالمة مع التلفزيون اليمني يشير فيها إلى سلامته من الحادث وبدى الإعياء ظاهرًا على صوته واتهم "آل الأحمر" بالوقوف وراء الحادث ونفى صادق الأحمر الاتهامات.
توجه علي عبد الله صالح للسعودية وظهر في بث تلفزيوني من قصر الضيافة بالمملكة السعودية عقب نجاح العمليات وظهر بوجه محروق هدأت المظاهرات بعد توقيع "المبادرة الخليجية" والتي نصت على تسليم سلطات الرئيس للمشير عبدربه منصور هادي ومنح صالح حصانة من الملاحقة القانونية.
بقي صالح رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام ولا زال يمارس عمله السياسي، حيث وفرت اتفاقية المبادرة الخليجية حصانة لعلي عبد الله صالح من الملاحقة القانونية فأصبحت قانونًا أقره مجلس النواب اليمني واعتبره سياديا لا يجوز الطعن فيه، ونص القانون على منح علي عبدالله صالح، الحصانة التامة من الملاحقة القانونية والقضائية، وتنطبق الحصانة من الملاحقة الجنائية على المسؤولين الذين عملوا مع الرئيس في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والامنية فيما يتصل بأعمال ذات دوافع سياسية قاموا بها أثناء أدائهم لمهامهم الرسمية، ولاينطبق ذلك على أعمال الإرهاب، المرتكبة أثناء أداء الخدمة على مدار حكمه لمدة 33 عاماً.
سمحت الحصانة لصالح بلعب دور حيوي وحاسم في تأمين التحالفات القبلية والعسكرية التي سمحت للحوثيين بالسيطرة على عمران ومن ثم صنعاء في 21 سبتمبر 2014، حيث لا يزال نفوذ صالح مستمرًا على القادة السياسيين والعسكريين.
عندما بدأ مؤتمر الحوار الوطني اليمني بمشاركة عدة أطراف بما فيهم جماعة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي استحوذ أكبر نصيب من عدد المقاعد بقيادة صالح، وبينما كان ممثلوا الطرفين السابقين في الحوار يدلون بآرائهم وتصوراتهم الليبرالية بشأن قضايا مختلفة، كانت القيادة الفاعلة للحوثيين يحضرون لمعركتهم القادمة في محافظة عمران، بالتنسيق مع المؤتمر الشعبي العام، لملاحقة عائلة عبد الله الأحمر والسيطرة على مراكز نفوذهم في المحافظة، وبعد ذلك اجتاح الحوثيون معسكر اللواء 310 مدرع لاعتباره تابعاً لعلي محسن الأحمر وموالياً لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وقتلوا قائدة حميد القشيبي وتقدموا باتجاه صنعاء.
بعد سنوات من استقالته لا يزال جزء كبير من الجيش موالي له.[116] خاصة قوات الحرس الجمهوري اليمني، التي تحارب حالياً جنبا إلى جنب مع الحوثيين، والتي كانت تحت قياده نجله أحمد، حيث قدر نفوذ صالح على الجيش بحوالي 70% من الجيش اليمني، ويعتبر صالح اللاعب الأهم في الصراع على السلطة بين الحوثيين وحكومة الرئيس هادي باعتباره من الحلفاء الرئيسيين للحوثيين وأحد أهم القوى الدافعة في الصراع.