«سلخانة لذبح الحمير» فى صحراء المنيا قبل العيد

كتب: إسلام فهمى

«سلخانة لذبح الحمير» فى صحراء المنيا قبل العيد

«سلخانة لذبح الحمير» فى صحراء المنيا قبل العيد

انتشرت فى محافظة المنيا ظاهرة ذبح لحوم الحمير وبيعها للمواطنين على أنها لحوم بلدية حمراء، وذلك تزامناً مع حلول «عيد الأضحى»، واستغل بعض الجزارين الارتفاع الجنونى فى أسعار اللحوم، حيث وصل سعر الكيلو فى بعض المناطق إلى 140 جنيهاً، كما يتم توزيع لحوم حمير فى الغالب على بعض المطاعم.

{long_qoute_1}

ودلّل «سلامة محمد»، تاجر أغنام، على انتشار ظاهرة ذبح لحوم الحمير فى المنيا، بارتفاع أسعارها تدريجياً، مؤكداً أن سعر الحمار قفز من 500 إلى 1200 جنيه خلال عام واحد، مما يشير إلى أن هناك إقبالاً على شرائها على غير المعتاد. وأوضح أن الحمير كانت تُستخدم سابقاً فى نقل المستلزمات الزراعية إلى الحقول، إلا أن ذلك تراجع تدريجياً مع ظهور التروسيكلات والدراجات البخارية، التى يستخدمها معظم الفلاحين للذهاب إلى حقولهم التى تقع فى مناطق بعيدة عن منازلهم، الأمر الذى كان يجب أن يستتبعه انخفاض فى أسعار الحمير، وليس ارتفاعها، كما لوحظ فى الفترة الأخيرة أن هناك أشخاصاً غرباء يتجولون فى بعض القرى، بحثاً عن حمير لشرائها.

وبينما كان الشابان «أحمد محمد جابر»، مصور، وصديقه «على طه»، فى رحلة صيد طيور ببنادق الرش، وبمحض الصدفة، اكتشفا منطقة صحراوية تُستخدم كـ«سلخانة» للحمير فى الخفاء، وقال الأول إنه بالأمس القريب كان متوجهاً إلى قرية «زاوية سلطان»، وبالتحديد فى منطقة صحراوية تسمى «المغارة»، أو «الشلال»، عند مطلع «الحرفيين»، بالقرب من صهاريج مياه المنيا الجديدة، فى رحلة لصيد الحمام، فاكتشف وجود آثار دماء كثيفة مبعثرة على الأرض، وعند محاولته استطلاع الأمر، تبيّن له من الشواهد التى رآها، أنها «سلخانة» لذبح الحمير، وتأكّد من ذلك من خلال الجماجم الملقاة على الأرض، وكانت جميعها رؤوساً لحمير مذبوحة، كما عُثر على أجزاء من أرجل الحمير منتشرة بالمنطقة.

وأضاف أن الهياكل العظمية المنتشرة بالمنطقة تؤكد أنها ناتج عمليات ذبح، وليست لحيوانات نافقة تم إلقاؤها فى المنطقة، لا سيما أنه عُثر أيضاً على بلوكات حجرية تُستخدم لتقطيع لحوم الحمير، بدلاً من الورشة الخشبية، التى يستخدمها الجزارون، كما عُثر على ما يُسمى «الخراطم»، وهو عبارة عن حبل يكون مربوطاً فى عنق الحمار لجرّه، وجميع الفلاحين يعرفون هذا الاسم جيداً.

ومن جانب آخر، اعترف أحد الجزارين، طلب عدم ذكر اسمه، بقيام من وصفهم بـ«قلة لا تُذكر» من زملائه بعرض لحوم حمير للبيع للمواطنين، وقال: «لا أستبعد ذلك، خصوصاً مع الارتفاع الجنونى فى أسعار الجاموس والأبقار». وأوضح أنه «يصعب عرض لحوم حمير فى محلات الجزارة، على مرأى ومسمع من الجميع، لأنه يمكن أن تنكشف، حيث إن هيكل الحمار يختلف كثيراً عن هياكل المواشى». وأضاف أنه «يمكن طرح لحوم الحمير فى محلات جزارة، دون أن تنكشف، فى حال تقطيعه إلى قطع صغيرة».

ورجّح أنه يتم بيع لحوم معظم الحمير المذبوحة إلى بعض المطاعم، خصوصاً مطاعم المشويات، حيث يصعب تمييزها، وقال: «أعتقد أن صاحب المطعم يكون على علم بأنه يشترى لحم حمير، ولا تتم مغافلته كما يعتقد البعض»، مشيراً إلى أنه فى حالة بيع لحوم الحمير للمواطنين، يتم بيعها بنفس سعر اللحوم البلدية فى السوق، وليس أقل، كما يظن البعض، بل إن الجزار قد يبالغ فى السعر، حتى لا يرتاب أحد فى أمره».

أما «عمار النادى»، موظف بالمعاش، فقال إنه «مع انعدام الضمائر، وانتشار الغش، يجب شنّ حملات تضم مفتشين من التموين والطب البيطرى والصحة على جميع المطاعم ومحلات الجزارة فى القرى». وأضاف أن ذبح لحوم الحمير أصبح حديث الشارع فى جميع أرجاء محافظة المنيا، خصوصاً أنه تم ضبط حالات مماثلة، مما يعنى أن هناك الكثير من تلك الوقائع تتم دون كشفها، حيث إن «الصدفة» فقط هى التى تقود إلى اكتشاف تلك الجرائم، مشيراً إلى أن معظم الأهالى، خصوصاً فى القرى، لا يشترون أى لحوم حمراء إلا فى حالة الإشراف ومشاهدة عملية قيام الجزارين بذبح المواشى أمام أعينهم، خصوصاً وأن معظم عمليات الذبح فى القرى تتم فى الشوارع، وليس فى المجازر الحكومية.

وعن المخاطر الصحية الناجمة عن تناول لحوم الحمير، حذّر الدكتور هانى أسحق شحاتة، مفتش صحة المنيا، من أن تناول تلك اللحوم يسبب أضراراً خطيرة، لما تحتويه لحومها وأحشاؤها من أمراض بيولوجية، كالبكتيريا والفطريات الطفيلية والفيروسات الخطيرة، التى تصيب الإنسان بأمراض معوية ميكروبية مزمنة، وتظهر أعراضها فى القىء والإسهال المستمر. وأضاف أن عملية الذبح تزيد من الميكروبات التى تحتوى عليها اللحوم.

وكانت الأجهزة الأمنية بالمنيا قد تمكنت من ضبط 3 بؤر لذبح الحمير فى نطاق المحافظة مؤخراً، جاء أبرزها بعدما تمكن النقيب مصطفى مسعد، رئيس نقطة شرطة قرية «دير جبل الطير»، من ضبط سيارة أجرة متوقفة أمام أحد المنازل بالقرية، وبها أعداد من الحمير، فى ساعة متأخرة من الليل، بصورة مثيرة للريبة، وتبين أن محتويات السيارة، كان سيتم تسليمها لأحد الأشخاص لذبحها وبيع لحومها للأهالى.

كما تم ضبط جزار بقرية «إسطال»، التابعة لمركز سمالوط، ويُدعى «م. ز. م»، أثناء قيامه ببيع لحوم الحمير للمواطنين والمطاعم، وبمداهمة منزله، عُثر بداخله على 200 كيلوجرام لحوم حمير، وجلود 67 حماراً تم ذبحها، كما ألقت مباحث التموين القبض على شخصين بقرية «الجازى»، بمركز العدوة، أثناء قيامهما بذبح وسلخ وتقطيع لحوم عدد من الحمير، تمهيداً لبيعها للمواطنين على أنها لحوم بلدية حمراء.

اكتشاف سلخانة للحمير بزاوية سلطان فى المنيا


مواضيع متعلقة