«الخصوص».. مشاجرات أمام شباك التذاكر ونقص الطواقم الطبية.. والمرضى يفترشون الأرض

كتب: شيماء عادل وحسن صالح

«الخصوص».. مشاجرات أمام شباك التذاكر ونقص الطواقم الطبية.. والمرضى يفترشون الأرض

«الخصوص».. مشاجرات أمام شباك التذاكر ونقص الطواقم الطبية.. والمرضى يفترشون الأرض

هنا مستشفى الخصوص المركزى.. زحام شديد تتخلله مشاجرات متقطعة أمام شباك التذاكر بسبب طول فترة الانتظار من أجل الحصول على تذكرة الكشف والحصول على العلاج من العيادات الخارجية وبعد معاناة وطول انتظار وصل المريض إلى الشباك لكنه تعرض لصدمة كبيرة بعد أن أخبره الموظف أن التخصص الذى يريده غير موجود بسبب عدم التأكد من مدى إمكانية حضور الأطباء فى تخصصات الجلدية والأنف والأذن والحنجرة والباطنة، وأبلغ الحضور أنه لن يقوم بقطع تذاكر الكشف إلا فى حال وصول طبيب الباطنة.

{long_qoute_1}

أمام عيادة العظام وقف العشرات من المرضى فى انتظار دورهم، وبعد مرور نصف ساعة، فوجئ المرضى بالطبيب يغادر العيادة، وبسؤال الممرضة قالت إنه توجه لقسم الاستقبال والطوارئ لوجود حالة طارئة تتطلب تقطيب جرح أحد المرضى الذى يعانى من نزيف ولا يوجد أطباء بالاستقبال لإسعاف الحالة.. غياب الطبيب عن العيادة تسبب فى اندلاع مشاجرات بين المرضى بعد أن زاد عددهم ولم يجدوا مقاعد يجلسون عليها لانتظار الطبيب خاصة أن أغلبهم لا يستطيع الوقوف لفترات طويلة لوجود مشاكل فى فقرات العمود الفقرى والمفاصل.

فكرية محمد، سيدة فى العقد السادس من عمرها، وقفت أمام العيادة برفقة ابنتها ممسكة بالأشعة التى أجرتها على مفاصل الركبة والعمود الفقرى، قالت إنها تعانى من ألم شديد فى المفاصل منذ فترة وكلما تذهب إلى طبيب يكتب لها علاجاً مسكّناً وبمجرد انتهاء العلاج يعاودها الألم مرة أخرى، مضيفة: «اضطريت آجى للمستشفى المركزى بعد ما صرفت كل اللى معايا على العلاج بيقولوا الدكتور هنا كويس بس مكنتش متوقعة إنى أنتظره فترة كبيرة وأنا مش قادرة أقف ومفيش كراسى نقدر نقعد عليها حتى مش قادرة أقعد على الأرض لأنى مش هقدر أقوم تانى، شايفة أغلب الحالات قعدت على الأرض هيعملوا إيه مفيش كراسى ومفيش حد بيسأل عليهم».

على بعد خطوات من السيدة وقف أحد المرضى ينادى على الممرضة التى تركت العيادة خلف الطبيب، ليسألها عن الوقت الذى سوف يستغرقه الطبيب فى قسم الاستقبال فردت أنها لا تعلم، مما زاد من حالة الغضب بين الموجودين ورد عليها بانفعال شديد: «يعنى هو إحنا جايين هنا نتذل، ياريتنى كنت رحت كشفت فى التأمين»، فردت الممرضة عليه: «إنت جاى تكشف وتقدر تستحمل لكن الحالة اللى مع الدكتور صعبة بينزف لازم يوقف له النزيف ويخيط له الجرح»، فرد المريض: «يعنى مفيش أطباء فى الاستقبال؟» فردت بغضب: «لأ مفيش عندنا نقص فى الدكاترة ودكتور العظام بيشتغل بين العيادة والاستقبال». ولم تمر لحظات على سؤال المريض حتى عاد الطبيب مرة أخرى وهو ما علقت عليه الممرضة: «يلا يا دكتور والنبى عشان نخلص العيانين بيدّونا محاضرات نعمل إيه وما نعملش إيه؟».

فى الطابق الثانى من المستشفى كانت الطوابير أكبر خاصة أمام عيادة الأسنان بسبب تأخر طبيب الأسنان عن موعده حيث حضر إلى العيادة فى الحادية عشرة ظهراً فى حين أن موعده الرسمى فى التاسعة صباحاً.

وأمام عيادة الجراحة وقف المرضى فى انتظار الطبيب الذى لم يأت ولم ترد أى أخبار عن إمكانية حضوره من عدمه وهو ما أدى إلى وجود حالة من الغضب بين المرضى، الذين جلسوا أمام المقاعد المخصصة للانتظار على أمل أن يأتى الطبيب، المفارقة الغريبة أن مكتب مدير المستشفى كان فى طابق عيادة الجراحة والأسنان، ومع ذلك الإهمال سيد الموقف وكل الأطباء يتغيبون ويحضرون إلى المستشفى حسب المزاج.


مواضيع متعلقة